ولد عبد الحكيم عامر في 11 ديسمبر 1919، في إحدى قرى صعيد مصر لأسرة ثرية وكان والده الشيخ علي عامر عمدة القرية، وتخرج في الكلية الحربية عام 1939، وتعرف على جمال عبد الناصر أثناء مشاركتهم في حرب 1948 في نفس الوحدة العسكرية. ويعد عامر أسرع عسكري يتم ترقيته في الجيش المصري إذ تمت ترقيته في العام 1953 من رتبة صاغ (رائد) إلى رتبة لواء، وعمره وقتها لم يكن قد تجاوز الـ 34 من العمر، وبهذه الترقية تخطى ثلاث رتب وأصبح القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وفي 1954 عين وزيرا للحربية ورقي إلى رتبة فريق عام 1958، وفي نفس العام ترقى إلى رتبة مشير، وهي أعلى رتبة في العسكرية المصرية. وتوفي عامر في 13 ديسمبر 1967 أي بعد ستة أشهر من الاعتراف بهزيمة مصر في حرب يونيو/ حزيران، وقبلها كان عامر قيد الإقامة الجبرية. وأثارت وفاة عامر جدلا واسعا لازال مستمرا حتى يومنا هذا، فبينما تقول أسرة المشير أنه قتل، يذهب العديد ممن كانوا قريبين من الأحداث وقتها إلى أن عامر انتحر، ويؤكدون على الرواية الرسمية التي اعتمدت على تقرير للطب الشرعي يشير إلى أن سبب وفاة عامر هو انتحاره. ففي شهادته على وفاة عامر يقول الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في كتابه "البحث عن الذات": "في رأيي أن هذا هو أشجع وأنجح قرار اتخذه عبد الحكيم مدى حياته كلها، فقد حل بهذا القرار عدة مشاكل، وعلى المدى البعيد سيتضح أن هذا القرار كان في مصلحة البلد من جميع الجوانب".
وكذلك أكد جمال عامر، نجل المشير في أكثر من حديث أن والده مات مقتولا، وحمل الرئيس جمال عبد الناصر المسؤولية عن قتله ككبش فداء بسبب هزيمة يونيو/ حزيران. وقال جمال إنه طالب أكثر من مرة بإعادة فتح التحقيق في القضية، وإعادة تشريح جثة والده إلا أن السلطات المصرية قبل ثورة 25 يناير كان تقابل طلبه بالرفض. وبناء على بلاغ من نجل المشير عامر، قرر النائب العام المصري في 2012 (بعد 45 عامًا على وفاته) إعادة فتح التحقيق في القضية وأحالها إلى القضاء العسكري، غير أن التحقيقات لم تكتمل ولم تنتهِ لأي نتائج. وبذلك تبقى حقيقة وفاة المشير عبدالحكيم عامر واحدة من أكثر القضايا غموضا في التاريخ المصري الحديث.
بعد قيام ثورة اليمن في 26 سبتمبر/أيلول 1962، اعترفت مصر بها ورغبت في تدعيم الثوار الجدد فأرسلت جزءا كبيرا من قواتها المسلحة إلى هناك، وأسندت إلى عامر مهمة الإشراف عليها بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة، فكانت أولى زياراته إلى اليمن عام 1963. في حرب يونيو/حزيران 1967 كان قائدا عاما للقوات المسلحة المصرية، وفاجأ الطيرانُ الإسرائيلي سلاحَ الطيران المصري، فدمّر معظم طائراته وهي رابضة في القواعد العسكرية والمطارات المدنية. ارتبك عبد الحكيم عامر وفقد القدرة على إدارة المعركة، فاتخذ قرارا سريعا بانسحاب الجيش المصري، ووقع ذلك بطريقة غير منظمة زادت من خسائر القوات المصرية. الوفاة تنحى عبد الحكيم عامر عن جميع مناصبه بعد هزيمة 1967، واعتصم في منزله بمحافظة الجيزة، ثم فُرضت عليه الإقامة الجبرية، وهو ما لم يحتمله تحت تأثير الهزيمة، فانتحر يوم 14 سبتمبر/أيلول 1967 ودفن في قريته أسطال.
