ولا يصح القول ببطلان صلاة المصلي إن قال ذلك حتى عند من يمنع من قول ذلك في الصلاة المفروضة وهو قول الحنفية حيث قالوا:[ ولو عمل به أحد في الصلاة لا تفسد] إعلاء السنن 4/168.
ويجوز أن تكون ( ما) موصولة وما صدْقُها المكذب ، فهي بمعنى ( مَن) ، وهي في محل مبتدإ ، والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم والضمير المستتر في { يكذبك} عائد إلى ( مَا) وهو الرابط للصلة بالموصول ، والباء للسببية ، أي ينسبك إلى الكذب بسبب ما جئت به من الإِسلام أو من إثبات البعث والجزاء. وحذف ما أضيف إليه { بعدُ} فبنيت بعدُ على الضم والتقدير: بعدَ تبيُّن الحق أو بعد تبيُّن ما ارتضاه لنفسه من أسفل سافلين. وجملة: { أليس الله بأحكم الحاكمين} يجوز أن تكون خبراً عن ( ما) والرابط محذوف تقديره: بأحكم الحاكمين فيه. ويجوز أن تكون الجملة دليلاً على الخبر المخبر به عن ( مَا) الموصولة وحُذف إيجازاً اكتفاء بذكر ما هو كالعلة له فالتقدير فالذي يكذبك بالدين يتولى الله الانتصاف منه أليس الله بأحكم الحاكمين. والاستفهام تقريري. و«أحكم» يجوز أن يكون مأخوداً من الحكم ، أي أقضى القضاة ، ومعنى التفضيل أن حكمه أسد وأنفذ. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التين - الآية 8. ويجوز أن يكون مشتقاً من الحكمة. والمعنى: أنه أقوى الحاكمين حِكمةً في قضائه بحيث لا يخالط حكمه تفريط في شيء من المصلحة ونَوْطِ الخبر بذي وصف يؤذن بمراعاة خصائص المعنى المشتقِّ منه الوصفُ فلما أخبر عن الله بأنه أفضل الذين يحكمون ، عُلم أن الله يفوق قضاؤه كل قضاء في خصائص القضاء وكمالاته ، وهي: إصابة الحق ، وقطع دابر الباطل ، وإلزام كل من يقضي عليه بالامتثال لقضائه والدخول تحت حكمه.
انظر صحيح سنن أبي داود 1/168. وورد في حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من قرأ منكم بـ:(و َالـتِّيـنِ وَالزَّيْتُونِ) فانتهى إلى:( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. د. موفق السباعي – أليس الله بأحكم الحاكمين؟! – رسالة بوست. ومـن قـرأ ( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) فانتهى إلى:( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) فليقل: بلى. ومن قرأ المرسلات فبلغ ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) فليقل آمنا بالله) رواه أبو داود وروى الترمذي بعضه إلى قوله:( وأنا من الشاهدين) والحديث ضعيف عند أكثر المحدثين. انظر المجموع للنووي 4/67 وتمام المنة في التعليق على فقه السنة ص 186 وشرح السنة 3/105 قال الحافظ هذا حديث حسن يتقوى بكثرة طرقه ثم ذكر من أخرجه. ثم قال الحافظ:[ وإطلاق الضعف على هذا الحديث متعقب فإنه قد جاء عن غير أبي هريرة فجاء من حديث البراء بن عازب أخرجه عنه ابن مردويه … ومن حديث جابر أخرجه ابن المنذر في تفسيره … ومن حديث ابن عباس … ومن حديث صحابي لم يسم أخرجه أبو داود عنه … وورد مرسلاً عن قتادة … أخرجه الطبري وسنده صحيح أو حسن لشواهده ومع تعدد هذه الطرق يتضح أن إطلاق كون هذا الحديث ضعيفاً ليس بمتجه] انتهى كلام الحافظ ملخصاً من شرح ابن علان على الأذكار.
ثانياً: يقول ابن الحصار رحمه الله: وهذا الاسم الحكم قد تضمن جميع الصفات العلى والأسماء الحسنى. فاسمه الحكم تضمن جميع الصفات العلى والأسماء الحسنى, إذ لا يكون حكماً إلا سميعاً بصيراً متكلماً مريداً عالماً خبيراً.. إلى غير ذلك من الأسماء. ثالثاً: يقول الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: وقد بين ربنا في آيات عديدة صفات من يستحق الحكم, فقال سبحانه: فَالْحُكْمُ للهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ * هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ [غافر:12-13]. ثم يطرح رحمه الله هذا السؤال يقول: هل في الكفرة الفجرة المشرعين للقوانين الوضعية من يستحق أن يوصف بأنه العلي الكبير؟ فَالْحُكْمُ للهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [غافر:12]. الثقة واليقين برب العالمين - مصلحون. وهل يستحق أن يكون فيهم من يوصف بأن يقال له: ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ [فاطر:13]؟ وهل في الآية الأخرى في قول الله عز وجل: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ [الأنعام:57]. هل في أولئك الكفرة الفجرة الذين يحللون ويحرمون من يستحق أن يوصف بأنه أسرع الحاسبين, وأنه يقص الحق؟ وقل مثل ذلك في آيات كثيرة بين فيها ربنا جل جلاله صفات من يستحق أن يكون له الحكم, فيحلل ويحرم ويبيح ويحذر.
نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة
روى الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من قرأ منكم { والتين والزيتون} [ التين: 1] فانتهى إلى قوله: { أليس الله بأحكم الحاكمين} فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ».