و تعتبر معركة القادسية بداية لانتصارات عظيمة حققها المسلمون في سلسلة معاركهم ضد الفرس. من نتائج المعركة: وكان مما أدى إليه انتصار المسلمين أن تقلصت نفوذ الدولة الفارسية في العراق بعد سيطرة المسلمين عليها. أسلمت العديد من القبال التي تسكن على ضفاف النهر بعد المعركة وأتت وفودها مسلمةً إلى سعد بن أبي وقاص وأسلم العديد من الجنود الفرس أيضا لما رأوه من قوة المسلمين الإيمانية. من قائد المسلمين في معركة القادسية - مجلة أوراق. كسب المسلمون الكثير من الغنائم في هذه المعركة، كان أبرزها رايةُ فارس الكبرى وقد كان اسمها: "درفش كابيان". بعد أن فتح خالد بن الوليد والمثنَّى -رضي الله عنهما- بلاد الرافدين كتب أهلها عهودًا وذممها لهما، ولما غادرها خالد رضي الله عنه ورجع أهلها من الفرس إليها نقض العراقيون هذه العهود ما عدا بعض من مناطق العراق، فكان من نتائج معركة القادسية أن تمت كتابة العهود مرة أخرى وقبل المسلمون من أهل العراق عهودهم رغبة بتآلف القلوب فاستتب الأمن وانتشر الاستقرار في العراق من جديد. شارك المقال الكاتب محمد هاروش محمد أيمن محمد هاروش، من سوريا, طالب إدارة أعمال في جامعة سيرت التركية مقيم في تركيا مهتم بقراءة الكتب التاريخية وخصوصا التاريخ الإسلامي.
ذات صلة كلمة عن يوم الكرامة موضوع عن يوم الكرامة لا يمكننا السماع بتاريخ 21/3/1968 دون أن تلمع أعيننا وتخفق قلوبنا فخرًا بصنيع الرجال في مواجهة الجيش الإسرائيلي، فقد خاض الجيش الأردني في صباح ذلك اليوم معركة ضد الجيش الإسرائيلي في بلدة الكرامة الأردنية كَانت مُدَّتها يَومًا واحدًا، وعلى الرغم من قصر مدة تلك المعركة إلا أنها خالدة في التاريخ وفي الذاكرة، كيف لا وقد جسدت انتصارًا عربيًّا لا مثيل له على العدو الصهيوني، ولم يكن ذلك أي انتصار، بل كان نتاج جهود متكاتفة بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش الأردني، ولم تخلُ ساحة المعركة من الفدائيين الذين أشعلوا فتيلة ذلك النصر وأسهموا في اتقاده. لمعركة الكرامة أهمية كبيرة في تاريخ النضال العربي الفلسطيني، كيف ولا وقد كانت هذه المعركة إثباتًا على قدرتنا على محاربة العدو ومواجهته والانتصار عليه، لذلك لا عجب في أن هذه المعركة خالدة وحاضرة في التاريخ، بل إنها تمثل كابوسًا في تاريخ الصهاينة يذكرهم بأن الفاصل بينهم وبين الهزيمة هو المواجهة. لا يمكننا الحديث عن نصرنا في معركة الكرامة دون وصف الهزيمة التي وقعت بالعدو، فقد سحب الجيش الإسرائيلي جنوده من ساحة المعركة جارًّا وراءه أذيال الخيبة والهزيمة، تاركًا جثث الجنود الذين قتلوا وراءه، لتبقى دليلًا دامغًا على هزيمتهم وانتصارنا، فلا بد وأن الجيش الذي يتخلى عن جثث جنوده هو جيش ضعيف، كما أنه جيش لا يقدر جنوده، وأي جيش ذلك الذي تنتهي عنده قيمة الجندي بموته، بعكس جيوشنا التي ما إن يستشهد فيها أحد حتى يغدو اسمه نجمًا لامعًا.
سعد بن أبي وقاص قائد القادسية إنّ الصحابي الكريم سعد بن أبي وقاص، هو قائد المسلمين في معركة القادسية، وهو سَعْد بن أَبي وقاص مَالِك القرشي الزهري؛ أحد الصحابة العشرة المُبشرين بالجنة، ومن أوائل الذين دخلوا في الإسلام، وهو من أخوال النبي عليه الصلاة والسلام، وأحد المسلمين الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده. يُرجّح أنّه وُلد إمّا في العام ثلاثةٍ وعشرين هجري، أو سبعةٍ وعشرين هجري، هاجر سَعْدُ إلى المدينة المنورة، وشهد العديد من الغزوات وأبلى فيها بلاءً حسناً؛ كغزوة بدر، وأُحد، وغزوة الخندق، وبايع في الحديبية، وشهد خيبر، وفتح مكة، وهو أول ولاة الكوفة في العراق، وتوفي سعد في العقيق، ودُفن في المدينة المنورة، عام خمسةٍ وخمسين هجري. قيادة معركة القادسية اجتمع عمر بن الخطاب في المسلمين لمشورتهم في المعركة، وتولية الشخص المناسب على رأس جيش المسلمين؛ فوقع الاختيار على سعد بن أبي وقاص؛ الذي كان يوصف بشجاعته الفذّة، وإيمانه الشديد، وحرصه على تعاضد صفوف المسلمين؛ إضافةٍ إلى أنّه تمتع بمهارة القيادة حيث أدار المعركة من فوق قصره، كما لو أنّه في ساحة المعركة، فقد أصابت الدمامل جسده، وولّى بدلاً عنه في القتال خالد بن عرفطة، وأمر المسلمين بطاعته في حال موته.