إلا أنه تبين بعد التدقيق أن التصريحات المتداولة لا أساس لها من الصحة، ولم تنقلها الصفحات الرسمية لوزارة الهجرة المصرية ولا أي موقع ولا صحيفة مصرية ذات مصداقية.
كان من الضروري للطبقة السياسية الفاسدة التي تحكم لبنان وستبقى تحكمه إلى أمد غير معلوم أن يستعرض اللبنانيون مآسيهم ونكباتهم بطريقة جهوية فتكتفي كل جهة بمقطع من الكارثة، مقطع صغير يمكن أن يُهمل قبل أن تمتد إليه يد لتضعه في سياقه من الفيلم اللبناني الطويل الذي يروي حكاية شعب سبق بلاده إلى التلاشي واختفى. بقيت بلاده من بعده وهي تستفيق بين حين وآخر على آخر الصفقات التي لا تزال ممكنة في ظل فساد عم المنطقة كما لو أنه الشرط الأخير للبقاء بعد الثورة العارمة عام 2019، والتي لم تحرك حجرا واحدا من بنية النظام السياسي، ها هم اللبنانيون يعودون باستسلام إلى نواحهم المناطقي. كل منطقة تبكي وحدها وبالطريقة التي تناسبها وبما يلائم حجم الكارثة التي ضربتها. لهذه الأسباب.. لن "يُرحل" اللبنانيون من دول الخليج. فبعد أن ضرب الموت القادم هذه المرة من البحر طرابلس صار عليها أن تهندس نواحها بما يتناسب مع فصول النكبة؛ فالهاربون الذين لم يصلوا هم من أبناء أشد المناطق حرمانا في طرابلس. لقد نجوا من حرمانهم عن طريق الموت. تحدوا تغييبهم بالظهور باعتبارهم عنوانا لكارثة يمكن أن تصيب مناطق أخرى من لبنان إذا قرر الشعب أن يحتج عن طريق الموت الأكثر مدعاة لاستمرار مسيرات الحزن إلى الشاطئ أن الحكومة اللبنانية لا تملك القدرة على انتشال ثلاثين جثة لا تزال في قاع البحر.
وأضاف البيان: "مواقف قرداحي وإن كانت قبل توليه وزارة الاعلام فلا تعفيه من مسؤوليتها فكيف لوزير 'تقني' يتبنى وجهات نظر منحازة الى جهة ضد جهة؟ وكيف لوزير يدعم فكرة الانقلاب العسكري يعين في حكومة مدنية؟". التصريح الذي أدلى به قرداحي في برنامج #برلمان_شعب 👇🏼 وكان نشطاء قد تداولوا مقطع فيديو لتصريحات قرداحي، في حين رد الأخير ببيان أوضح فيه 5 نقاط، قائلا: "أولًا، هذه المقابلة أجريت في الخامس من شهر آب أغسطس الماضي.. أي قبل شهر من تعييني وزيراً في حكومة الرئيس ميقاتي.. ثانياً، لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة للمملكة العربية السعودية أو الامارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء". وأضاف: "ثالثاً، ان الجهات التي تقف وراء هذه الحملة اصبحت معروفة، وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة بأني آت لقمع الاعلام.. رابعاً، ما قلته بأن حرب اليمن اصبحت حرباً عبثية يجب ان تتوقف، قلته عن قناعة ليس دفاعاً عن اليمن ولكن أيضاً محبةً بالسعودية والامارات وضناً بمصالحهما.. فساد اللبنانيين في السعودية. خامساً، عسى ان يكون كلامي، والضجة التي أثيرت حوله، سبباً بإيقاف هذه الحرب المؤذية، لليمن، ولكل من السعودية والامارات.. "
رغم أنها تعرف جيداً أنها لن تتمكن في نهاية الأمر من استئصال سرطان الفساد السياسي الذي ينخر في لبنان، ويضرب عميقاً في آخر مفاصل الدولة اللبنانية، فإن الإدارة الفرنسية تواصل الدفع في اتجاه انتشال هذا البلد من الغرق والدمار، ولكن تحذيرات وزير خارجيتها جان - إيف لودريان المتكررة، جاءت هذه المرة معطوفة على توافق عربي - أوروبي شامل، يدعو إلى تشديد الضغوط على عدد من المسؤولين اللبنانيين، ويحذرهم من عقوبات تشمل تجميد أموالهم، ومنعهم من السفر، بغية دفعهم إلى تشكيل حكومة كفؤة وجاهزة للعمل بمسؤولية وجدية، ولكن هذا لن يؤدي حتماً إلى أي نتيجة على ما يبدو. قبل أيام، قال الرئيس نبيه بري الكلام إياه، الذي سبق أن قاله الرئيس ميشال عون قبل عام ونيف، أي أن لبنان سيغرق مثل سفينة تايتانيك، إذا لم تتألف حكومة جديدة، وسنغرق جميعاً بدون استثناء، ولكن ما الهمّ؟ فقبل أشهر قليلة سئل عون: إذا لم تشكّل الحكومة إلى أين نحن ذاهبون، فرد من دون تردد: إلى جهنم! ومنذ ذلك الحين، يبدو لبنان وكأنه يسرع الخطى فعلاً إلى جهنم؛ فبعد سبعة أشهر من الجمود والتعقيدات التي أفشلت مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون، بتشكيل «حكومة مهمة» من الاختصاصيين تنتشل البلد من الانهيار، يستمر القتال حول المواصفات والشروط والحصص في هذه الحكومة، وهو أمر يؤكد أن تايتانيك اللبنانية غاصت فعلاً إلى القاع، وليس مهماً أن يكون القاع جليداً أو ناراً جهنمية، ربما لأن المسؤولين الذين يمسكون بدفة الجمهورية، يعملون بوحي من الأسطورة الرومانية التي تتحدث عن أقصى درجات اللعنة، أي أن الموت يبقى واحداً؛ فالجثة قد تتفتت كجليد أو كرماد، لا فرق!