وفي الحديث عن الجمع لا بدّ من التطرق لحكم القصر في الصلاة قبل السفر أيضًا، لا يجوز قصر الصلاة للمسافر حتى يبدأ في السفر بالفعل، إذ لا يكفي وجود نية السفر، ولا العزم عليه، فجعل جواز القصر في الصلاة مشروطًا ببدء السفر والسير فيها، وقال ابن قدامة في المغني: "وجملته أنه ليس لمن نوى السفر القصر حتى يخرج من بيوت قريته، ويجعلها وراء ظهره, وبهذا قال مالك، والشافعي، والأوزاعي، وإسحاق، وأبو ثور، وحكي ذلك عن جماعة من التابعين".
بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 2512، صحيح. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 4128، صحيح.
إذا دخل وقت الفريضة وكان المسافر في الطائرة فعليه الانتظار حتى الهبوط في المطار ما دام الوقت يتسع، إلا إذا كان في الطائرة محل للصلاة التامة يضمن استقبال القبلة والركوع والسجود، وإن لم يكن فيها مجال وخشي المسافر أن يفوت وقت الصلاة قبل هبوط الطائرة فيجوز له جمعها مع ما بعدها جمع تأخير إذا كانت تجمع كصلاة الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، أما إذا كانت الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج وقت الصلاة الثانية فيجوز أداء الصلاتين في الطائرة قدر المستطاع سواء بالركوع التام أو الإيماء. يجوز جمع الصلاتين جمع تأخير أو تقديم حسب الأيسر. هل يجوز الجمع للمسافر الذي يريد السفر قبل اذان الظهر ومدة السفر طويل - YouTube. إذا أدرك المسافر ركعتين مع الإمام من الصلاة الرباعية فلا تكفيه صلاته، بل عليه أن يتم ما دام الإمام مقيمًا. إذا أخر المسافر صلاة المغرب ليجمعها مع العشاء، أو صلاة الظهر ليجمعها مع العصر، ثم أدرك الناس يصلون العشاء فينضم إليهم بنية الصلاة الأولى؛ أي الظهر أو المغرب، وفي هذه الحال إذا دخل مع الإمام في الركعة الثانية فالأمر ظاهر ويسلم مع الإمام لأنه يكون صلى ثلاثًا في حالة المغرب وإذا دخل في الثالثة أتى بعده بركعة ليتم ثلاثًا في حالة المغرب، أما إذا دخل في الركعة الأولى من صلاة العشاء وهو يصلي بنية المغرب فإن الإمام إذا قام إلى الرابعة يجلس هو ويتشهد ويسلم، ثم يدخل مع الإمام فيما تبقى من ركعات العشاء حتى يدرك الجماعتين.
كيفية صلاة المسافر يجوز للمسافر أداء الصلاة الرباعية مثل صلاة الظهر بركعتين فقط، وهو ما يعرف بالقصر، وقد فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- في أسفاره، وجاء في ذلك آية قرآنية واضحة: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا} [النساء: 101]، فيما اختلف العلماء في كونه واجبًا أم رخصةً؛ إذ يستطيع المرء أن يتم صلاته أو يقصرها حسب رغبته.
وهذا هو الضابط كلما حصل حرج في ترك الجمع جاز له الجمع وإذا لم يكن عليه حرج فلا يجمع لكن السفر مظنة الحرج بترك الجمع وعلى هذا يجوز للمسافر أن يجمع سواء كان جاداً في السفر أم مقيماً إلا أنه إن كان جاد في السفر فالجمع أفضل. وإن كان مقيماً فترك الجمع افضل. ويستثنى من ذلك ما إذا كان الإنسان مقيماً في بلد تقام فيه الجماعة فإن الواجب عليه حضور الجماعة وحينئذ لا يجمع ولا يقصر. لكن لو فاتته الجماعة فإنه يقصر من دون جمع إلا إذا احتاج إلى الجمع. إذا أدرك المسافر ركعتين من الرباعية مع الإمام هل تكفيه لصلاته؟: هذا غير جائز إذا دخل مع المقيم يجب أن يكمل أربع ركعات بعد تسليم الإمام لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا). من أراد السفر بعد الفريضة هل يجمع معها ما بعدها وهو في بلده ؟: إذا كنت في بلدك لم تخرج وأردت أن تسافر بعد صلاة المغرب مباشرة فإنك لا تجمع لأنه ليس لك سبب يبيح للجمع إذ أنك لم تغادر بلدك أما إذا كنت في بلد قد سافرت إليه مثل أن تكون قد أتيت لمكة للعمرة ثم أردت أن تسافر بين المغرب والعشاء فإنه لا بأس إذا صلى الإمام المغرب أن تصلي بعده العشاء مقصورة ثم تخرج إلى بلدك.
فإن لم يكن في الطائرة مكان خاص يمكنك أن تصلي فيه صلاة تامة وخشيت أن يخرج الوقت قبل هبوط الطائرة فإن كانت الصلاة مما يجمع إلى ما بعدها كصلاة الظهر مع العصر وصلاة المغرب مع العشاء ويمكن أن تهبط الطائرة قبل خروج وقت الثانية فأخر الصلاة الأولى واجمعها إلى الثانية جمع تأخير ليتسنى لك الصلاة بعد هبوط الطائرة. فإن كانت الطائرة لا تهبط إلا بعد خروج وقت الثانية فصل الصلاتين حينئذٍ في الطائرة على حسب استطاعتك فتستقبل القبلة وتصلي قائماً وتركع إن استطعت وإلا فأومئ بالركوع وأنت قائم ثم اسجد إن استطعت وإلا فأومئ بالسجود جالساً. أما كيفية صلاة النافلة على الطائرة فإنه يصليها قاعداً على مقعده في الطائرة ويومئ بالركوع والسجود ويجعل السجود أخفض. جمع الصلاتين للمسافر: أما الجمع: إن كان سائراً فالأفضل له أن يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء إما جمع تقديم وإما جمع تأخير حسب الأيسر له وكلما كان أيسر فهو أفضل. وإن كان نازلاً فالأفضل أن لا يجمع وإن جمع فلا بأس لصحة الأمرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: (جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر) فقالوا: ما أراد قال: أراد أن لا يحرج أمته، أي لا يلحقها حرج في ترك الجمع.