(( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي)) ( [1]). الشرح: قوله: (( اللهم)): يا اللَّه بأسمائك الحسنى، وصفاتك العُلا، أسألك أن تستر عليَّ كل ذنوبي، فتمحها، فإن الذنوب إذا تراكمت قَسَّت القلب، وفَسَّدت الحال, والمآل، وأوردت دار البوار. قوله: (( ووسِّع لي في داري)): ووسع محل سكني في الدنيا، لأسعد بالسكن الواسع الهنيء؛ لأن ضيق المرافق والدار يُضيِّق الصدر، ويشتت الأمتعة, ويجلب الهم، ويشغل البال، وقيل المراد القبر: إذ هو الدار الحقيقية، أي فوسع قبري، واجعله روضة من رياض الجنة [ولا مانع من أن ينوي الداعي بذلك هذين الأمرين حتى يحصل على السعادتين]. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وأجمل ما قيل من جوامع الأدعية - تريندات. قوله: (( وبارك لي في رزقي)): أي اجعل رزقي حلالاً طيباً، محفوظاً بالنماء، والزيادة في الخير, ووفقني بالرضا بما قسمته لي, وعدم التفات إلى غيره( [2]). قوله: (( فهل تراهنَّ تركن شيئاً)): هذا الاستفهام منه صلى الله عليه وسلم لبيان أنهن لم يتركن شيئاً من خيري الدنيا والآخرة، وهذا من جوامع الكلم التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أن المغفرة هي تنقية العبد من آثار الذنوب والآثام، وهذا يوصل إلى دخول الجنان, وبسَعَة الدار, وبركة الرزق الحلال في الحال, يحيى الحياة الطيبة الهنيئة في هذه الدار، وهذه كمال السعادة المرجوة في الدارين.
وذلك لورود نفس الذكر من طريق أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ:( يَا رَسُولَ اللهِ سَمِعْتُ دُعَاءَكَ اللَّيْلَةَ ، فَكَانَ الَّذِي وَصَلَ إِلَيَّ مِنْهُ أَنَّكَ تَقُولُ:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي " قَالَ: فَهَلْ تَرَاهُنَّ تَرَكْنَ شَيْئًا). أخرجه الترمذي في "سننه" (3500) ، وضعفه الشيخ الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (3748). ومن هؤلاء ابن القيم حيث وضعه في "زاد المعاد" (2/353) تحت فصل " فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَذْكَارِ الْوُضُوءِ ". ووضعه كذلك في هديه في الصلاة (1/254) فقال:" وَكَانَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ أَيْضًا: ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي). انتهى ، وكذلك الإمام الشوكاني حيث قال في "تحفة الذاكرين" (ص182) بعد ذكره الروايتين:" فالحديث من أذكار الصلاة ، ومن أذكار الوضوء باعتبار مجموع الروايات ". اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله. انتهى والراجح أنه مما يقال بعد الصلاة ، أو في الصلاة ، وليس من أذكار الوضوء ، وذلك لما يلي: أولا: أن أكثر رواة الحديث ذكروا الصلاة ، بعد الوضوء ، كما تقدم.
اللّهم مُصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك" رواه مسلم. أكثر دعاء كان يردده الرسول اللّهم إنّي عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضي فيّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عِندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حُزني، وذهاب همّي" رواه أحمد والحاكم وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار، وصححه الألباني. اللهم اغفر لي ذنبي كله. اللّهم يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك" رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي. اللّهم إنّي أسألك العافية في الدنيا والآخرة" رواه الترمذي ولفظه "سلو الله العافية في الدنيا والآخرة" وفي لفظ: "سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية". اللّهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها، وأجرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة" رواه أحمد والطبراني في الكبير. ربِ أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسّر الهدى إلي، وانصرني على من بغى علي، ربِ إجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك مطواعاً، إليك مخبتاً أواهاً منيباً، ربِ تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حجتي، وإهدِ قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي" رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.