يسلط الكاتب الأردني نبيل بطيح الضوء عل مسألة قلما انتبه إليها المسلمون، وهي حقيقة الجنس في الجنة، ويبرز كيف أن المسلمين تبنوا مغالطات كبيرة في هذا الموضوع، ويبقى تحليل الكاتب منطقيا، خاصة وأنه يعتمد على القرآن وشرحه، ليثبت أن المتطرفين اليوم يستعملون الأساليب نفسها التي استعملتها فرق ضالة في التاريخ الإسلامين، وكلها استغلت الدين والشذوذ للتحفيز على ارتكاب أفعال دامية. وفي ما يلي نص المقال… دعاني إلى الكتابة عن الجنس في الجنة أمران، الأول: استغلال الإرهابيين للشباب من المراهقين، والإيحاء لهم بأنهم إذا قاموا بعملية انتحارية وقتلوا ودمروا فإنهم يصبحون شهداء، وحال موتهم تستقبلهم الحور العين في الجنة. والثاني: وجدت أن عددا من طلبة العلم وكبار المثقفين، يعتقدون بوجود الممارسة الجنسية في الجنة، حتى بلغ الشطط ببعضهم أن ألف كتابا وأفتن في هذا التصور العدمي، فقال بأن (الولدان المخلدون) الذين وردوا في القرآن الكريم هم لأهل الجنة الذين كانوا يميلون بشهوتهم في الدنيا إلى اللواط ومنعوا أنفسهم من ممارسة ذلك الشذوذ، فإن الله سيكافؤهم في الجنة بالولدان المخلدين، وهذا ما يشوه صورة الجنة في أذهان المسلمين، ويبعث على السخرية من قبل أعدائهم.
ويقول بعض دعاة الحركات الدينية المتطرفة إن أقل رجل من أهل الجنة سوف يحصل على آلاف النساء الفائقات الجمال في الآخرة، ما بين زوجاته (اللاتي كن معه في الدنيا)، وحور عين، ووصيفات لتلك الحوريات، ويباح له مضاجعة كل واحدة منهن لمدة 40 عاماً في المرة الواحدة، دون أن يمل هو منها أو تنفر هي منه. ويتناول هذا الخطاب الديني في أحيان كثيرة بعض تفاصيل العلاقات الحميمة في الآخرة، ويصف جمال نساء الجنة وبعض أجزاء أجسادهن وصفاً تفصيلياً، وهو ما يعد عامل جذب مؤثر لشباب تلك الحركات، الذين يدفع بعضهم روحه في عمليات إرهابية ثمناً للفوز بتلك الحوريات، ويجد البعض في هذه الأحاديث التي تحكى بأسلوب تشويقي، متنفساً للكبت الجنسي الذي تخلفه حالة الفصل الصارمة بين الرجال والنساء. "لا نكاح" ويقول الجندي في برنامجه "لعلهم يفقهون" على قناة dmc الفضائية المصرية: "في الآخرة، عندما نموت، لا أعضاء تناسلية، لا أدوات التناكح المعروفة، يعني الأدوات التناسلية انتهت وظيفتها الدنيوية، وتحولت إلى شكل آخر ، وأي حديث سوف ترونه أو آية (قرآنية)، يقصد بها التقريب والتمثيل وليس المطابقة". هل يوجد اعضاء تناسلية في الجنة بدون. ودعم الداعية وجهة نظره بأن كل شيء سوف يخضع للتعديل، وقال موجهاً حديثه للمشاهد: "أنت رضيت أنه سوف يحدث تعديل في الأرض، وتعديل في الوقت، وفي النوم، والشرب، والتعب (... ) قبلت هذه التعديلات، ولا تعلم أنه سوف يحدث تعديل في مناطق اللذة عند الإنسان؟! "
وفي إسناده سعيد بن يوسف ، ضعفه أحمد ، وابن معين ، والنسائي ، وغيرهم. انظر: "التهذيب" (4/103). وورى الطبراني في "الكبير" أيضا (7674) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (368) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: " سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ، يَتَنَاكَحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ ، فَقَالَ: (نَعَمْ، بِذَكَرٍ لَا يَمَلُّ ، وَشَهْوَةٍ لَا تَنْقَطِعُ دَحْمًا دَحْمًا). وفي إسناده سليمان بن سلمة الخبائري ، وهو متروك ، وقال ابن الجنيد: كان يكذب. "ميزان الاعتدال" (2/ 209). وروى البزار (9416) نحوه عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، وفيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ، وهو ضعيف. هل يمكن للشخص تمني عدم وجود اعضاء تناسلية بالجنه - اسألينا. قال البوصيري في " إتحاف الخيرة" (8/ 236): " مداره على الأفريقي وهو ضعيف ". والله تعالى أعلم.
وذهبت آراء إلى أن ممارسة الجنس في الجنة، إحدى المتع الممنوحة للرجال، وستكون مع زوجاته من الإنس والحور العين، ولكن تحركه المشاعر وليس الاحتياج. وقال نوح العيسوى وكيل وزارة الأوقاف، إن الممارسة الجنسية في الجنة موجودة ولكن الخلاف على الإنجاب، الذي يتردد أنه وفقًا لاشتهاء الشخص، فإذا أراد ابنًا ولد له في نفس الوقت. وينقل المفسرون عن عبد الله بن مسعود، وابن عباس، أن تفسير الآية "أن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون" أن أهل الجنة سيكون شغلهم افتضاض الأبكار من الحور العين والإنسيات. فيما استند المفسرون لحديث عن أنس رضى الله عنه عن النبي أنه قال: "يُعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع، قيل يا رسول الله ويطيق ذلك؟ قال: يعطى قوة مائة"، بمعنى أن الرجل يعطى قوة مائة شخص حتى يستمتع بنصيبه من الحور العين. المرأة تتردد أسئلة كثيرة حول وضع المرأة في الجنة، وهل سيكون لها أمثال الرجل حور عين، كونها شريكة في التكليفات المكلف بها الرجل في الدنيا؟. هل يوجد اعضاء تناسلية في الجنة تعزيز منتجاتنا شركة. وحدد المفسرون وضع المرأة في تلك المسألة بأكثر من صورة، أولها المرأة التي تزوجت في الدنيا، يحق لها أن تختار الزواج من زوجها في الجنة أيضًا، وهي هنا مجابة، أو أن تختار غيره في الجنة.
صدق الله العظيم.