وهذا يؤكد على أمر مهم جداً، وهو أنك إذا علمت حاجته للصحبة، وعلمت أن صحبة الوالدين لا تغني عن صحبة أترابه وأسنانه، وعلمت أنه سيصاحب، شئت أم أبيت، فعليك أن تعرف أهمية الصحبة الصالحة. وأنت -أيها الشاب- لا بد أن تنتبه لشأن حالتك النفسية، فلا يكون توجيهك عفوياً لها، بل لا بد أن تلبي حاجتك في صحبة صالحة، ذلك أن لصحبتك أثراً تراكمياً متدرجاً على شخصيتك، وقل أن نجد شابا كان له خلة ومحبة ومرافقة لصحبة إلا ويكون على نهجها وطريقها، متحداً معها في أفكاره ومسالكه وأخلاقه، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وهذا يؤكد دور الآباء في انتقاء الصحبة الصالحة لأبنائهم، وعدم تجاهل هذه الحاجة النفسية الملحة، حتى يفاجأ بأن ابنه يسير مع صحبة سيئة. نسأل الله أن يعصمنا جميعاً وذرياتنا من مضلات الفتن، ما ظهر منها ومات بطن. الصحبة الصالحة لها اثر في تنمية حب الله تعالى. اللهم صل على محمد...
اثر الصحبه الصالحه ------------ هناك حاجات نفسية واجتماعية وثقافية ، لا يجدها الإنسان إلا في ظل الصحبة الصالحة والمناخ الصالح والصحبة لها ثمار حسنة إن كانت صالحة وما مثل صاحب الدين والعقل الرزين فأما صاحب الدين ، فإنه يؤثر في صاحبه وفي سلوكياته وفي توجهاته وفي أخلاقه يقول (ص) " بعثت لأتمم محاسن الأخلاق " رواه أحمد ، ولا يخفي أن ثمرة الصحبة الصالحة حسن الخلق وثمرة حسن الخلق الألفة وانقطاع الوحشة وفي الحديث " المؤمن ألف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف " رواه أحمد. اثر الصحبة الصالحة على الاستقامة. ويقول التابعي الجليل علقمة بن قيس رحمه الله يوصي ابنه ( يا بني إذا عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة فأصحب من إذا خدمته صانك وإن صحبته زانك وإن قعدت بك مؤنة مانك - أي كفاك - وأصحب من إذا مددت يدك بخير مدها وإن رأى منك حسنة عدها ، ولإن رأى سيئة سدها ، أصحب من إذا سألته أعطاك وإن سكت ابتداك وإن نزلت بك نازلة واساك أصحب من إذا قلت صدق قولك وإن حاولت أمرا آمرك - أي أعانك - وإن تنازعتهما آثرك). وهذه الوصية جماع الوصايا في الصحبة وثمارها معقودة بها. ولمن عمل بها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحياتي
قوله صلى الله عليه وسلّم: (االرجلُ على دينِ خليلِه فلْينظر أحدُكم من يخالِلْ) [سنن الترمذي]، ونص الحديث صريح في دلالته على اختيار الصحبة الحسنة والطيِّبة، حيث إنّ هذه الصحبة تؤثر على مدى الالتزام الديني بين الأصدقاء، سلباً أو إيجاباً، حسب نوع الصحبة، ومواصفات الصديق. قوله صلى الله عليه وسلّم: (مَإنَّما مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ، كحاملِ المِسكِ ونافخِ الكيرِ. أثر الصحبة الصالحة | wafa702. فحاملُ المسكِ، إمَّا أن يُحذِيَك، وإمَّا أن تَبتاعَ منه، وإمَّا أن تجِدَ منه ريحًا طيِّبةً. ونافخُ الكيرِ، إمَّا أن يحرِقَ ثيابَك، وإمَّا أن تجِدَ ريحًا خبيثةً) [صحيح مسلم]، فقد شبه صلى الله عليه وسلم الصاحب الطيب ببائع العطر، والصاحب السيء بالحداد، فوجه الشبه بين بائع العطر والصديق الصالح، هو النفع والتأثير الإيجابي في الغير، ووجه الشبه بين الصديق السيء والحداد، هو انتقال الضرر والإيذاء لمن يقترب منه. آثار الصحبة الكريمة العون على طاعة الله وحسن عبادته، لتذكير الصاحب صاحبه بذلك دائماً، وهذا بحق هو رأس مال المسلم في الحياة، طاعة الله، وحسن عبادته. إشاعة ونشر قيم الخير والفضيلة في المجتمع. الحد من الجرائم الخلقيَّة التي سببها سوء اختيار الصاحب، فصاحب السوء يشجع صاحبه دوماً على فعل المعاصي ويزينها في نفسه.
ليس من السهل على الطفل اختيار الصديق المناسب له، وتكوين صداقة معه، أو حتى الحفاظ على تلك الصداقة، وهذا أمرٌ طبيعي للغاية، فسيتنقل بين الصداقات، ويتقاسم تجاربه، وكلما كبر، كلما انفتح على أشخاصٍ جدد، حتى يجد من يتآلف معه، ويجد فيه ضالته. اقرأ أيضًا: التربية الصالحة ودورها الفعال على الفرد والمجتمع دور الآباء في اختيار الأصدقاء من المفيد للأطفال إدارة وبناء علاقاتهم الخاصة، على الرغم من أننا كوالدين قد نرغب في تحمل المسؤولية، أو التدخل، ولكن هناك طرقٌ يمكننا من خلالها مساعدة أطفالنا على التنقل بين الصداقات، مع اختيار أصدقاء مناسبين؛ حتى يصبحوا أكثر ثقة في أنفسهم، وأكثر قدرة على تطوير مهاراتهم الاجتماعية، ويمكن ذلك من خلال: ساعد طفلك على تطوير مهارات اجتماعية إيجابية، منذ سن مبكرة. ساعده على فهم أهمية المشاركة، وأخذ مشاعر الشخص الآخر في الاعتبار، والاستماع إلى بعضهم البعض. الصحبة الصالحة والصحبة السيئة. دعم اختيار الصديق لطفلك، من خلال تنظيم الكثير من الفرص لطفلك، للقاء الكثير من الأطفال المختلفين. وضح لطفلك كيفية تكوين الصداقات، وكيفية البحث من أجل اختيار الصحبة الصالحة. ساعد طفلك في العثور على أطفال آخرين، لهم اهتمامات مماثلة.
ولذلك نجد أن الأصدقاء دائماً متقاربون في السلوك ومتماثلون في الميول والاتجاهات ولهم آراء متقاربة ومن ثم تتحدد مستويات الطموح حيث يحاول الفرد الوصول إلى مستوى من هم أعلى منه في الجماعة في شتى الصفات كالغنى والشهرة والكفاءة وبذلك يحقق التنافس والسباق بين الأصدقاء مستويات أعلى في الدراسة أو في الميول والاتجاهات المشتركة بينهم. إن عملية اختيار الأصدقاء من أعقد المهام وينبني عليها في الغالب مستقبل الإنسان لان الصحبة- كما أسلفنا لها تأثير كبير في سلوكيات الفرد ولذا لزم أن نشير إلى أهم المعايير التي من الضروري مراعاتها عند اختيار الأصدقاء وأهمها الدين، فهو مدار كل شيء وبالتالي يجب عند اختيار الصديق أن نحرص على مصادقة الفرد الملتزم بدينه ويخاف ربه ويحافظ على التمسك بهدى الإسلام وتعاليمه كما جاء في الحديث صاحب من تذكرك بالله رؤيته. ويأتي بعد ذلك التوافق في الميول والاهتمامات والتحلي بالأخلاق والآداب العامة وبعدها الصدق والصراحة.
الخطبة الأولى: أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله حق التقوى. معاشر المسلمين: الصحبة والصداقة عاطفة سامية القدر، ونعمة غزيرة المآثر، وإن من مظاهر امتحان الأخلاق، واختبار الأدب، ما يعانيه الإنسان في حياته من اختيار أصحاب له وأخلاء؛ يقرُب من هذا، ويبعد من ذاك، ويتوافق مع أقوام، ولا يتلاءم مع آخرين. إن المرء يدرك أن صاحبه هو رقعة ثوبه فينظر بم يرقع ثوبه، ويرتضي لنفسه ما يوافق شخصيته، وما يحب أن يزنه الناس به، ذلك أن ميزان الإنسان أصدقاؤه، فقل لي: مَن صاحبك؟ أقل لك: من أنت. والناس تعرف المرء صالحاً أو طالحاً من خلال النوعية التي شاكلها، والصحبة التي سايرها، ولقد جسد ذلك محمد -صلى الله عليه وسلم- بقوله: " الرجل على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يُخالِل " رواه أبو داود بإسناد صحيح. فالإنسان موسوم بسيماء مَن قارَب، ومنسوب إليه أفعال من صاحب، وهذا ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: " ما من شيء أدل على شيء، ولا الدخان على النار، من الصاحب على الصاحب ". وقال عدي بن زيد: عن المرء لا تسـأل وسـل عـن قرينه *** فـكـل قـريـن بــالمقـارن يقتدي إذا كنت في قوم فصاحـب خيارهم *** ولا تصـحـب الأردى فتردى مع الردي ولما للصاحب من أثر بالغ على صاحبه نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صحبة غير المؤمنين، فقال -صلى الله عليه وسلم-: " لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي " أخرجه أبو داود والترمذي بسند لا بأس به.