ليس منا من لم يرحم صغيرنا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف، وذلك للتنبيه على أهمية الرفق واللين في التعامل مع الأطفال، وهو بلا شك من الأخلاق والآداب الإسلامية، ولا بد أن ذلك يحتاج من المسلم الصبر والوعي والاحسان، واجتناب كل ما قد يحث النزاع والخلاف مع الطفل، ولا يتنافى ذلك مع تعليم الطفل الأخلاق الاسلامية الصحيحة بأسلوب واعي، عن طريق تقديم النصح والإرشاد، والتأديب من غير تعنيف لفظي أو جسدي. [1] ليس منا من لم يرحم صغيرنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "(ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا)"، وهذا الحديث يرشدنا إلى كيفية التعامل مع الصغير بالرفق والرحمة، والتوقير والتعظيم للكبير، وبالتالي فإن من لا يتصف بذلك فقد خالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وفي شرح الحديث: قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا) أي ليس على طريقتنا وهي كناية عن التبرئة، وقوله: (من لم يرحم صغيرنا)؛ أي من لا يكون من أهل الرحمة لأطفالنا، وقد يكون صغيرا في المعنى مع تقدم سنه لجهله وغباوته وخرقه وغفلته فيرحم بالتعليم والإرشاد والشفقة، وقوله: (ولم يوقر)؛من التوقير أي لم يعظم، وقوله: (كبيرنا)؛ فهو شامل للشاب والشيخ؛ لما خص به من السبق في الوجود وتجربة الأمور.
الجامع الأزهر الشريف أكد أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف، أن رسالة الإسلام رسالة إنسانية وبر ورحمة ورُقِى، وتهدف إلى أن يحيا الناس حياة كريمة، وأن بر الوالدين دأب أهل الفطر السوية وهو مما اتفقت عليه الشرائع السماوية. جاء ذلك فى خطبة وصلاة الجمعة التى أداها اليوم أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، والتى ضمت 12 عالمًا: ستة من علماء الأزهر الشريف، وستة من علماء الأوقاف، فى إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: "التكافل المجتمعى، حقوق الوالدين والمسنين والضعفاء أنموذجًا". فمن على منبر مسجد الديوان العام العباسى بشبين الكوم، أكد الدكتور أشرف فهمى موسى مدير عام التدريب أن رسالة الإسلام رسالة إنسانية، وبر، ورحمة، ورُقِى، تهدف إلى أن يحيا الناس حياة كريمة فى ظل مجتمع متعاون متكافل، على أساسٍ من المواساة والشعور بالآخرين، والبعد عن مظاهر الأنانية والأثرة والجشع، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "مَا آمَنَ بِى مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهوَ يَعْلَمُ بِهِ".
قال ابن حجر في: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) تعليقا على الحديث: قوله: (أثم لكع) بهمزة الاستفهام بعدها مثلثة مفتوحة، ولكع بضم اللام وفتح الكاف، قال الخطابي: اللكع على معنيين أحدهما الصغير والآخر اللئيم، والمراد هنا الأول، والمراد بالثاني ما ورد في حديث أبي هريرة أيضا « يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع ». وعن الأصمعي: اللكع الذي لا يهتدي لمنطق ولا غيره، مأخوذ من الملاكيع وهي التي تخرج من السلا. قال الأزهري: وهذا القول أرجح الأقوال هنا، لأنه أراد أن الحسن صغير لا يهتدي لمنطق، ولم يرد أنه لئيم. قوله: (فحبسته شيئا) أي منعته من المبادرة إلى الخروج إليه قليلا، والفاعل فاطمة. قوله: (فطننت أنها تلبسه سخابا) بكسر المهملة بعدها معجمة خفيفة وبموحدة، قال الخطابي: هي قلادة تتخذ من طيب ليس فيها ذهب ولا فضة. وقال الداودي: من قرنفل، وقال الهروي: هو خيط من خرز يلبسه الصبيان والجواري. وروى الإسماعيلي عن ابن أبي عمر أحد رواة هذا الحديث قال: السخاب شيء يعمل من الحنظل كالقميص والوشاح. ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا - YouTube. قوله: (فجاء يشتد) أي يسرع في المشي، قوله: (فجاء يشتد حتى عانقه وقبله) في رواية ورقاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا، أي مدها.