غزة-دنيا الوطن بعد 40 عاما من هزيمة يونيه 1967 والاعلان الرسمي للرئاسة المصرية عن انتحار القائد العام للجيش والنائب الأول لرئيس الجمهورية المشير عبدالحكيم عامر، أكدت الممثلة المعروفة برلنتي عبدالحميد التي كانت متزوجة منه في ذلك الوقت إنها توصلت إلى دليل مادي قوي على قيام أجهزة عبدالناصر بقتله بالسم للتخلص من الحقائق التي بحوزته بشأن أسرار حرب الأيام الستة. وقالت برلنتي عبد الحميد لـ"العربية. نت" إن الطبيب الذي حقق في الوفاة الذي تم توصيفه انتحارا، أكد لها أنه مات مسموما وتحقق من ذلك بأدلة مادية لا يمكن دحضها، وأطلعها على صورة التقرير الطبي الأصلي الذي يثبت ذلك. وأضافت أنها تعرضت شخصيا، في أعقاب ذلك، للاعتقال والاقامة الجبرية لفترة طويلة، وحرمت من رضيعها الذي انجبته من المشير، ولم تكن تجد ثمن الطعام، وان جسدها تعرض للتفتيش من سيدات كان يتم إدخالهن معها في "الحمام" إمعانا في اذلالها. وكان المشير عبد الحكيم عامر، المولود في قرية اسطال بالمنيا في صعيد مصر عام 1919 من أقرب أصدقاء عبدالناصر، وشاركه في التخطيط وقيادة انقلاب يوليو 1952 الذي اطاح بالنظام الملكي. وكان نائبا أول لرئيس الجمهورية وقائدا عام للقوات المسلحة عندما شنت اسرائيل حرب الأيام الستة التي انتهت باحتلال سيناء والجولان والقدس والضفة الغربية لنهر الأردن.
اغرب من الخيال ماذا وجدوا في جثة المشير عبد الحكيم عامر بعد تشريحه - سبحان الله - YouTube
وأضافت: عندما أصبحت الأجواء معقولة ومهيأة بشكل ما، بدأت في جمع وثائق هذا الكتاب بتأنٍ وسرية كاملة، وأخذت ما يلزمه من وقت، قابلت خلاله بعض صانعي قرار الحرب والمشاركين فيه، والذين كانوا في دائرة مناقشاته. واحتاج ذلك مني عامين كاملين، إضافة إلى ما حصلت عليه من مذكرات قادة كانوا في الخط الأول من الجبهة، والمعلومات التي كانت متوفرة عندي بصفتي زوجة المشير عامر القائد العام للقوات المسلحة أثناء حرب يونيه. وقالت أن أحدا لم يستطع أن يكذب جملة واحدة من الكتاب الذي صدر عام 2002 بسبب ما فيه من معلومات موثقة للغاية، حتى أن الكاتب المعروف أنيس منصور وصفه بأنه "بلع" كل الكتب التي صدرت عن حرب الأيام الستة، وعندما نشر شهود الحرب من القادة مذكراتهم أيدوا ما جاء في هذا الكتاب. شهادة تثبت مقتل "عامر" وكشفت أنها حصلت على شهادة مهمة للغاية من الطبيب الذي كتب التقرير الطبي حول وفاة عبدا لحكيم عامر، وكان يعمل في معهد البحوث. وقالت لـ"العربية. نت": عرفت ان اسمه "دياب" وأنه في إحدى مدن الصعيد، فاخفيت ملامحي. ارتديت "ايشارب" على رأسي وسافرت إليه وعرفته بنفسي فطلب مني أن أعود إلى القاهرة وسيقابلني فيها. وبالفعل حصل ذلك وأخبرني بأنه بحث عني طويلا، ليخبرني بحقيقة موت زوجي مسموما، وتأكد هو من ذلك بأدلة مادية لا تقبل المناقشة.