الطبقة الثالثة من الموالي: وهؤلاء هم عامّة الموالي، وهؤلاء تحوّلوا إلى الإسلام بدون أن يعقدوا مع إحدى القبائل العربية عقد موالاة، فبقي ولاؤهم للأمة كلها. ولقد انصهر هؤلاء في تركيبة المجتمع الإسلامي، لا فرق بينهم وبين غيرهم من العرب، واللافت أنه لم يكن هناك مجال من مجالات العمل موصدًا أمامهم، فقد رأينا الأمراء وقادة الجيوش والعلماء من الموالي. من هم الموالي الشيخ د.عثمان الخميس - YouTube. وقد كان في الموالي من ارتفع به إيمانه فوق العصبية، فقد كان الكثير من العرب وغيرهم ممن فهم الإسلام جيدًا، وآمن بأنه يسوي بين جميع المسلمين، من عرب وعجم، وأيقن أن الرجل يشرف بدينه وعمله وخلقه، وليس بجنسه وعِرْقِه، فأكرم الناس عند الله أتقاهم، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، فالحسن البصري -وهو مولى- كانت له منزلة كبيرة عند العرب بصفة خاصة والمسلمين جميعًا، وكانت له كلمة مسموعة حتى عند الدولة، بل كان ينتقد -علانيةً- خلفاء بني أمية وولاتهم، ويوم مات تبع الناس كلهم جنازته، حتى لم يبقَ في المسجد من يصلي العصر. إن الفكرة الشائعة عن بني أمية، والتي أذاعها بعض المستشرقين المتربصين مثل: فون كريمر، وفان فلوتن، وبروان، ورددها كما هي جورجي زيدان وفيليب حتى، ونقلها بعض المؤرخين المحدثين مثل: حسن إبراهيم حسن، وعلى حسني الخربوطلى، وغيرهم، وهي أن بني أمية كانوا متعصبين ضد الموالي، وأنهم استغلوهم واضطهدوهم واحتقروهم، وأنه كان من نتائج ذلك سخط الموالي الذي تولد عنه سقوط الدولة الأموية، هذا ليس على إطلاقه؛ فقد تبين أن هناك مجموعات من الموالي مع الأمويين، وأنه كانت أعداد كبيرة من الموالي مثلهم مثل بقية العرب المعارضين للحكم الأموي.
ومع كل ذلك كانوا محرومين من المناصب الرفيعة التي تحتاج إلى عصبية وشرف كوظيفة القضاء مثلا. وقد تكاثر الموالي بازدياد الفتوحات. وعملوا كصناع. وقامت على أكتافهم النهضة الزراعية والصناعية والتجارية. وقام الموالي بنصيب كبير في الفتوحات. وتولوا الشؤون الإدارية والاقتصادية. ومع كل ذلك فقد الموالي العدالة الاجتماعية في ظل الدولة الأموية. المَوَالي .. مكانتهم وجهودهم في علم الحديث - موقع مقالات إسلام ويب. فحرموا من ركوب الخيل والزواج من العربيات الحرائر، ولم يحصلوا على نصيب مساو للعرب من الغنائم. فولدت هذه المعاملة نقمة في نفس الموالي عبروا عنا بحركة الشعوبية – وهي نضال فكري واجتماعي دافع به الموالي عن أنفسهم ضد التعصب العربي، وجعل الموالي ينضمون لاحقا إلى الثورة العباسية التي قضت على الدولة الأموية. العهد العباسي مكانة الموالي في العصر العباسي فقد وصلوا إلى أعلى المناصب وتمتعوا بنفوذ واسع فارتفعت مكانتهم الاجتماعية وتزايد نفوذهم في مجال الإدارة والسلطة ( سياسيا) أصبحت حاشية الخليفة ورجال دولته من الموالي الفرس, كما عين الوزراء والقواد منهم حتى أصبحت الوظائف تنتقل بالوراثة عند الموالي, كآل برمك, وآل سهل, وآل ظاهر وفي العصور اللاحقة من الحكم العباسي( الثاني) ظهرت عناصر جديدة من الموالي وخاصة الترك, وأصبحت السلطة الفعلية في عصر الانحطاط بأيدي هؤلاء الموالي.
وكان المنع شائعاً بين العرب قبل الإسلام، وظل العرب يستنكفون منه رغم الحديث النبوي "مولى القوم منهم". ويبدو أن علاقة المولى والسيد كانت مهيمنة في ميدان العلاقات الاجتماعية، فالمولى لم يكن يخطب امرأة لنفسه ولا يزوج ابنته لرجل، ما لم يستشر مولاه، فإذا أحب رجل أن يخطب فتاة من بنات الموالي لا يذهب إلى أبيها ولا إلى أخيها، وإنما يخطبها من مواليها، كما جاء في العقد الفريد للمسعودي. من هم الموالي في الاسلام. فإن رضي مولاها زوجت وإلا فلا. "وإن زوجها الأب أو الأخ بغير رأي مواليه فسخ النكاح، وإن كان دخل بها عُدّ ذلك سفاحاً". ولم يقف تأثير وجود الموالي أو غير العرب في الأوساط السياسية والاجتماعية والثقافية عند هذا الحد، وبخاصة بعد أن تعاظم عددهم. ومن الذين رسموا ببراعة تأثيرهم المؤرخ أحمد أمين، فيقول: "الحق أن الامتزاج كان قوياً شديداً، وأن الموالي وأشباههم كان لهم أثر في كل مرافق الحياة، وأنه كانت هنالك حروب في المسائل الاجتماعية ولكن لم يُعْنَ المؤرخون بتفصيلها، وهي أولى بالعناية، فقد كانت حرب بين الإسلام والديانات الأخرى، وكانت حرب بين اللغة العربية واللغات الأخرى، وكانت حرب بين الآمال العربية وآمال الأمم الأخرى، كانت حرب بين النظم الاجتماعية العربية البسيطة، وبين النظم الاجتماعية الفارسية والرومية، وأصبحت المملكة الإسلامية مجالاً فسيحاً لهذه الحروب تتنازع فيها الآمال.
