دار جدل كبير الأسبوع الماضي حول الراتب المناسب الذي يكفي الأسرة الإماراتية المتوسطة، ليتحول الموضوع إلى قضية رأي عام تمت مناقشتها في وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعة وغيرها من المنابر الإعلامية، دون الوصول إلى رأي مقنع يتفق عليه الجميع. غرّد كاتب في صحيفة الرؤية على حسابه الشخصي أن راتب 27 ألف درهم مناسب جداً للأسرة الإماراتية ويغطي احتياجاتها، بل ويسمح بهامش كبير من الرفاهية والسفر مرتين سنوياً، فكان من الطبيعي أن يقابل هذا الرأي بالكثير من المعارضين الذين يرون أنه رأي غير منطقي وغير قابل للتطبيق على أرض الواقع، وأن صاحبه يعيش في خيال واسع، كما رد البعض على الموضوع بالأدلة والأرقام وصعوبة الاكتفاء بهذا الراتب نظراً لمسؤوليات رب الأسرة، كالنفقات اليومية والشهرية والفواتير والمدارس والقروض وغيرها من الالتزامات الشهرية. لم يكد يهدأ الموضوع حتى ظهرت متصلة في أحد البرامج الإذاعية لتعلن أنها تعيش على راتب 6000 درهم، بل ولديها أطفال في المدارس الخاصة، وأن هذا الراتب يكفي وزيادة معتبرة أن من يتحدث عن الرواتب التي تزيد على 20 ألفاً يتحدث عن نوع من التبذير والمبالغة، ليشتعل النقاش مرة أخرى حول الموضوع.
تصفّح المقالات
مد رجولك على قد لحافك 🏃♂️.. | Fall Guys - YouTube
استمع لحديثها فكلام الأم من المفترض أن يكون منزلاً بالنسبة للأبناء، فلو أردت أن تكتسب رضا الأم فما عليك إلّا أنّ تستمع لكلامها، وتحاول أن ترضيها بكل الطرق الممكنة، والتي تؤدي إلى إسعادها. اجلس بجانبها فالأم تحب دوماً أن يأتي الأبناء ويجلسون بجانبها يتجاذبون معها أطراف الحديث التي من المفترض أن يكون عنها، وأن تحاول قدر المستطاع أن تعطيها أهمية في حياتك، وأن تكون هي الأولى وما تبقى من نساء الأرض في المقام الثاني بعدها بشكلٍ عامٍ. قدم المساعدة لها فلو أردت أن ترضي أمك وتقدم لها شيئاً تبتهج به، حاول أن تكون بجوارها على الدوام، وأن تعمل على تقديم يد المساعدة لها في حال تطلب الأمر ذلك، ولا تستهين بالتصرفات الصغيرة التي تصدر منك، لأن الأم تصبح في فترة ما من حياتها حساسةً جداً تجاه الأشياء، فلا تحب أن تشعر أنها عبئاً على أبنائها، وهذا الأمر كان لا بدّ من التطرّق له بشكلٍ كبير. كيف أتعامل مع والديَّ؟. تذكّر عيد ميلادها فالأم تفرح حقاً في حال تذكرك لعيد ميلادها، فتذكر في الصغر، وانظر إلى الصور لتجد أنها لم تنسَ أبداً يوم ميلادك، وكانت تحتفل بك في كل الظروف، حتى في أحلك المواقف التي قد مرت بها، وربما كانت تصنع الكيكة المنزلية لتشعر بحبها وحنانها، وعندما تكبر لا تطلب منك الكثير، فربما هديةً صغيرةً قد تدخل في روحها سعادة كبيرة، لا تريد الأم شيئاً آخر غيرها.
وكنت وقْتها في عمر الخامسة والعشرين تقريبًا، فبدأ حديثها يكون حادًّا وأنا كذلك؛ لأنني لم أتحمَّل ما يفعله أخواتي أمامي. وأذكر أيضًا في نفس تلك السفرة طلبت إحْدى أخواتي أن تَذْهب إلى نادٍ ليلي - مكان يدار فيه الخمْر والعياذ بالله، ولا تعرف الصَّاحي من المسطول - فرفضت رفضًا قاطعًا أن أذْهَبَ بِهن، فاتَّصلتْ أُخْتِي على أبي وهو في السُّعوديَّة؛ لتشتكي له منِّي، وتقول له: "هذه ليست سفرة هذا نكد"، ثم أكملت ما تبقَّى أمِّي، فما كان من أبي إلاَّ أن اتَّصل بي وهو يترجَّاني أن أذهب بهن وأن أكْفِيه شرَّهن، وأن أرْحَمه وهو في هذا العمر. كيف ارضي امي - موضوع. والله أنا أحسستُ أنَّني المذنب؛ لأنِّي أوْصلتُه إلى تلك الحالة، ولَم أستطِع أن أشرح له؛ لأنَّه قال لي: لو فيه إبليس اذهب بِهن. فرحِمْته ورحمت عمره الَّذي أوْشك على الانتِهاء فذهبتُ بِهن، ولا حوْل ولا قوَّة إلاَّ بالله. عندما رجعن قرَّرن ألا يسافرن خارجًا إلاَّ وحدهنَّ أو مع أخي الصَّغير، فبدأن يسافرن وحدهنَّ، وكلَّما كلَّمت والدتي أنَّ هذا خطأ، تغضب مني، ثمَّ أبدأ بالمشاجرة معها؛ فلست ذلك الشَّخص الذي يصبر، فأنا سريع الغضب والانفعال. كم مرَّةٍ تناقشت معها عن غطاء الوجْه، فتردّني خائبًا!
