ذاكرة الفواجع المنسية حكايات شعبية وأساطير من منطقة الباحة محمد ربيع الغامدي الناشر مؤسسة أرومة - القاهرة الطبعة الأولى: 2012 الكتاب عبارة حكايات شعبية كانوا يتداولونها الناس في منطقة الباحة وفيها من الأساطير القديمة جمعها الكاتب في هذا الكتاب. يقدم الكاتب السعودي محمد بن ربيع الغامدي في كتابه "ذاكرة الفواجع المنسيّة.. أساطير وحكايات شعبية من تهامة والسراة" مجموعة من النصوص الحكائية المتداولة بين الناس في قرى منطقة الباحة ، يتداولها الكبار فيما بينهم ويرويها الكبار للصغار ، وتجري على ألسنة الرعاة والمزارعين والسمّار في ساعات العمل وفي أوقات الراحة في طول المنطقة وعرضها. يستثنى من نصوص المجموعة نص بعنوان "جبل قاف" قال الكاتب إنه نص سمعه من راو يمني "كنت أنصت إلى كثير من حكاياته خلال فترة تقع بين عامي 1386 - 1390هـ ، ومع أن جبل قاف كان حاضرا في ذاكرة أبناء الباحة إلا أنني لم أجد من بينهم من يتعرف على النص بتفاصيله المنشورة هنا". ولفت الغامدى إلى أن "جميع هذه النصوص قد وصلتني عبر رواة من مناطق مختلفة داخل الباحة ، إلا نصوص السيّر الشعبية فهي نصوص قد نقلتها عن أصول مخطوطة ، لم أضف إليها شيئا غير علامات الترقيم ، والسيّر الشعبية هي حكايات يقرأها بعض الفقهاء على سامعيهم المتحلقين حولهم في بيوت ذوي اليسار ، كما يفعل الحكواتي في مدن الحجاز ومصر والشام.
ا. د محمد سعيد ربيع الغامدي أستاذ العلوم اللغوية: قسم اللغة العربية كلية الاّداب و العلوم الانسانية جامعة الملك عبد العزيز
إضافة إلى الإحراج صدمتني الطباعة. إذ جاءت القصص متداخلة بها من الأغلاط ما لا يقبله حتى الجاهل! ولكن ثالثة الأثافي في الموقف أن زميلي ذاك - من باب الاحترام - طلب من المطبعة أن تكتب: تأليف سعادة الأستاذ محمد ربيع! لذلك اتخذت قراري بحرقها مستغلاً سفر ذلك الزميل الطيب فأحرقتها وأسدلت عليها ستائر النسيان إلى أن سألني عنها منذ أربع سنين مضت, فقلت له: نفذت، نفذت بالكامل. هزّ رأسه وخرج, ليعود ومعه عشرة كراتين فيها ألف نسخة قد احتفظ بها في بيته ربع قرن؟! صارحته عندها بحقيقة الأمر وأقنعته بحرقها, بينما أقنعني بحفظ عشرين نسخة للذكرى.
منذ منتصف التسعينات تقدم الكاتب السعودي محمد ربيع الغامدي إلى المشهد الثقافي بمجموعات أدبية تنوعت بين المسرح والقصة والدراسات الأدبية والنقدية، وكان من مسرحياته: "الشجرة والأرض" 1994، و"انكسارات الشنفرى" 1995، و"الوصية" 1997، و"قضية جمل" للأطفال 2010، و"الريشة والسهم" 2002، و"بائعة الورد" التي فازت ضمن أفضل عشرين نصا بمسابقة الهيئة العربية للمسرح، ومن مؤلفاته: مفردات الموروث الشعبي، وذاكرة الفواجع المنسية: حكايات وأساطير شعبية، وطبع مجموعات قصصية منها: "البرطأونات"، ومجموعة "الثوب الحنبصي" الصادرة عن النادي الأدبي بالرياض والمركز الثقافي العربي بالمغرب. كما شارك بمقالات ثقافية وبحثية في العديد من الصحف، وقدّم مجموعة من أوراق العمل في الكثير من الملتقيات وله مشاركات في الدراما الإذاعية السعودية. الثوب الحنبصي في محاولة من الغامدي لكشف ملابسات الماضي من خلال الوقوف على عتبات الحاضر أصدر مؤخرا عبر "أدبي الرياض" مجموعة "الثوب الحنبصي"، التي كتبت معظم نصوصها في فترات قديمة من تجربته الحالية، الأمر الذي جعل بعض المتابعين لتجربته يتساءل عن هذه العودة إلى مناخات الماضي، وكأن الحاضر خلا من دهشته القصصية.
خصوصا وأن المجموعة مسيّجة بالحنين لتفاصيل ويوميات زمن أبيض مسكون بنبل الناس وبياض نياتهم. الغامدي يحدّث صحيفة "العرب" عن مجموعة "الثوب الحنبصي" قائلا "النصوص قديمة وأجواؤها أقدم، لكني الآن أقيم علاقة حوار مع الأزمنة فأفتح معها الحوار تلو الحوار، الأزمنة تتفرج علينا منذ أول دبيب للنجوم على مداراتها، ونحن أيضا ومنذ لحظات الدبيب الأولى تلك نتبادل الأدوار، لذلك أهديت هذه المجموعة إلى الأزمنة التي تتناوب الفرجة علينا". ويضيف "من يقرأ نصوص المجموعة يرى ذلك الحنين، وربما رأى بياض الأمس رأي العين، ولا بدّ من الاعتراف أننا نحنّ إلى أيامنا الخوالي حنين الإبل إلى أعطانها، لكني أعترف لك أيضا أن الموقف هنا مختلف، هي لقطات لمشاهد كان الزمن فيها يسترق النظر علينا ونحن غافلون". في "الثوب الحنبصي" يرصد الغامدي بعدسة سينمائية اليوميات والعادات والتقاليد التي لم تبق منها إلا الحكايات في المجموعة يرصد الغامدي بعدسة سينمائية اليوميات والعادات والتقاليد التي لم تبق منها إلا حكايات الجدات. كان في كل قصة يستشعر مسؤوليته التاريخية حيال حفظ هذا الإرث عبر رصده بكاميراه السردية. وعن ذلك يقول الغامدي "لِمَ لا يشعر القاص بمسؤوليته حيال إرث يندثر؟ سألت نفسي هذا السؤال عندما قررت الهروب من التهمة التي يحملها فأجبت: حسبه أن يحكي وعلى المتلقي أن يجد ما يجد في ثنايا ذلك الحكي، له أن يجد صورا مجمدة، وله أن يجد صورا متحركة، لكنه حكيّ في نهاية المطاف، العدسة تتسع لتفاصيل كثيرة، والعين بحر كما يقول مثلنا السائر".