فطاعة الخالة وصلتها بر وصلة ، فالبر لكونها كالأم ، وصلة لكونها من الرحم... فمن فاته صلة والدته وبرها لموتها فلا تفوتنه صلة خالاته أخوات والدته فبذلك يبر بوالدته ويصل رحمه. الخالة بمنزلة الأمم. وبــر الخالة يكون كالبر بالأم وهو إدخال السرور إليها والإحسان إليها والرفق بها بالفعل والقول تقربا إلى الله وطاعة له ، وعكس ذلك عقوقها وهو ترك طاعتها وعصيانها وترك الإحسان إليها وفعل كل ما تتأذى منه. يقال أن الخالة بمنزلة الأم في الحنو والشفقة وإدراك مصلحة الابن "الطفل " كالأم تماما وخاصة الطفل الصغير فخالته في حسها له كأمه فسبحان الله ، لذلك يقدم العلماء الخالة في الحضانة على العمة لحديث الباب الذي ذكرته أولا. فمن أدرك خالته فما فاتته أمه ، فهذا ابن عباس رضي الله عنهما كان بارا بخالته أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنهما ومن بيتها استفاد العلم ، وكذلك عروة بن الزبير بن العوام كان بارا بخالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما وكان يتفقه ويروي عنها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومنها أخذ العلم والفقه وكذلك أخوه عبد الله ، وهذا أيضا أنس بن مالك كان يطلب العلم ويروي الحديث عن خالته أم حرام بنت ملحان رضي الله عنهما وحديثهما في الصحاح.
الخطبة الأولى: الحمدُ للهِ أَبدعَ ما أوجدَ، وأتقنَ ما صنَعَ، وكلُّ شيءٍ لجبروتِه ذلَّ ولعظمتِه خضَعَ، سبحانَه وبحمدِه في رحمتِه الرَّجاءُ، وفي عَفوِه الطَّمعُ، وأُثنِي عليه وأشكُرُه؛ فكم من خيرٍ أفاضَ ومكروهٍ دَفَعَ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له -تعالى- في مَجدِه وتقدَّس وفي خَلقِه تفرَّدَ وأَبدَعَ، وأَشهدُ أن سيدَّنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه أفضلُ مُقتدًى به وأكملُ مُتَّبَعٍ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ عليهِ وعلى آلِه وأصحابِه أهلِ الفضلِ والتّقَى والوَرَع، والتَّابعينَ ومن تبِعَهم بإحسانٍ ولنهجِ الحقِّ لزِم واتَّبَع، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أما بعدُ: فأُوصِيكم ونفسي بتقوى اللهِ؛ فهي سبيلُ النجاةِ والفلاحِ، قالَ اللهُ -تعالى-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك - YouTube
1757- متى نقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك /سؤال على الهاتف 📞 /ابن عثيمين - YouTube
ورواه النسائي (1303) بلفظ: ( فَلَا تَدَعْ أَنْ تَقُولَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ رَبِّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) وصححه الألباني في صحيح النسائي. والمراد بدبر الصلاة هنا: آخر الصلاة قبل التسليم ؛ لأن "دبر الشيء" يكون منه ، ويتأكد هذا بقوله في رواية النسائي: (في كل صلاة). قال ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (1/294): " ودبر الصلاة يحتمل قبل السلام وبعده ، وكان شيخنا [أي ابن تيمية] يرجح أن يكون قبل السلام ، فراجعته فيه ، فقال: دبر كل شئ منه كدبر الحيوان " انتهى. 5- وروى الترمذي (3499) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ ؟ قَالَ: ( جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ) والحديث حسنه الترمذي والألباني في صحيح الترمذي. والظاهر أن المراد بدبر الصلاة هنا: قبل السلام. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "والظاهر أن المراد بدبر الصلوات المكتوبة في حديث أبي أمامة "إن صح" آخر الصلاة" انتهى. حديث اللهم اعني علي ذكرك وشكرك. "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (13/268). وقد ذكر أهل العلم في ذلك: أن ما ورد في النصوص مقيداً بدبر الصلاة ، فإن كان ذِكْراً (كالتسبيح والتحميد والتكبير وقراءة آية الكرسي والمعوذات) فالمراد بدبر الصلاة هنا: بعدها.
وينظر جواب السؤال رقم ( 21976) ورقم ( 7886) والله أعلم.
فالشاهد: أن النبي ﷺ قال له: أوصيك يا معاذ والوصية هي الطلب، طلب الفعل، أو طلب الترك المؤكد، تقول: فلان أوصي بكذا، فلان أوصى أهله، فلان أوصى أولاده يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ [النساء:11].
أما الأذكار الواردة في ذلك ، فقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن ذلك في دبر الصلاة بعد السلام. ومن ذلك أن يقول حين يُسلم: أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ، سواء كان إماماً أو مأموماً أو منفرداً ثم ينصرف الإمام بعد ذلك إلى المأمومين ويعطيهم وجهه ، ويقول الإمام والمأموم والمنفرد بعد هذا الذكر والاستغفار: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله. لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك - YouTube. اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. ويستحب أن يقول المسلم والمسلمة هذا الذكر بعد كل صلاة من الصلوات الخمس ثم يُسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثاً وثلاثين ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وهذا كله قد ثبتت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويُستحب أن يقرأ بعد ذلك آية الكرسي مرة واحدة سراً ، ويقرأ: (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة سراً مرة واحدة ، إلا في المغرب والفجر فيُستحب له أن يكرر قراءة السور الثلاث المذكورة ثلاث مرات ، ويُستحب أيضاً للمسلم والمسلمة بعد صلاة المغرب والفجر أن يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات زيادة على ما تقدم قبل قراءة آية الكرسي وقبل قراءة السور الثلاث.