ومنها: انتساب الشخص إلى غير أبيه؛ روى الشيخان من حديث علي -رضي الله عنه-، وفيه: ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا. ومنها: ارتكاب الظلم في المدينة المنورة أو إيواء الظالمين فيها؛ روى البخاري ، و مسلم من حديث علي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل. هل يجوز لعن الكافر وهل يجوز لعن الشيطان - موقع محتويات. قال الحافظ في الفتح: والمراد بالحدث والمحدث: الظلم والظالم على ما قيل، أو ما هو أعم من ذلك. ومنها: عدم حكم الأئمة بالعدل، وعدم وفائهم بالعهد؛ روى الإمام أحمد في المسند عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام على باب بيت رجل من الأنصار فقال: الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقا، ولكم عليهم حقا مثل ذلك، ما إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا وفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. والحديث صححه الألباني -رحمه الله تعالى- في السلسلة الصحيحة، وكذا شعيب الأرناؤوط في تخريجه لمسند الإمام أحمد قال: صحيح بمجموع طرقه.
ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم) فالواجب على المؤمن حفظ لسانه، والحذر من شر لسانه، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (سباب المسلم فسوق) سباب يعني مسابته، فسوق يعني معصية وخروج عن الطاعة فالواجب الحذر من السب والشتم واللعن والكلام السيء، والواجب أن يعود المؤمن نفسه، أن يعود لسانه الكلام الطيب، ويعود نفسه الحلم والصبر، ونسأل الله للجميع الهداية. المصدر:
رقم الفتوى: 639 الثلاثاء 23 محرم 1435 - 26 نوفمبر 2013 6574 كمال الدين جمعة بكرو. نص الاستشارة أو الفتوى: ما حكم اللعن ؟ نص الجواب: عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ – رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: " لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ "(1). أولًا - تعريفه: اللعن في اللغة: الإبعاد والطرد. وفى الشرع: الإبعاد من رحمة الله تعالى. هل زيارة المقابر للمرأة حرام وتدخل باللعن - أجيب. واللعن إما يكون على جهة الإخبار، ويشترط فيه الصدق، وإما يكون على جهة الدعاء، ويشترط فيه توجيهه لمن يستحقه. ومن أدلة اللعن الإخباري قول الله – جل جلاله -: أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) [هود]. ومن أدلة اللعن الدعائي قول الله – سبحانه وتعالى -: ( رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68) [الأحزاب]. ثانيًا - حكمه: اللعن أكثره محرم، وقليله مباح، والمحرم منه أنواع: أ – لعن المسلم: لعن المسلم حرام باتفاق العلماء؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم– شبهه بالقتل في أصل التحريم، وان كان القتل أغلظ، " لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ ". وقال أيضًا – صلى الله عليه وسلم– " مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ، رَجَعَتْ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ "(2).
تعريف العين والحسد العيْن لغةً لفظ مشتق من الفعل عان يَعين أي أصابه بعينه، وفي الاصطلاح الشرعي إعجابٌ واستحسانٌ مشوب بمشاعر خبيثة كالبغض والكره يحصل بسببها ضرر معين للمنظور إليه. أما الحسد في اللغة فهو اسم مشتق من الفعل حسَد يَحْسِدُ ويَحْسُدُ حسدًا، إذا تمنى شخصٌ ما أن تتحول إليه نعمةُ وفضلُ شخص آخر، أو يسلبهما منه. والحسد في الاصطلاح الشرعي هو تمني زوال نعمة من مستحِق لها وإن لم يَصِرْ للحاسد مثلها. أو تمني عدم حصولها أصلا لغاية خبيثة في النفس. والحسد - من جهة - أعم من العين وأشمل، فكل عائن حاسد، وليس كل حاسد عائنا. لكن العين - من جهة أخرى - أكثر ضررا من الحسد. وقد يحسد الشخص شخصا آخر على شيء غير موجود قد يحصل وقد لا يحصل في المستقبل، لكن العائن على عكس ذلك، لا يعين غيره إلا على الأشياء الموجودة التي يراها بعينه. حُكم العين والحسد يرى أهل العلم أن العين والحسد حرام ينبغي للمسلم تجنبهما. ويستدلون على تحريم الحسد بما ورد في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( لاَ تَحَاسَدوا ، ولا تناجشوا ، وَلاَ تَباغضوا ، وَلاَ تَدَابَروا... )، وقوله تعالى في سورة الفلق: [ومن شر حاسد إذا حسد].
الحمد لله. الغناء إن كان مصحوبا بآلات الموسيقى ، فإنه يحرم فعله ، وسماعه ، سواء كان من رجل أو امرأة ، وسواء كان غناء عاطفيا أو حماسيا أو دينيا ، ولا يستثنى من ذلك إلا الغناء المصحوب بالدف ، في العرس والعيد وقدوم الغائب ، وقد سبق بيان ذلك مفصلا في جواب السؤال رقم: ( 5000) ، ورقم: ( 20406) ، ورقم: ( 43736). وأما إذا خلا من الموسيقى: فإن كان من امرأة لرجال فهو حرام ، وإن كان من رجل ، وبكلام مباح جاز، كالأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقى ، ومع ذلك لا ينبغي الإكثار من سماعها. وقد حكى غير واحد من أهل العلم الإجماع على تحريم استماع الموسيقى. وينظر جواب السؤال رقم: ( 107572) ، ورقم: ( 78223). ومن ذلك قول القرطبي رحمه الله: " أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك ، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ، ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟! وما كان كذلك لا يُشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه " انتهى نقلا عن "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/337). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فمن فعل هذه الملاهي على وجه الديانة والتقرب فلا ريب في ضلالته وجهالته ، وأما إذا فعلها على وجه التمتع والتلعب فمذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ، فقد ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير.
ومن أعظم السب: أن يَلْعَن الرجلُ والديه، روى البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « إن من أكبر الكبائر أن يَلْعن الرجلُ والديه، قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يَسُب الرجلُ أبا الرجل، فيَسُب أباه، ويَسُب أمه » [صحيح البخاري:5973]. قال النووي - رحمه الله - في شرح صحيح مسلم (2: 54): "سبُّ المسلم بغير حقٍّ حرام بإجماع الأمة، وفاعله فاسق؛ كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم". واللعن أشد من السب في الحُرْمة، ثبت في الصحيحين عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « لَعْنُ المؤمن كقتله » [صحيح البخاري:6105] ؛ أي: في الإثم، كما قال النووي في شرح صحيح مسلم. وروى مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يكون اللعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة » [2598]. قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث: "فيه الزَّجْر عن اللعن، وأن مَن تَخلَّق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة؛ لأن اللعنة في الدعاء يُراد بها الإبعاد من رحمة الله تعالى، وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البِرِّ والتقوى، وجعلهم كالبُنيان يَشُد بعضه بعضًا، وكالجسد الواحد، وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فمَن دعا على أخيه المسلم باللعنة - وهي الإبعاد من رحمة الله - فهو في نهاية المقاطعة والتدابر" انتهى؛ من شرح صحيح مسلم (16: 148).