فمن خلال هذا الحديث أشار سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى أوقات الصلوات الخمس التي فرضها الله على عباده. ولقد توزعت أوقات الصلوات الخمس على مدار اليوم ليلًا ونهارًا وارتبطت أوقاتها بظواهر طبيعية فلكية تحدث يوميًا. فقد تم الاستناد في تلك المواقيت على دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس وشروق الشمس وغروبها وزوال الشفق المسائي وابتداء الشفق الصباحي. قال الله تعالى في سورة الإسراء: "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا". كما قال في سورة هود: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ". متي يخرج وقت صلاه العصر الرياض. ونظرًا لانتشار المسلمين في جميع بقاع الأرض؛ فقد تحددت أوقات الصلاة بناءً على أوقات حدوث تلك الظواهر، لتكون دليلًا لهم على وقت كل صلاة ومتى يخرج وقتها. ولأن الشمس عندما تشرق في مكان ما فهي تغرب في مكان آخر بسبب اختلاف خطوط الطول والعرض بمختلف المواقع الجغرافية؛ فقد اختلفت مواقيت الصلاة من مكان إلى آخر ومن بلد إلى أخرى. ولهذا الاختلاف حكمة من الله عز وجل الذي أراد أن يؤذن باسمه في جميع بقاع الأرض وفي كل الأوقات.
[2] والمحافظة على أداء صلاة العصر هو المعيار الذي يفصل بين المؤمنين والمنافقين فإن المنافقون هم من يتراخون عن أداء تلك الصلاة.
وأما نهاية وقت الظهر: فهو إلى أن يصير ظل كل شيء مثله (أي طوله) بعد الظل الذي زالت عليه الشمس. تطبيق عملي لمعرفة نهاية وقت الظهر: لنرجع إلى الشاخص ( العمود) الذي وضعناه قبل قليل، ولنفرض أن طوله (متر واحد) ستلاحظ أن الظل قبل الزوال يتناقص شيئاً فشيئاً إلى أن يقف عند نقطة معينة (قم بوضع إشارة عند هذه النقطة) ثم يبدأ في الزيادة وعندها يدخل وقت الظهر، ثم يستمر الظل في الزيادة نحو المشرق إلى أن يصير طول الظل يساوي طول الشاخص (العمود)، أي أن طول الظل سيكون (متراً واحداً ابتداءً من النقطة التي وضعت عندها الإشارة، وأما الظل الذي قبل الإشارة فلا يُحسب وهو ما يُسمى بفيء الزوال) وهنا يكون قد انتهى وقت الظهر ودخل وقت العصر بعده مباشرة. ثانياً: وقت العصر: قال عليه الصلاة والسلام: « ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ». قد عرفنا بأن ابتداء وقت العصر يكون بانتهاء وقت الظهر (أي عند مصير ظل كل شيء مثله). وأما نهاية وقت العصر فله وقتان: 1) وقت اختيار: وهو من أول وقت العصر إلى اصفرار الشمس لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « وقت العصر ما لم تصفر الشمس » أي ما لم تكن صفراء، وتحديده بالساعة يختلف باختلاف الفصول. متى يخرج وقت صلاة الظهر - علوم. 2) وقت اضطرار: وهو من اصفرار الشمس إلى غروب الشمس.
والفجر الثاني هو البياض المعترض في الأفق من جهة المشرق ويمتد من الشمال إلى الجنوب ، وأما الفجر الأول فإنه يخرج قبل الفجر الثاني بساعة تقريباً وبينهما فروق: 1)الفجر الأول ممتد لا معترض ، أي يمتد طولاً من الشرق إلى الغرب ، والثاني معترض من الشمال إلى الجنوب. 2)أن الفجر الأول يُظلم ، أي: يكون هذا النور لمدة قصيرة ثم يُظلم ، والفجر الثاني: لا يظلم بل يزداد نوراً وإضاءة. متى يخرج وقت صلاة الظهر - موسوعة. 3)أن الفجر الثاني متصل بالأفق ليس بينه وبين الأفق ظلمة ، والفجر الأول منقطع عن الأفق بينه وبين الأفق ظلمة. أنظر الشرح الممتع (2/107).