والرَّدّ المتوقَّع: ليْس لك دخل. وليْت الأمر توقَّف عند كشْف الوجْه! أصبحتْ أخواتي - ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله - عندما يصِلْن إلى البلد المسافر إليْه لا يلبسن العبايات، بل يفسخنها في أقرب فرصة. وعندما علمت عن ذلك أوَّل الأمر - وكان صدفة من إحْدى بنات أُختي الصِّغار - ذهبتُ سريعًا كالَّذي يتخبَّطه الشَّيطان من المسِّ إلى أمي وكلِّي غضب، وعروقي تكاد تنفجِر من الغيظ، كيف يَحصل هذا؟ فكان ردُّها سريعًا: سوف أدْعو عليك إن لَم تنته عمَّا قلت وتسكت. فلم أستطع السكوت؛ كيف يصير هذا وأنا حي؟! إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. فتشاجرت معها. وأحسست بغربة في بيْتنا، وأحسسْتُ أنَّ أهلي يُذْهَب بهم إلى المَجْهول، إن تكلَّمت غضبت أمِّي وتكدَّرت، وأخواتي أصلاً لا يتحدَّثن معي؛ فهنَّ مَن مقاطعات لي نهائيًّا، فلا أستطيع توْصيل كلامي إلاَّ عن طريق والدتي، ووالداتي - كما قلتُ سابقًا - ترى أنَّني أكره أخواتي وأكرهُها هي أيضًا، فتحدث مشكلة كلَّما تناقشت معها عن هذه المواضيع، سواء صغيرة أو كبيرة. ثمَّ أحسُّ بالنَّدم؛ لأنَّني أحسُّ أنَّني شخص عاق، فما الحلُّ؟ أفيدوني وانصحوني؛ فأنا في حيرة من أمري، وكيف أتعامل مع هذه المشكلة الَّتي كدَّرت حياتي؟ مع العلم أنِّي الآن لستُ في ذلك البيت، فأنا تزوَّجت وخارج البيت، وأمي تتمنَّى ألاَّ آتي إلى منزِلِها، مع العلم أنَّني لستُ في المدينة الَّتي هم فيها الآن، وأجلس بالشهور أحيانًا حتَّى لا أتناقش معها، فكلّ مرَّة آتي أرى الجديد ممَّا يسوء أيَّ مسلم غيور على عرضه - ولا حول ولا قوَّة إلا بالله - فلا أستطيع أن أسكت، ثمَّ إذا تكلَّمت أوَّل كلِمة تُقابِلُني: ليس لك دخل، ليْتك لَم تأتِ، أنت لا تأْتِي إلاَّ والمشاكل معك، أعفنا من كلامك، وهلم جرًّا.
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: « فدين الله أحق أن يقضى » هذا دليل على تقديم الحقوق المتعلقة بالله تعالى مثل: الزكاة، والحقوق المالية المتعلقة بالله تبارك وتعالى، على حقوق الآدميين إذا تزاحمت حقوق الله مع حقوق الآدميين في تركة المتوفى، فتقدم الزكاة، وتقدم النذور على حقوق وديون الآدميين في التركة، وبعض أهل العلم قال: بالمساواة بين الحقوق. فالشاهد من هذا بارك الله فيكم: أن صوم النذر يُقضى عن الميت، وكذلك الصوم الذي يكون من رمضان أيضاً يُقضى عن الميت، إذا تمكن من القضاء، وتمكن من أدائه ثم مات فإنه يُقضى عنه. نسأل الله جل وعلا للجميع العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
نظرة المجتمع للمرأة ورغم كل المعاناة والتضحية التي قدمتها الأم في حياتها، والمشاعر الفياضة التي أرهقت قلبها، إلّا أنّ النظرة الدونية لها من قبل بعض الرجال جعلت المرأة تشعر أن تعبها كله ذهب هباء، فلو أردت أن تنظر لأحد الرجال المناهضين للمرأة لوجدته يجلس في حلقات العلم يشرح أهمية ألّا تكون للمرأة أي أهمية في المجتمع، وأنّه يجب أن يكون الرجل على رأس كل المناصب العليا، وينسى أن من أوصله لهذه المرحلة لم يكن رجلاً مثله، وإنّما كانت أماً، وروحاً وحناناً. الموقف الذي اتخذّه البعض للمرأة جعلها تشعر أن معاناتها وتضحيتها كانت في محلها رغم كل ما كان، ورغم أّن الحياة بذلك لم تقف، ولا بدّ أن تقف المرأة المناهضة للعنصرية وقفا احتجاجية، تجمع العديد من النساء اللواتي عرفن قدرهن، وقدرتهن على ممارسة الأمور التي اعتاد عليها الرجال، بدون أي تذمر، وتطالب بحقها كإنسان له العديد من الحقوق التي هضمها المجتمع لمجرد أنها امرأة لا حول لها ولا قوة.