وقال علي رضي الله عنه: (ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له). أنواع الصبر ثلاثة: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله. أما الصبر على الطاعات، فهو صبر على الشدائد، لأن النفس تنفر عن كثير من العبادات كسلاً وإيثاراً للراحة. واصبروا ان الله مع الصابرين صور. ويحتاج العبد للصبر على طاعة الله في ثلاثة أحوال: 1- صبر قبل الشروع في الطاعة بتصحيح النية, وتجنب دواعي الرياء، ولذا قدمه الله تعالى على العمل} إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ {. 2- الصبر حال العمل كي يحقق الإخلاص, ولا يغفل عن الله أثناء العمل، ولا يكسل عن تحقيق آدابه وسنته وأركانه. 3- الصبر بعد الفراغ من العمل، الصبر عن إفشائه والتظاهر به تجنبا للرياء، والصبر عن الإعجاب به، أو الإتيان بما يبطله، فالطاعة تحتاج إلى صبر ومجاهدة. أما الصبر عن المعاصي فيكون بحبس النفس عن متابعة الشهوات, وعن الوقوع في المحرمات، وفي الحديث: «وحفت النار بالشهوات». لأن النفوس تشتهيها, والخير أن يحبس العبد نفسه عن كل معصية. أما الصبر على أقدار الله, فيكون بالرضا والتسليم لقدر الله تعالى، وحبس اللسان عن الشكوى لغير الله تعالى، وحبس القلب عن التسخط والجزع، وحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك.
- واصبروا ان الله مع الصابرين صور
واصبروا ان الله مع الصابرين صور
والمتأمل في هاتين الآيتين يراهما قد رسمتا للمؤمنين في كل زمان ومكان الطريق التي توصلهم إلى الفلاح وإلى النصر. وتأمران بمداومة ذكر الله ، لأن ذكر الله هو الصلة التي تربط الإِنسان بخالقه الذي بيده كل شيء ، ومتى حسنت صلة الإِنسان بخالقه ، صغرت في عينه قوة أعدائه مهما كبرت. وتأمران بطاعة الله ورسوله ، حتى يدخل المؤمنون المعركة بقلوب نقية ، وبنفوس صافية ، لا مكان فيها للتنازع والاختلاف المؤدي إلى الفشل ، وذهاب القوة. وتأمران بالصبر ، أي بتوطين النفس على ما يرضي الله ، واحتمال المكاره والمشاق في جلد. وهذه الصفة لا بد منها لمن يريد أن يصل إلى آماله وغاياته. وقوله سبحانه: ( وَلَا تَنَازَعُوا) أي: لا تختلفوا، ( فَتَفْشَلُوا) أي: تجبنوا وتضعفوا، ( وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) قال مجاهد: نصرتكم. وقال السدي: جراءتكم وجدكم. وقال مقاتل ابن حيان: حدتكم. وقال النضر ابن شميل: قوتكم. وقال الأخفش: دولتكم. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - القول في تأويل قوله تعالى " وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا "- الجزء رقم14. والريح بمعنى نفاذ الأمر وجريانه على المراد ، تقول العرب: هبت ريح فلان إذا أقبل أمره على ما يريد. والله أعلم.
إن مفاجأة المكروه بغتةً لها روعةٌ تزعزعُ القلب وتزعجه، وإن المؤمن الصابر يستسلم لأمر الله تعالى راضيًا بقضائه وقدره، متوكلاً عليه، مفوِّضًا أمره له وذلك عند الصدمة الأولى حال فجأة المصيبة وابتداء وقوعها؛ وذلك لتمام يقينه أنه لا طائل تحت الهلع، ولا مرد فيه للفائت!, hwfv, h Yk hggi lu hgwhfvdk hggi hgwhfvdk i,