ومن الموالي الذين وصلوا الإمارة: موسى بن نصير، وكان والده من سبي عين التمر، وولّى أبو المهاجر دينار مولى الأنصار إفريقية 47هـ، وتولى يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج ولاية إفريقية أيضًا، وكان من الموالي، ولما قُتِلَ ولوا محمد بن يزيد مولى الأنصار سنة 102هـ وغيرهم، ولم يكن الموالي مجرد موظفين ولكن كان لهم دور سياسي كبير في توجيه الأمور، ولا تكاد تخلو صفحة من صفحات التاريخ من وجود دور للموالي في الأعمال السياسية أو القتالية أو الإدارية، وبالتالي فإن هؤلاء الموالي كانوا جزءًا حقيقيًّا من الطبقة الحاكمة بلا فرق بينهم وبين مواليهم. الطبقة الثانية من الموالي: وهم العلماء الذين انخرطوا في طلب العلم، واستطاعوا أن يحفظوا للأمة الإسلامية تراثها الفقهي، والأدبي والحديثي وكل فروع العلم؛ ففي المدينة على سبيل المثال كان من سادة العلماء فيها: "سلمان بن بشار" مولى ميمونة بنت الحارث توفي سنة 103هـ، ونافع مولى ابن عمر، وربيعة الرأي وهو من شيوخ الإمام مالك، وفي مكة: مجاهد بن جبر، مولى قيس المخزومي توفي سنة 102هـ، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وفي البصرة: الحسن البصري، وأبوه مولى زيد بن ثابت، وفي الشام مكحول توفي سنة 118هـ، وفي مصر يزيد بن حبيب "بربري"، وهو شيخ الليث بن سعد، وغيرهم كثير.
ويلخص الخطاب السياسي العقلاني المعتزلي بالنقاط التالية: رفض العصبية العربية القومية. رفض النزعة الشعوبية المتعالية. المناداة بالوحدة العربية الاسلامية لا على اساس قومي عنصري ولكن على اساس حضاري متميز. استثمار عقلانية الاسلام الذي هو خلاصة الحضارة الاسلامية.
الموالي لغة: مفردها مولى، والمولى يكون من أسفل وأعلى، بالرّق أو بالحِلف، لأن هذه اللفظة من ألفاظ الأضداد، تطلق على المالك والعبد، وعلى المعتِق والمعتَق، كما في القاموس، فالمعتِق بالكسر، هو المولى مِن أعلى، والمعتَق بالفتح هو المولى مِن أسفل، أما من حيث الاصطلاح فهو الشخص المحالف أو المعتق الذي أسلم على يد غيره، وقيل: هم الرواة الذي يعود أصلهم إلى قبائل غير عربية، ولكنهم ينسبون إلى قبائل عربية بالولاء، كقولهم: "مولى قريش"، وهم على أنواع، منها: مولى عتاق انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: ( الولاء لمن أعتق) وقوله: ( مولى القوم من أنفسهم). من هم عبيد الموالي. وقيل: هو من مسه أو أحد أصوله رق أو ولاء الإسلام أو الحلف أو الملازمة. أنواع الموالي يقسم العلماء الموالي إلى ثلاثة أقسام، هي: مولى الحِلْف، ويمثلون عليه بالإمام مالك بن أنس الأصبحي التيمي. ومولى العَتَاقة، مثل أبو البختري الطائي التابعي، واسمه سعيد بن فيروز ، هو مولى طيئ، لأن سيده كان من طيئ فأعتقه، ومولى الإسلام: مثل الإمام البخاري. فائدة معرفتهم تكمن فائدة معرفته في التنبيه على أن الحرية ليست شرطاً للراوي، خلاف الشاهد، وقال عنه العلماء: هو من المهمات، فربما نسب أحدهم إلى القبيلة، فيعتقد السامع أنه منهم صليبةً، وإنما هو من من مواليهم، فيميز ذلك ليعلم، فالموالي: هم ليسوا من العرب؛ ورسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوث في أمة العرب، فهؤلاء دخلوا في الإسلام وتفقهوا فيه، ورووا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فسادوا بذلك، وربما كانوا أهل كتابة وأهل حضارة، ساعدهم ذلك على تميزهم وتفوقهم.