ونظيرُ دلالة هذه الآية على دخول أزواج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في آله ودلالة حديث عائشة رضي الله عنها المتقدِّم على دخول عليٍّ وفاطمة والحسن والحُسين رضي الله عنهم في آله، نظيرُ ذلك دلالةُ قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ﴾ على أنَّ المرادَ به مسجد قباء، ودلالة السُّنَّة في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (1398) على أنَّ المرادَ بالمسجد الذي أُسِّس على التقوى مسجدُه صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر هذا التنظيرَ شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة " فضلُ أهل البيت وحقوقُهم " (ص:20 21). وزوجاتُه صلى الله عليه وسلم داخلاتٌ تحت لفظ " الآل "؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:) إنَّ الصَّدقةَ لا تَحلُّ لمحمَّدٍ ولا لآل محمَّد (، ويدلُّ لذلك أنَّهنَّ يُعطَيْن من الخُمس، وأيضًا ما رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه (3/214) بإسنادٍ صحيح عن ابن أبي مُلَيكة: " أنَّ خالد بنَ سعيد بعث إلى عائشةَ ببقرةٍ من الصَّدقةِ فردَّتْها، وقالت: إنَّا آلَ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لا تَحلُّ لنا الصَّدقة ".
رواه مسلم وعند أبي داود (ألا هلك المتنطعون قالها ثلاثاً) قال النووي: أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم.
إخوة الإسلام: لقد كثر الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأزمان فالحذر الحذر وأنكروا على من سمعتموه يلغ في أعراضهم أو ارفعوا أمره إلى أولي الأمر من العلماء والحكام حتى يرد عليه أهل العلم ويقيم فيه حكم الله أهل السلطة إذا تيسر ذلك. ثم اعلموا رحمكم الله أن خير الحديث كلام الله..
ومصطلح الصحبة: ورد في القرآن والسنة، ودليل ذلك قوله تعالى:" إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ". (التوبة: الآية 40)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ". (صحيح مسلم). ولم يحدد العلماء عدد الصحابة بدقة، بل ذكروا أنهم يزيدون على المائة ألف صحابي، وكلهم لهم الفضل والسبق، إلا أنهم يتفاضلون فيما بينهم. و قد وردت الكثير من الآيات الصريحة ، والأحاديث الصحيحة في فضائل الصحابة –رضي الله عنهم وأرضاهم- والثناء عليهم: قال الله عز وجل: " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم". فضل الصحابة ومكانتهم عند النبي والمسلمين - نادي العرب. (التوبة: الآية 100)، وقال تعالى:"لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما ".
لم يستثنوا منهم إلا القليل، وفيمن سبُّوهم من هو خيرٌ ممن استثنوهم بأضعاف مضاعفة" [10]. قوله: وبُغضهم كُفر ونفاق وطُغيان ؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث البراء - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الأنصار: ((لا يحبهم إلا مؤمنٌ، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبَّهم أحبَّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله)) [11]. من فضل الصحابة عن بقية الناس هو في تلقيهم العلم مباشرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - موقع المرجع. قال أبو زرعة الرازي: إذا رأيتَ الرجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسنن أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرحُ بهم أولى، وهم زنادقة [12]. وقال يحيى بن معين في تليد بن سليمان المحاربي الكوفي: "كذاب، كان يشتم عثمان، وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دجال، لا يُكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" [13]. ولله در القائل: لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ شَتَمُوا الصَّحَابَةَ دُونَ مَا بُرْهَانِ لُعِنُوا كَمَا بَغَضُوا صَحَابَةَ أَحْمَدٍ وَوِدَادُهُمْ فَرْضٌ عَلَى الإِنْسَانِ حُبُّ الصَّحَابَةِ وَالقَرَابَةِ سُنَّةٌ أَلْقَى بِهَا رَبِّي إِذَا أَحْيَانِي احْذَرْ عِقَابَ اللهِ وَارْجُ ثَوَابَهُ حَتَّى تَكُونَ كَمَنْ لَهُ قَلْبَانِ والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وزكاهم ونوه بفضلهم قال صلى الله عليه وسلم في ضمن حديث له (وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) رواه مسلم وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) صحيح البخاري و عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله اختار أصحابي على الثقلين سوى النبيين والمرسلين). قال ابن حجر رواه البزار بسند رجاله موثقون الإصابة 1/13. عن عبد الله بن عمر وعند البغوي ابن مسعود:(من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة أبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونقل دينه فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا على الهدي المستقيم. الحلية 1/305 ولا يأتي أحد بعد الصحابة أفضل منهم ولا أعلى رتبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) رواه البخاري ومسلم وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول (لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره) رواه ابن ماجه بإسناد حسن.