وقد سقت الأدلة الكثيرة على جواز استعمال آنية الذهب والفضة في غير الأكل والشرب في مسألة مستقلة، فكل دليل سقته هناك يصلح أن يكون دليلاً هنا، والله أعلم. الدليل الثاني: أن حقيقة الوضوء: هو جريان الماء على الأعضاء، وليس في ذلك معصية؛ وإنما المعصية في استعمال الإناء. قال ابن تيمية: التحريم إذا كان في ركن العبادة وشرطها، أثَّر فيها، كما كان في الصلاة في اللباس أو البقعة، وأما إذا كان في أجنبي عنها، لم يؤثر، والإناء في الطهارة أجنبي عنها؛ فلهذا لم يؤثر فيها، والله أعلم [11]. الدليل الثالث: قالوا: إنه لو أكل أو شرب في إناء الذهب والفضة، لم يكن المأكول والمشروب حرامًا، فكذلك الطهارة؛ لأن المنع إنما هو لأجل الظرف، دون ما فيه. حكم استعمال آنية الذهب و استعمال آنية الفضة في الأكل - فقه العبادات. قال الشافعي: لا أزعم أن الماء الذي شرب ولا الطعام الذي أكل فيها محرم عليه، وكان الفعل من الشرب فيها معصية. فإن قيل: فكيف ينهى عنها ولا يحرم الماء فيها؟ قيل له - إن شاء الله -: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما نهى عن الفعل فيها، لا عن تبرها، وقد فرضت فيها الزكاة، وتمولها المسلمون، ولو كانت نجسًا لم يتمولها أحد، ولم يحل بيعها ولا شراؤها [12]. وقد يتعقب هذا الاستدلال: بأن يقال: إن التحريم هنا ليس لنفس الأكل والشرب، ولكن لعارض: وهو كونهما في إناء محرم؛ بدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما يجرجر في بطنه نار جهنم))، ولا يكون هذا إلا لمحرم، وإنما يجرجر في بطنه الأكل والشرب دون الإناء، ومثله: مالك المعصوم إذا غصبه آخر، فإنه يحرم عليه لهذا العارض، كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ﴾ [النساء: 10] وإن كان المأكول ليس محرمًا لذاته، وإنما هو لعارض.
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 24/10/2013 ميلادي - 20/12/1434 هجري الزيارات: 51867 الخلاف في هذه المسألة إنما يجري على قول من يقول بتحريم استعمال آنية الذهب والفضة في غير الأكل والشرب، أما من يقصر التحريم على الأكل والشرب، فإنه يصحح الطهارة منها بلا إثم، وهذا واضح. حكم استعمال انية الذهب والفضة - موقع المرجع. وقد اختلف القائلون بتحريم استعمال آنية الذهب والفضة: هل تصح الطهارة منها وفيها مع الإثم أم لا؟ على أقوال: فقيل: تصح الطهارة منها وبها، وهذا مذهب الحنفية [1] ، والمالكية [2] ، والشافعية [3] ، والمشهور من مذهب الحنابلة [4]. وقيل: لا تصح الطهارة، وهو قول ضعيف في مذهب المالكية [5] ، ووجه في مذهب أحمد [6] ، ورجحه داود الظاهري [7] ، ونُسِبَ هذا القول لابن تيمية [8] ، وصححه ابن عقيل من الحنابلة [9]. وقيل: يعيد الوضوء في الوقت، ولا يعيد إذا خرج الوقت، وهو قول في مذهب المالكية [10]. دليل من قال: تصح الطهارة من آنية الذهب والفضة: الدليل الأول: الأحاديث نص في تحريم الأكل والشرب، والأصل فيما عداهما الحل، فلا يحرم شيء حتى يأتي دليل صحيح صريح بتحريم الطهارة من آنية الذهب والفضة، فتخصيص النبي -صلى الله عليه وسلم- للأكل والشرب دليل على أن ما عداهما جائز، ولو كان مطلق الاستعمال حرامًا لكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبلغ الناس، ولما خص الأكل والشرب، فما خصهما بالذكر، قصرنا التحريم عليهما.
