منتصف شهر مايو هو الموعد المحتمل لبدء الحرب بين روسيا و"الناتو" ربما يؤدي تفاقم الوضع في بريدنيستروفيه (ترانسنيستريا) إلى دفع رومانيا نحو الحرب. في النصف الأول من شهر مايو، تتضافر مجموعة من العمليات، يؤدي كل منها على حدة إلى تصعيد كبير للحرب غير المعلنة التي يشنها الغرب ضد روسيا، وتجعل من دخول أوروبا طرفا في الأعمال العدائية بأوكرانيا أمرا لا مفر منه تقريبا. لقد وصل الغرب أخيرا إلى مرحلة انهيار اقتصاده، والتي قد تبدأ قبل نهاية العام الحالي، ربما في الخريف، ما يحتم عليه هزيمة روسيا بأسرع وقت ممكن. من جانبها، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية محاربة التضخم، الذي تسارع إلى مستويات قياسية منذ 40 عاما. وللقيام بذلك، توقف الاحتياطي الفدرالي عن طباعة النقود الورقية غير المغطاة منذ مايو، ورفع سعر الفائدة، ما يجعل انهيار سوق الأسهم خلال الأشهر القليلة المقبلة أمرا حتميا. مايو اي شهر بالانجليزي. لكن ذلك أمر لا يمكن السماح به، لأن سوق الأوراق المالية هو قلب الاقتصاد الأمريكي، ولإنقاذه من الضروري ضمان تدفق رأس المال إلى الولايات المتحدة الأمريكية من جميع أنحاء العالم. وفي ظل الظروف الحالية، هناك طريقة واحدة فقط لتحقيق ذلك ألا وهي زعزعة استقرار العالم بأسره، من تايوان وحتى أوكرانيا.
بالتزامن، أدت الإخفاقات الروسية في الفترة الأولى من الحرب، ولا سيما انسحاب القوات الروسية من محيط كييف، إلى ظهور وهم لدى أوكرانيا والغرب باحتمال تحقيق نصر عسكري على روسيا. كذلك لا يؤمن الأوروبيون بإمكانية استخدام روسيا للأسلحة النووية، ولم يعودوا يخشون الدخول في الحرب، ويشعرون بدعم "الناتو" والولايات المتحدة الأمريكية من خلفهم. في هذا السياق أعلن رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، عن الرأي السائد في الغرب بقوله إن روسيا "يجب أن تهزم في ساحة المعركة". بمعنى أن الغرب ببساطة لم يعد لديه الوقت لتحقيق أي نصر آخر بخلاف تلك الطريقة، وما تبقى من الوقت لدى أوروبا أقصر بكثير مما تبقى لدى الولايات المتحدة الأمريكية. مايو اي شهر بالعربي. وهذا ما يفسر التطرف الأوروبي الأكبر تجاه روسيا من نظيره الأمريكي، المتمثل بما في ذلك في رفض فنلندا والسويد وحتى سويسرا التزام الحياد. وهو ما يفسر كذلك المفاجأة في السرعة والنطاق المتزايد لنمو استعداد الدول الأوروبية لتزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة. وإذا كان الغرب قد حدد هدفا لانتصاره العسكري على روسيا، فهذا يعني أنه قد قرر المشاركة في الأعمال العدائية إذا لم تستطع أوكرانيا ضمان هذا النصر.
والمرشحان الرئيسيان لهذا الدور اثنان: بولندا ورومانيا. بالنسبة لبولندا، فمن الصعب تقنيا عليها دخول الحرب، حيث يدور القتال بعيدا عن حدودها، وقد انتهى الصراع مع بيلاروس بشأن اللاجئين. مايو 2020 - ويكيبيديا. لذلك فمن الضروري حتى تدخل بولندا الحرب بمستوى التصعيد الحالي أن تحاول القوات الروسية تطويق كييف وتبدأ تقدمها نحو الغرب حيث الحدود مع بولندا. في الوقت نفسه، فقد شهدنا في الأيام الأخيرة تفاقما حادا للوضع في جمهورية بريدنيستروفيه (ترانسنيستريا) غير المعترف بها، والواقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيستر بين مولدوفا وأوكرانيا. وتوجد في هذه الجمهورية قاعدة لقوات حفظ السلام الروسية (حوالي ألف شخص)، بالإضافة إلى أكبر مستودع ذخيرة في أوروبا، الذي عاد إلى ملكية الاتحاد السوفيتي مرة واحدة أثناء انسحاب القوات السوفيتية من أوروبا الشرقية. فإذا ما وضعنا هشاشة هذه المستودعات جنبا إلى جنب مع نقص الأسلحة والذخيرة في أوكرانيا يصبح هجوم الأخيرة على ترانسنيستريا منطقيا، وقد صرحت إدارة زيلينسكي بذلك علانية. ومع ذلك، فهذا مستحيل بدون مساعدة مولدوفا، وستجذب محاولة روسيا الدفاع عن ترانسنيستريا حتما مولدوفا إلى الصراع، وبالتالي رومانيا، التي تقف وراءها، وستحصل بذلك على ذريعة لإرسال قوات إلى ترانسنيستريا وربما إلى الأراضي الأوكرانية المجاورة.