رؤية درامية متفردة للعالم عبر الموسيقى تأتي ذكرى رحيل صوت الأرض طلال مداح –رحمه الله- دون احتفاء حقيقي يليق بها ودون إدراك لمغزى هذا الاحتفاء. ويبقى غياب طلال عن الساحة الفنية الحاضر الأكبر في هموم الموسيقى والفن ليؤكد أن الفراغ الذي خلّفه لا يزال شاغراً وأن من بقي بعده لم يكن خليقاً بشغر هذا الفراغ سيما وأنهم حادوا عن الطريق القويمة وبات ما يقدمونه ضجيجاً وعبثاً لا يمنحان أي متعة جمالية أو ذوقية. ونحن هنا إذ نحتفي بذكرى هذا الطود الموسيقي ليس الهدف تمجيده والتغني بتراثه فحسب بل الهدف لفت النظر إلى محاولاته التجديدية العظيمة التي بدأها منذ أن شق طريق ابداعه في الساحة الفنية بثورته التجديدية الغنائية غير المسبوقة ما يعني أن إحياء تراثه التجديدي وما رافقها من عناصر نماء وتطور في الفكر الموسيقي الذي شكل إرثه الفني وإزاحة ركام الإهمال والجهل به من قبل الكثير هو مهمة وطنية قبل أن تكون فنية وموسيقية.
الأربعاء23 ذي الحجة 1436 هـ - 7 اكتوبر 2015 م - العدد 17271 صبا إن قراءة تجربة طلال مداح والملحنين الذين داروا في فلك صوته لجديرة لدواع منهجية بتقسيمها إلى ثلاث مراحل، يمكن أن تتيح تغطية ثراء تلك التجربة، وهي على التوالي: الأولى، مرحلة الأغنية الجديدة "1958-1969"، والثانية، مرحلة الأغنية الرومانسية "1970-1985"، وأما الثالثة، مرحلة الأغنية التعبيرية والواقعية "1986-2000".. واستعرضنا في الحلقات السابقة المرحلة الأولى والثانية هذه عن المرحلة الثالثة. 3- مرحلة الأغنية التعبيرية - الواقعية 1986-2000:.. إن كل مرحلة لا تنقطع عن الأخرى إما بمراجعة لحنية وإما إعادة قراءة غنائية، ولكن أخذت الأغنية الطلالية في هذه المرحلة بكل ما خبرته من تجارب طوال العقدين السابقين. إذ تكونت أغنية طلالية ذات ملامح تعبيرية - واقعية بدت تنسلخ من الرؤية الرومانسية الجديدة السابقة كشفت ما لطلال من قدرات في هضم تجارب لحنية مختلفة مقابل ما قدمه من تجربة خاصة بألحانه حيث وصلت أغنيته إلى حدود مكثفة في الجملة اللحنية ذات أفق ممتد في خطوطها اللحنية وتضمر خطاً عامودياً في نصها الشعري جعلت من وعي ولا وعي طلال الثقافي يقيم للتجربة صيغة مغايرة عما كان وتستشرف عما سيكون.
توّجها بمقطوعات موسيقية صرفة وتقاسيم منفردة على آلة العود الراحل طلال مداح درجات العبقريّة والوعي الموسيقيّ لدى الراحل طلال مداح ما زالت منطقة بكر لم تطأها أقدام النقّاد الحقيقيين، فطلال - رحمه الله - لديهم هو الفنّان صاحب الصوت المتفرّد المخملي العذب المشبّع عذوبةً ودفئاً.
ويعزّز من هذا الاستنتاج أن طلالاً لفرط موهبته وشساعة احساسه ومخياله الإبداعي، انه كان عازفاً لأغلب الآلات الموسيقية بدءاً بآلة العود مروراً بالكمان والقانون والناي وانتهاءً بآلة الأورج الحديثة. هذا التعاطي مع تلك الآلات منحه بعداً موسيقياً ومخيالاً ابداعياً لافتاً لذلك فقد توّج هذه القدرات والمواهب بإبداع العديد من المقطوعات الموسيقية منها: موسيقى سبعة لمن؟) ومعزوفة الضباب وغيرها، أما آلة العود الأثيرة ليده فقد نسج عبر أوتارها ملاحم من الشجن عبر تقاسيم شجية تستحق ان يفرد لها دراسة مسستقلة واغنية «وردك يا زارع الورد» من أشهر الأغاني السعودية غناها طلال مداح في منتصف الخمسينات الميلادية وهي أغنية مكبلهة ويعرفها جميع متابعي الفن السعودي (يا حياتي ويا حياته) بمقدمة موسيقية رائعة جدا واحتوت على ثلاثة إيقاعات مختلفة هي السعودي والرومبا والشرح واربعة كوبليهات.
ولد طلال بن عبد رب الشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري، في مكة، يوم 5 أغسطس 1940، وتعهد زوج الخالة بتربيته، حتى إنه سماه بـ "طلال مداح"، والذي عرف في الخليج والمملكة بالاسم نفسه وبلقب "صوت الأرض". كانت ألحان وأغاني الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب، ذائعة الصيت في وقت طفولة طلال، ويحبها ويرددها رفيقه وصديق الطفولة "محمد رجب"، الذي بدأ بتلقين طلال هذه الأغنيات، ويتشاركان غناءها دومًا. وفي المدرسة الابتدائية بالطائف، كانت الحفلات المقامة تعرف حلاوة صوت طلال ونقاءه، فتسند إليه مهمة قراءة القرآن، ومنها تعرف على عبد الرحمن خوندنه الصديق الثاني، ومالك العود في مجموعة الأصدقاء، الذي اتفق وطلال على إحياء ليال للسمر، حيث يغني فيها طلال ويعزف خوندنه على عوده. كان "خوندنه" يخبئ العود في منزل طلال حتى لا يكتشف أبوه سره الصغير، وهو ما جعل لطلال فرصة في تعلم العزف عليه، ومرة بعد مرة أتقن مداح التعلم، وصارت النغمات ألحانًا. كانت أغنية "وردك يا زارع الورد" هي أول أغنياته في الإذاعة السعودية، من غنائه وتلحينه، واتبعت أسلوبًا يدعى "الأغنية المكبلة"، والتي اعتمدت الأغاني قبلها على اللحن الواحد، ليظهر طلال ومعه التقنية الجديدة للأغاني الطويلة، في "وردك يا زارع الورد"، وغيرها مثل "هو حبك"، و"غريبة"، و"مكتوب ومقدر".
الفنانة السورية تألقت بمجموعة من أبرز أغانيها، وكان للنجمة اللبنانية إليسا حضور قوى بأغنية رومانسية أهدتها للعروسين، وغنت النجمتان أغنية "أسعد واحدة" إحدى أشهر أغنيات إليسا، ولم تتمالك أصالة دموعها حيث بكت متأثرة خلال الحفل. كما سردت أصالة موقفا طريفا حدث مع زوج ابنتها شام فى فترة طفولته، حيث كان قد طلب منها التقاط صورة وهو يبلغ تسع سنوات فى إحدى الحفلات لتمر السنوات ويصبح زوج ابنتها. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة. اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى