[FONT="]خطبة الجمعة[/FONT] [FONT="]: ما معنى (وللرجال عليهن درجة).. وكيف ذلك ؟ [/FONT] [FONT="]الاستفتاح بخطبة الحاجة ، ثم أما بعد[/FONT] [FONT="]: [/FONT] [FONT="] معشر المؤمنين: حديثنا اليوم عن أساسٍ أخلاقيٍّ عظيم ، ذكرَهُ اللهُ في القرآن الكريم ، وجعلهُ فضيلةً من فضائلِ الرجولة في الأزواج ، وبرهانًا صادِقًا يتميّزُ بهِ الرّجَالُ في الرُّتبَةِ على النّساء ،من وجدَ هذا الأساسَ الأخلاقيَّ في نفسِه ؛ فليحمد الله على التوفيق ، وليعلَم أنَّهُ برهَنَ بالتحقيقِ على خصلةِ من أشرف خصال الرّجولةِ في نفسِه ، وما عليهِ إلاَّ أن يجتهد في استكمال بقيّة خصالِها في الحياة..! [/FONT] [FONT="]أعرِفُ - معشر المؤمنين -[/FONT] [FONT="] أنَّ من النّاسِ من انصرفَ ذهنُهُ إلى النفقَة ، ومنهم من انصرفَ ذهنهُ إلى القُوَّة ، ومنهم من انصرفَ ذهنُهُ إلى القَوامَةِ والضبط ، ومنهم من انصرفَ ذهنهُ إلى الهيبَة، وما شابَهَ ذلكَ من الصّفات..! تفسير قوله تعالى ( وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ ) - الإسلام سؤال وجواب. [/FONT] [FONT="]اليومَ بإذنِ اللهِ تكتشفونَ صفةً عزيزَةً جدًّا ، جعلها الله ميزَانًا دقيقًا تمتحنُ به الرّجولَةُ في حياة الأزواج: [/FONT][FONT="]قال الله تعالى:[/FONT][FONT="][FONT="])[/FONT][/FONT] [FONT="]وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيم[/FONT] [FONT="][FONT="]([/FONT][/FONT] [FONT="][ البقرة: من الآية 228][/FONT] [FONT="].
كل هؤلاء المفسرين والعلماء -أصلحنا الله وإياهم- اعتمدوا على خلفية ثقافية وفكرية معينة، أقحموها وأسقطوها على فهم وتفسير النص الإلهي، وتجاهلوا سياقه الذي يكفي تأمله لفهم هذه الدرجة. ونأتي لسياق الآيات في محاولة لتدبره، الآية أساسا تتحدث عن أحكام الطلاق. فللمرأة حقوق مثل ما للرجل من حقوق، ربما ليس على سبيل المماثلة دوما، ولكن مؤكد على سبيل العدل، فليس لأحد الزوجين المنفصلين مضارة الآخر عند الانفصال، درجة الرجال هنا مرتبطة بأحكام الطلاق، التي تتحدث عنها الآية. وهي عمليا: إن العصمة والإرجاع حال الطلاق الرجعي، بيد الرجل. وللرجال عليهن درجة سورة البقرة تفسير. فالأمر خاص ليس مطلقا، بمعنى أنه يصف وضعا خاصا في حالة خاصة «الانفصال / الطلاق» ضمن حدود الأسرة والعلاقة الزوجية، وليس عاما في حق كل الرجال على كل النساء، ولا في حق الزوج على زوجته في حال استمرار الزوجية. «وللرجال عليهن درجة» قال جمع من المنصفين «هذه الدرجة هي ما يملكه الرجل من حق الطلاق، وحق المراجعة بعد الطلاق، وليست لعموم الرجال على عموم النساء» قال بذلك جماعة من علماء السلف والخلف، منهم القاضي والفقيه الشافعي الماوردي، صاحب كتاب «الحاوي للفتاوى» وقد سُمي في زمانه «أقضى القضاة» قالها كذلك ابن عطية في كتابه «الوجيز» وهو من علماء المالكية، وقالها عبدالرحمن بن زيد بن أسلم من أئمة المفسرين، وغيرهم كثيرون، تجدون أقوالهم متفرقة في كتب العلم، لكنها لم تلقَ شهرة ورواجا لما فيها من إعادة الذكورية لحجمها الطبيعي الذي تضخم كثيرا بفعل بقايا الجاهلية.