شاهد أيضًا: حكم البيتكوين هيئة كبار العلماء علة تحريم آنية الذهب والفضة إنَّ الشريعة الإسلامية لا تأتي بتحريم إلا ومعه بيان وعلة، من شأنها أن تبين للعبد المسلم الحكمة من ذلك، ليقف متفكرًا عن الإثم الذي يحصل بعد ذلك، ولهذا جاءت العلة في تحريم آنية الذهب والفضة في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " إن الكفار يتمتعون بها في الدنيا فلا يليق التشبه بهم بها"؛ ولما في ذلك من التأثير على الفقراء والمحتاجين؛ فهذا يدعو إلى الفخر والغنى الفاحش الذي حرمته الشريعة الإسلامية، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب أو الفضة إنما يجرر في بطنه نار جهنم". [2] وعليه فإن العلة والحكمة في تحريم استعمال آنية الذهب والفضة؛ كما بينه الحديث الشريف؛ هو التشبه بالكافرين والضالين، الذين لا يتأثرون بحال الفقراء والمساكين، وما سوف يعود بذلك عليهم، فهم أحوج الناس إلى طعام؛ فما بال الذين يأكلون بأوانِِ من ذهب وفضة، ولذلك بعد أن يعلم الإنسان الحكمة والعلة من التحريم، لا يجوز له أن يقوم بالإتيان بذلك، وهذا حفاظًا على مشاعر الفقراء والمحتاجين والبعد عن التشبه بالكفرة الظالمين.
الدليل الرابع: أن الوضوء من آنية الذهب والفضة إنما يقع ذلك بعد رفع الماء من الإناء، وفصله عنه، فأشبه ما لو غرف بآنية الفضة في إناء آخر، ثم توضأ منه. وتعقب هذا: بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل الشارب من آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم، وهو حين انصباب الماء في بطنه يكون قد انفصل عن الإناء. دليل من قال: لا تصح الطهارة من آنية الذهب والفضة: لما حرم استعمال الإناء، وكان في الشرب والتطهر منه معصية الله تعالى - التي هي استعمال الإناء المحرم - صار فاعل ذلك مجرجرًا في بطنه نار جهنم بالنص، وكان في حال وضوئه وغسله عاصيًا لله تعالى بذلك التطهر نفسه، ومن الباطل أن تنوب المعصية عن الطاعة، وأن يجزئ تطهير محرم عن تطهير مفترض. وأجيب: بأن هذا الكلام إنما يلتزمه من يرى تحريم استعمال آنية الذهب والفضة في غير الأكل والشرب، وقد بينت أن الراجح جواز استعمالهما في غير الأكل والشرب، وعلى التنزل بأن الاستعمال محرم، فإن هناك فرقًا بين التحريم والصحة، فقد يحرم الشيء ويكون صحيحًا، فلا تلازم بين التحريم والصحة، وقد قدمت بأن الفعل المحرم إذا كان في ركن العبادة أو شرطها، أثر فيها، وأما إذا كان في أجنبي عنها، لم يؤثر فيها، والله أعلم.
وقد قال بعضهم عن أصحاب مالك: إن كل موضع يقول فيه مالك: إنه يعيد في الوقت، هو استحباب ليس بإيجاب [15]. إلا أن يستدل في قصة المسيء صلاته، فإنه قال له: ((ارجع فصل؛ فإنك لم تصل))، فطلب منه الإعادة في الوقت، ولم يطلب منه إعادة كل ما صلى. فإن كانت الإعادة مستحبة، كان أدلة القول لا تخرج عن أدلة من يرى وجوب الإعادة، إلا أنه حمل الأمر على الاستحباب، وغيره حملها على الوجوب. الراجح من الخلاف: بعد استعراض أدلة كل فريق، الذي يظهر لي أن القول بصحة الطهارة أرجح؛ لقوة أدلته، وأن الصحة والتحريم على القول بتحريم الطهارة من آنية الذهب والفضة غير متلازمين، فقد يحرم الشيء ويصح، وقد يكون محرمًا باطلاً، والنهي لم يكن عائدًا للوضوء، وإنما هو لأمر خارج، والله أعلم. [1] بريقة محمودية (4/102)، بل ذهب الحنفية إلى أبعد من هذا، فقالوا - كما في البحر الرائق (8/211) -: إن الأواني الكبيرة المصوغة من الذهب والفضة لأجل أكل الطعام إنما يحرم استعمالها إذا أكل منها باليد أو الملعقة، وأما إذا أخذ منها، ووضع على موضع مباح، فأكل منه لم يحرم؛ لانتفاء ابتداء الاستعمال منها، وكذا الأواني الصغيرة المصنوعة لأجل الإدهان ونحوه، إنما يحرم استعمالها إذا أخذت وصب منها الدهن على الرأس؛ لأنها صنعت لأجل الإدهان منها بذلك الوجه، وأما إذا أدخل يده، وأخذ الدهن، وصبه على الرأس من اليد، فلا يكره؛ لانتفاء ابتداء الاستعمال منها.
