الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين -مكررة 10 مرة - محمود خليل الحصري مدة الفيديو: 11:35
ومن جملة المنافقين عبد الله بن أبي ابن سلول ، وعبد الله بن نبتل ، ورفاعة بن زيد. وقيل: رافعة بن تابوت ، وأوس بن قيظي ، كانوا من الأنصار ولكنهم نافقوا ، وقالوا ليهود قريظة والنضير. لئن أخرجتم لنخرجن معكم وقيل: هو من قول بني النضير لقريظة. قوله تعالى: ولا نطيع فيكم أحدا أبدا يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم; لا نطيعه في قتالكم. ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت. وفي هذا دليل على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من جهة علم الغيب; لأنهم أخرجوا فلم يخرجوا ، وقوتلوا فلم ينصروهم; كما قال الله تعالى. والله يشهد إنهم لكاذبون أي في قولهم وفعلهم.
يقولون لهم: «والله لئن أخرجتم» من دياركم لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ أى: لنخرجن من ديارنا معكم، لنكون مصاحبين لكم حيثما سرتم. ويقولون لهم: - أيضا- وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً... أى: ولا نطيع في شأنكم أحدا أبدا، يريد العدوان عليكم، أو يريد منعنا من الخروج معكم ومؤازرتكم.. الم ذلك الكتاب لاريب Mp3 - سمعها. ويقولون لهم- كذلك-: وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ أى: وإن قاتلكم المسلمون، لنقفن إلى جواركم، ولنقدمن العون الذي يؤدى إلى نصركم. وقوله- سبحانه-: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ رد عليهم، وإبطال لمزاعمهم.
1- قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ﴾: والصواب من القول في تأويل ﴿ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ﴾ أن يقال: يصدقون بمعبودين من دون الله، ويتخذونهما إلهين، وذلك أن الجبت والطاغوت اسمان لكل معظم بعبادة من دون الله، أو طاعة أو خضوع له، كائنًا ما كان ذلك المعظَّم من حجر أو إنسان أو شيطان. 2- وقوله تعالى: ﴿ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾: بيان لما نطقوا به من زُور وبُهتان؛ أي: ويقولون إرضاءً للذين كفروا وهم مشركو مكة، هؤلاء في شركهم وعبادتهم للجبت والطاغوت ﴿ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴾؛ أي أقوم طريقًا، وأحسن دينًا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، واللام في قوله ﴿ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ لام العلة؛ أي: يقولون لأجل الذين كفروا، والإشارة بقوله: ﴿ هؤُلاءِ أَهْدى ﴾ إلى الذين كفروا. ♦ وإيراد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعنوان الإيمان، ليس من قبل القائلين، بل من جهة الله تعالى، تعريفًا لهم بالوصف الجميل، وتحقيرًا لمن رجح عليهم المتصفين بأقبح الصفات.
والمتدبر لهذه الآيات يجد ما يلي: إن الله سبحانه رتب الفلاح على أمرين: الأول يتعلق بالإيمان]ﭞ ﭟ [،] ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ [. والثاني يتعلق بالعمل الصالح]ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ [. وقد قرن الله سبحانه وتعالى بين الإيمان والعمل الصالح في كثير من الآيات]ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ [ البقرة/ آية25. تفسير قوله تعالى: ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم. إن الله سبحانه بعد أن ذكر الإيمان بالغيب عاد فذكر الإيمان بالآخرة وهي جزء من الغيب، وهذا من باب ذكر الخاص بعد العام لإبراز أهميته، فالإيمان بالغيب من العقيدة والإيمان بالآخرة أمر مهم فيها، وعلى المسلم أن يتذكر الآخرة على الدوام ويتطلع إليها فوق تطلعه إلى الدنيا أضعافاً مضاعفةً. إن الله سبحانه عندما ذكر الغيب والآخرة والكتب المنزلة نصّ على الإيمان بها، ولكن عندما ذكر الأعمال كالصلاة والإنفاق نصّ على أدائها أي القيام بها مما يدلّ على أن الإيمان غير الأحكام الشرعية، فالإيمان محصور في التصديق الجازم كالإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والقدر خيره وشره.