بل إن بعضهم مسك مناصب ونسي الإيمان والعمل الصالح، خلاص قد هو من أنصار الله يعني يفعل ما اشتى.. قد جاهد يعمل بعدها ما اشتى.. (اعملوا يا أهل بدر ما شئتم فَـإنَّ الله قد غفر لكم).. (ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم) لا يا حبيبي.. الأحاديث السابقة مكذوبة لا تركن عليها.. وجهادك لوحده "مَشُّو" مخليك ولا حتى تشمّ الجنة شمم وأنت أخلاقك زفت وفسادك واضح ولسانك طويل، وعملك مهمل له، وجيرانك يشكون منك، ووالديك زعلانين منك.. لا بد من مراجعة نفسك ومراجعة عقيدتك بالله، ومراجعة الآيات القرآنية الواضحة التي تُبَيِّن لك بأن الجنة تشتي أعمال متكاملة من جميع الجوانب، كما في الآية السابقة. الجنة تشتي جهاد، وتشتي إيمان، وتشتي عمل صالح، وتشتي تطبيق القرآن كله من الغلاف إلى الغلاف. أيها الزوج والزوجة تمهلوا بإتخاذ آخر قرار - الصفحة 2 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع. ولذلك بعض القتلى لا يسمى شهيدًا إذا كان قتاله دون إيمان ودون عمل صالح حتى ولو قاتل في صف الحق وتحت راية النبي، وحتى ولو قتلَه شارون أَو ترامب أَو نتنياهو، فقتله لن يشفع له إذَا كانت صفحته سوداء، أَو كان قتاله لغرض دنيوي، وما قوله تعالى: (بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُوْنَ) إلا لمن قُتِلَ وهو مؤمنٌ وكان عملُه الماضي صالحا. فانتبه من الغرور واعمل بتوجيهات الباري كلها، ولا تنخط فوقنا بأنك قاتلت في عسير أَو صِفِّين أَو الخندق، واقتحمت موقع الشرفة وطلَّيت على نجران، فهذا لن يعفيك عن مساءلة الباري لك عن بقية الأحكام وما شرعه الإسلام، وهذا لن يشفع لك عند الباري بدخول الجنة وأنت بدون إيمان ولا عمل صالح.. وإذا نصحناك كن اقبل النصيحة، مش تقل إحنا مش مُسَلِّمِين، فالتسليم شيء والنصيحة شيء آخر.
فذلك الطريق.. صحراء قاحلة.... يمشي الراكب فيها.. خمسة أيام بلا ماء..!!!.. فسار الجيش متوكلين على الله.. وقطعوا تلك المفازة.. ولك أن تتخيل المشقة التي عانوها.. يسيرون في صحراء حارة!!!! خمسة أيام متواصلة..!!! أما في اليوم الرابع والخامس.. فلم يبق ماء في أحمالهم...!!
والمُسَوِّفُ المسكين لا يدري أنَّ الذي يدعوه إلى التسويف اليوم هو معه غدا، وإنما يزداد بطول المدة قوّة ورسوخا، ويظن أنه يتصوّر أن يكون للخائض في الدنيا والحافظ لها فراغ قط وهيهات، فما يفرغ منها إلا من طرحها، فما قضى أحد منها لُبَانَتَه ، وما انتهى أَرَبٌ إلاّ إلى أَرَب. سلعة الله غالية - مكتبة نور. وأصلُ هذه الأماني كلِّها حبُّ الدنيا والأُنسُ بها، والغفلةُ عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "أَحْبِبْ من أحْبَبْتَ فإنك مفارِقُه" 1. وأما الجهل، فهو أن الإنسان قد يُعَوِّلُ على شبابه فيستبعد قرب الموت مع الشباب، وليس يتفكر المسكين أن مشايخ بلده لو عُدُّوا لكانوا أقل من عشر رجال البلد، وإنما قَلُّوا لأن الموت في الشباب أكثر، فإلى أن يموت شيخ يموت ألف صبي وشابّ. وقد يستبعد الموت لصحته، ويستبعد الموت فجأة ولا يدري أنّ ذلك غير بعيد، وإن كان ذلك بعيدا فالمرض فجأة غيرُ بعيد، وكل مرض فإنما يقع فجأة، وإذا مرض لم يكن الموت بعيدا. ولو تفكَّر هذا الغافل وعلم أن الموت ليس له وقت مخصوص من شباب وشِيب وكهولة، ومن صيف وشتاء وخريف وربيع، ومن ليل ونهار لعَظُمَ استشعارُه واشتغل بالاستعداد له، ولكنّ الجهلَ بهذه الأمور وحبَّ الدنيا دَعَوَاه إلى طول الأمل وإلى الغفلة عن تقدير الموت القريب، فهو أبدا يظن أن الموت يكون بين يديه ولا يقدِّر نزولَه به ووقوعَه فيه.
حديث «من خاف أدلج.. » تاريخ النشر: ١٧ / شوّال / ١٤٢٨ مرات الإستماع: 33791 من خاف أدلج الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فقد أورد المصنف -رحمه الله- في باب الخوف من الله -تبارك وتعالى-: حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة [1] ، رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
من هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل جوهر دعوته المنيفة ولبها، التذكير باليوم الآخر وبلقاء الله سبحانه، والحض على التفكر الدائم في الجسر المفضي إلى دار الخلود: الموت. كان ذلك دأبه عليه الصلاة والسلام في الجماعات والجمع والأعياد، يقرأ على الصحب الكرام -عليهم من الله الرضى والرضوان- آيات المصير، ويرفع الهمم لحث المسير. ففي صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها قالت: "لقد كان تنُّورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا سنتين -أو سنة وبعض سنة- وما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس". سلعة الله غالية (1) - الجماعة.نت. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبا واقدٍ الليثي رحمه الله ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما بـ ق والقرآن المجيد و اقتربت الساعة وانشق القمر. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ ق والقرآن المجيد وكانت صلاته بعد تخفيفا. و"ق" و"اقتربت الساعة" كلاهما ذكر للموت وللدار الآخرة وتشويق لـ جنات ونهر عند مليك مقتدر. فالعبرة الكبرى من العيد التذكُّر والتذكير بالعيد الأعظم لقاء الرب الكريم الرحمن الرحيم.