يتوجه الخطاب في الآيتين لمجموعة محددة داخل جماعة النحل فقد قال رب العزة (اتَّخِذِي.. كُلِي…اسْلُكِي) وهذا توجه واضح في الحديث إلى مجموعة محددة وهي إناث النحل. فهي التي تتخذ وهي التي تأكل وتصنع وهي التي تسلك الطرق المختلفة للعودة إلى الخلية أو تسلك أي مسلم أخر في سبل النجاة والحفاظ على حياتها، وهذا ما تم إثباته من العلماء. وهي أن إناث النحل هي ما تقوم بكل الأعمال سواء كان خراج الخلية أو داخلها ولا يوجد للذكور دور إلا تلقيح الملكة. وأوحى ربك إلى النحل - مقال. حتى أنهم يمكن أن يتم طردهم من الخلية إذا حدثت ندرة في الغذاء فإنه يتم التخلص منهم بتمزيق أجنحتهم وإجبارهم للخروج من الخلية وهذا ما يضمن لهم عدم عودتهم مره ثانية. ومن هنا سنتعرف على: هل يجوز تفسير فويل للمصلين مقطوعه عن سياق الآية؟ مسكن النحل وغذائها "أن اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ"، وقد ذكر بعد ذلك في الآية الكريمة المسكن الذي أراده الله أن تسكن فيه أو أنها يمكنها أن تتواجد فيه. وقد أثبت علمياً وبشكل قاطع أفضل أنواع العسل من الناحية الطبية فائدة، هو العسل الجبلي. يليه بعد ذلك العسل المستخرج من الخلايا التي تتواجد على الشجر، وأخيراً العسل المستخرج من العرائش التي يصنعها الناس.
♦ الآية: ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: النحل: (68). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وأوحى ربك إلى النحل ﴾ ألهمها وقذف في أنفسها ﴿ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ ﴾ هي تتَّخذ لأنفسها بيوتاً إذا كانت لا أصحاب لها فإذا كانت لها أرباب اتِّخذت بيوتها ممَّا تبني لها أربابها وهو قوله: ﴿ ومما يعرشون ﴾ أَيْ: يبنون ويسقفون لها من الخلايا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ﴾، أَيْ: أَلْهَمَهَا وَقَذَفَ فِي أَنْفُسِهَا فَفَهِمَتْهُ وَالنَّحْلُ زَنَابِيرُ الْعَسَلِ وَاحِدَتُهَا نَحْلَةٌ. ﴿ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ﴾، يَبْنُونَ وَقَدْ جَرَتِ الْعَادَةُ أَنَّ أَهْلَهَا يَبْنُونَ لَهَا الْأَمَاكِنَ فَهِيَ تَأْوِي إِلَيْهَا، قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: هِيَ الْكُرُومُ. اكتشف أشهر فيديوهات واوحي ربك الي النحل | TikTok. تفسير القرآن الكريم
والثاني: أنه ثبت في الهندسة أن تلك البيوت لو كانت مشكلة بأشكال سوى المسدسات فإنه يبقى بالضرورة فيما بين تلك البيوت فرج خالية ضائعة ، [ ص: 57] أما إذا كانت تلك البيوت مسدسة فإنه لا يبقى فيما بينها فرج ضائعة ، فإهداء ذلك الحيوان الضعيف إلى هذه الحكمة الخفية والدقيقة اللطيفة من الأعاجيب. والثالث: أن النحل يحصل فيما بينها واحد يكون كالرئيس للبقية ، وذلك الواحد يكون أعظم جثة من الباقي ، ويكون نافذ الحكم على تلك البقية ، وهم يخدمونه ويحملونه عند الطيران ، وذلك أيضا من الأعاجيب. والرابع: أنها إذا نفرت من وكرها ذهبت مع الجمعية إلى موضع آخر ، فإذا أرادوا عودها إلى وكرها ضربوا الطنبور والملاهي وآلات الموسيقى ، وبواسطة تلك الألحان يقدرون على ردها إلى وكرها ، وهذا أيضا حالة عجيبة ، فلما امتاز هذا الحيوان بهذه الخواص العجيبة الدالة على مزيد الذكاء والكياسة ، وكان حصول هذه الأنواع من الكياسة ليس إلا على سبيل الإلهام وهي حالة شبيهة بالوحي ، لا جرم قال تعالى في حقها: ( وأوحى ربك إلى النحل). واعلم أن الوحي قد ورد في حق الأنبياء لقوله تعالى: ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) [ الشورى: 51] وفي حق الأولياء أيضا قال تعالى: ( وإذ أوحيت إلى الحواريين) [ المائدة: 111] وبمعنى الإلهام في حق البشر قال تعالى: ( وأوحينا إلى أم موسى) [ القصص: 7] وفي حق سائر الحيوانات كما في قوله: ( وأوحى ربك إلى النحل) ولكل واحد من هذه الأقسام معنى خاص.
مقالات قد تعجبك: النحلة جعلها الله من أمهر المهندسين فقد خلقها الله تعالى بقدرة هندسية فإن لها آلة تشبه إلى حد كبير المنقلة التي تستخدم في الرسومات الهندسية. ورجالها التي تستطيع أن ترسم الشكل الهندسي بكل دقة ومهارة لعمل أقراص الشمع. وهو الشكل الهندسي الذي يندمج مع بعضة في التركيب بحيث أنه يمكن أن يتواجد بجوار بعضها دون أن يكون هناك أي فراغ بينهم. كما أنها تقوم بصنع العيون السداسية مائلة بدرجة 13 درجة وهي الزاوية المناسبة حتى لا ينسكب العسل من الأعين. وكذلك الحفاظ على درجة حرارة الخلية بحيث لا تزيد عن 32 درجة مئوية حتى تظل أقراص الشمع ثابتة، كل هذا يحدث من وحي الله عز وجل. وتقوم الإناث بكل الأعمال داخل الخلية فهي التي تصنع العسل والشمع وتبنيها على شكل عيون سداسية. وهي التي تقطع آلاف من الكيلومترات حتى تحصل على الرحيق وتصنع منه العسل. فقد يلزم لصناعة كيلو واحد من العسل ما يقارب من 400 كيلومتر مسافة تقطعها النحلة للحصول على عسل. ومن عظمة الله وقدرته أنه يجعل النحلة تقوم بترك رائحة خاصة مميزة على الزهرة التي قد أخذت رحيقها. حتى لا يفقد النحل الآخر الوقت في البحث داخل الزهرة، وهذه المادة هي الفرمونات.