لم تأتِ عبارة «التاريخ يعيد نفسه» من فراغ، فمن يقرأ التاريخ يلمس حقيقة تلك المقولة ويعاين وضوحها، عندما يكتشف أن الأحداث التاريخية ما هي إلا دوائر كبيرة تدور فيها الشعوب لتكرر المرور على نفس الظروف أو ظروف مشابهة كل حقبة زمنية. ورغم ذلك، فإننا في أغلب الأحوال نضيِّع على أنفسنا فرصة استفادة عظيمة بسبب تجاهل الدروس المستفادة من تكرار الدروس التاريخية. عرض الكاتب « عومير هاقي» في مقال على موقع «Medium» سبعة مراحل يعيد التاريخ من خلالها نفسه محاولًا إيصال رسالة إلينا، إلا أننا نفشل بشكل كبير في تلقي رسالته. خسارة البشرية فادحة في هذا الصدد، وبخاصة أن هذه الدروس السبعة متراكمة ومرتبطة ببعضها، فلم يكن هناك خيارات أخرى سوى أن نستفيد منها كلها، أو نهدرها برمتها. التاريخ يؤكد: احتكار الثروات يدمر اقتصادات العالم الصورة: GR8 Telangana الدرس المستفاد الأول من الحرب العالمية الثانية أنه عندما تنحصر الثروة في أيدي عدد قليل من الدول، تصاب اقتصاديات العالم بالركود، فقد عمدت ألمانيا إلى دفع تعويضات عن جرائمها في الحرب العالمية الأولى رغم أن اقتصادها لم يكن يتحمل مثل تلك التعويضات، ما أدى إلى تضرر اقتصادها بشكل كبير، وإعطاء الأفضلية للدول التي تلقت منها التعويضات، والآن يحدث شيء مماثل لذلك مع اختلافات بسيطة، لكن مع دول مثل أمريكا وبريطانيا وروسيا.
كثيراً ما نسمع عن مقولة التاريخ يعيد نفسه تلك الكلمات التي تتكرر على مسامعنا في أغلب النقاشات التاريخية أو التي تختص بالأمور الاقتصادية والاجتماعية دون معرفة المعنى الحقيقي للجملة ولما تم استخدامها وما القصة وراء قولها. وبالبحث والتقصي ظهرت أمامنا حقيقة جلية وأن تلك الكلمات الرائعة هي أحد الامثلة الإنجليزية القديمة ذات الصيت والسمعة الواسعة وباتت منتشرة في أغلب الثقافات العربية والأجنبية لمدي اقتراب تلك الحقيقة من الواقع. قصة التاريخ يعيد نفسه التكرار التاريخي أو ما يعرف Historic recurrence والمثل الإنجليزي المعروف هو The history story repeats itself أي التاريخ يعيد نفسه، ثم تم اقتباسه في اللغة العربية بمعنى التاريخ يعيد نفسه ، وكذلك في اللغة والثقافة الفرنسية l'histoire se répète وفي أغلب الثقافات جاءت لتحمل نفس المعنى وهو أن الأحداث التاريخية التي مرت علينا في الماضي يمكن لها أن تعاد مرة أخري إذا لم نتعلم منها الدرس والعبرة. لأن الطبيعة البشرية ودوافعها والخير والشر والرغبات المكبوته فيها لم تتغير منذ بداية الخلق وإلى الأن وطوال المستقبل الذي لا يعلم مداه إلا الله، ومن الامثلة العربية الأصيلة التي تحاكي نفس المثل المذكور التاريخ يعيد نفسه هو لا جديد تحت الشمس أي أن لا شيء مهما كان يمكن له أن يكون جديداً فجميعنا حكايات تكررت من قبل.
وتدرج المنتخب السعودي في هذه الدورة؛ فبعد تعادل الافتتاح مع العنابي، تغلب على البحرين 3-0 متسبباً بإقالة مدربه العراقي عدنان حمد، ثم فاز على اليمن 1-0، ووصل إلى قمة مستواه أمام الإمارات بطلة "خليجي 21" في نصف النهائي في مباراة مثيرة، تقدم فيها 2-0، ثم عادلت الإمارات 2-2، قبل أن يخطف أصحاب الأرض هدف التأهل في الدقائق الأخيرة. وفي المقابل، فإن المنتخب القطري الذي لم يحقق نتائج جيدة في الدورات السابقة دخل الدورة الحالية مرشحاً قياساً بأدائه في المباريات الودية التي تغلب فيها على عدد من المنتخبات الجيدة، كأستراليا وأوزبكستان. وبدأ المنتخب القطري رحلة البحث عن اللقب الثالث في دورات الخليج، بعد "خليجي 11" عام 1992 و"خليجي 17" عام 2004 على أرضه، بتعادل مع السعودية بهدف لكل منهما، بعد عرض جيد كان فيه الأفضل والأقرب للفوز. لكن العنابي فشل في تحقيق الفوز في الدور الأول، وتأهل جامعاً ثلاث نقاط فقط بعد تعادلين آخرين مع اليمن والبحرين سلباً؛ ما أثار انتقادات كبيرة حول العقم الهجومي الذي اعترف به المدرب الجزائري جمال بلماضي. إلا أن المنتخب القطري انتظر حتى الدور نصف النهائي لكي يظهر إمكاناته الهجومية بتسجيله ثلاثة أهداف في مرمى نظيره العماني، في نتيجة لافتة، وخصوصاً بعد فوز الأخير الكاسح على الكويت بخماسية نظيفة في الجولة الأخيرة من الدور الأول.