والثاني: لا تصح، اختاره أبو بكر؛ لأنه استعمال للمعصية في العبادة، أشبه (1/46) الصلاة في الدار المغصوبة. [فصل في استعمال آنية أهل الكتاب] فصل: وهم ضربان: أحدهما: من لا يستحل الميتة كاليهود، فأوانيهم طاهرة [مباحة الاستعمال] ؛ «لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أضافه يهودي بخبز وإهالة سنخة فأجابه » ، رواه أحمد في المسند وتوضأ عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - من جرة نصرانية. والثاني: من يستحل الميتات والنجاسات، كعبد الأوثان والمجوس، وبعض النصارى، فلما لم يستعملوه من آنيتهم، فهو طاهر، وما استعملوه فهو نجس، لما روى أبو ثعلبة الخشني [- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -] قال: «قلت: يا رسول الله، إنا بأرض قوم أهل كتاب، أفنأكل في آنيتهم؟ قال: لا تأكلوا فيها، إلا أن لا تجدوا غيرها، فاغسلوها، ثم (1/47) كلوا فيها » متفق عليه. وما شك في استعماله فهو طاهر، وذكر أبو الخطاب أن أواني الكفار كلها طاهرة. وفي كراهية استعمالها روايتان: إحداهما: تكره، لهذا الحديث. والثانية: لا تكره؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكل فيها.
يُنظر: ((المفاتيح في شرح المصابيح)) للمظهري (2/503). مِن ذهَبٍ، فقلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أكَنزٌ هو؟ فقال: ما بلغَ أن تؤدَّى زكاتُه، فزُكِّيَ، فليس بكَنزٍ)) [722] أخرجه أبو داود (1564)، والبيهقي (7800). قال ابن القطَّان في ((الوهم والإيهام)) (5/363): حسَنٌ أو صحيح، وحَسَّن إسنادَه النوويُّ في ((المجموع)) (6/33)، وحسَّنَه ابنُ المُلَقِّن في ((شرح البخاري)) (10/439)، وجَوَّد إسنادَه العراقيُّ في ((طرح التثريب)) (4/7)، وابنُ باز في تحقيق ((حاشية بلوغ المرام)) (383)، وحَسَّنَه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (1564). فرع: نِعالُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ للنِّساء اختلَفَ العُلَماءُ في حُكمِ لُبسِ النِّعالِ الذَّهَبيَّة للنِّساءِ على قولَينِ: القول الأول: يجوزُ للمرأةِ لُبسُ النِّعالِ التي من الذهَبِ والفِضَّة؛ وهو مذهب المالِكيَّة [723] ((الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي)) (1/65)، ((منح الجليل)) لعليش (1/59). ، والصَّحيحُ عند الشَّافعيَّة [724] ((فتح العزيز)) للرافعي (6/29)، ((المجموع)) للنووي (6/40). ، وذلك لأنَّه كسائِرِ المَلبوساتِ التي تجوزُ للمرأةِ [725] ((فتح العزيز)) للرافعي (6/29). القول الثاني: يَحرُمُ على المرأةِ لُبسُ النِّعالِ التي من الذَّهَبِ والفِضَّةِ، وهو مذهَبُ الحَنابِلة [726] ((المبدع في شرح المقنع)) لبرهان الدين ابن مُفلِح (2/366)، ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (2/239).
جونغكوك وهو صغير 😳 - YouTube
جونغكوك وهو صغير|اصوت فيمين بالعربي|جيمين اذا عصب يخوف - YouTube
جونغكوك وهو صغير💓 - YouTube
Use your ← → (arrow) keys to browse 4, 907 اجمالى المشاهدات, 6 اليوم الوقت المقدر للقراءة: 11 دقيقة(دقائق) 19.
هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر ، يرجى إزالته أو تحميل صورة أخرى. دخيييل الضحكة انا (خلفية جديدة🌚) اضغطوا على تصويت (نجمة) واكتبوا تعليق حلو مثلكوا 😉❤