ثانيا: بعد ذلك قرر سبحانه وتعالى قاعدة عظيمة من قواعد الحياة الزوجية ، وتعتبر أساسا من أسس التعامل بين الزوجين ، ومن الأركان العظيمة في قيام الأسر على العدل والرحمة. فقال سبحانه وتعالى: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) يقول ابن كثير رحمه الله "تفسير القرآن العظيم" (1/363): " أي: ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن ، فليؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف. كما ثبت في صحيح مسلم [1218] عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ ، فَإِنَّكُم أَخَذتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ ، وَاستَحلَلتُم فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ، وَلَكم عَلَيهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُم أَحَدًا تَكرَهُونَهُ ، فَإِن فَعَلنَ ذَلِكَ فَاضرِبُوهُنَّ ضَربًا غَيرَ مُبَرِّحٍ ، وَلَهُنَّ رِزقُهُنَّ وَكِسوَتُهُنَّ بِالمَعرُوفِ) وفي حديث بهز بن حكيم عن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده أنه قال: يا رسول الله! وللرجال عليهن درج آگهی. ما حق زوجة أحدنا ؟ قال: ( أَن تُطعِمَهَا إِذَا طَعِمتَ ، وَتَكسُوَهَا إِذَا اكتَسَيتَ ، وَلا تَضرِبِ الوَجهَ ، وَلا تُقَبِّح ، وَلا تَهجُر إِلا فِي البَيتِ) [2142، وصححه الألباني].
وفي هذا دليل على أن النفقة والكسوة والمعاشرة والمسكن وكذلك الوطء - الكل يرجع إلى المعروف فهذا موجب العقد المطلق ، وأما مع الشرط فعلى شرطهما ، إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا " انتهى. ويقول ابن عاشور (1/643): " وقوله ( بالمعروف) الباء للملابسة ، والمراد به: ما تعرفه العقول السالمة المجردة من الانحياز إلى الأهواء أو العادات أو التعاليم الضالة ، وذلك هو الحسن ، وهو ما جاء به الشرع نصا أو قياسا أو اقتضته المقاصد الشرعية أو المصلحة العامة التي ليس في الشرع ما يعارضها ، والعرب تطلق المعروف على ما قابل المنكر. أي: وللنساء من الحقوق مثل الذي عليهن ملابسا ذلك دائما للوجه غير المنكر شرعا وعقلا ، وتحت هذا تفاصيل كبيرة تؤخذ من الشريعة ، وهي مجال لأنظار المجتهدين في مختلف العصور والأقطار.. الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-58a-3. " انتهى. سادسا: دين الإسلام حري بالعناية بإصلاح شأن المرأة ، وكيف لا وهي شقيقة الرجل ، والمربية الأولى في المجتمع ، فلذلك شرع من قواعد العدالة ما لم يكن معروفا على وجه الأرض في شريعة ولا في قانون ، فسبق إليه الإسلام الحنيف ، وجاء بإصلاح حال المرأة ورفع شأنها ؛ وارتقى بها من متاع يرثه الرجال ، كما يرثون سائر المال والمتاع ، فجعلهن شقائق الرجال ، لهن مثل الذي عليهن من الحقوق والواجبات ، لا يضيع لهن عمل ولا سعي ، ودروهن في النهوض بالأمة ، عامة ، وببيتها خاصة لا يقل عن دور الرجل بحال!!
للرجل على المرأة درجة: وإليك أيها الكريم شيئًا من تفاصيل هذه الدرجة، كما قال ابن كثير أي في الفضيلة والخلق والخلق والمنزلة وطاعة الأمر والإنفاق.
وكذا منصب القضاء، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه وله الفضل عليها والإفضال، فناسب أن يكون قيمًا عليها كما قال تعالى: { وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة من الآية:228] وعن ابن عباس: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء من الآية:34]. يعني: أمراء عليهن". أقول: وأكبر شاهد على عدم الفلاح الوارد في حديث البخاري: « لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً » ما ذكره القرآن من شأن ملكة سبأ: { إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ. معنى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل:23-24]، فهو يحكمها ولا تحكمه ويسوسها ولا تسوسه، فهل عرفنا { فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم من الآية:30]. والحمد لله رب العالمين. أ. هـ.