العفو من الأمثة على ذلك عفوه عن أبي سفيان يوم فتح مكة، على الرغم من كل ما فعله بالمسلمين، وقد منحه زيادة عن العفو، حيث جعل له ما يفخر به فقال عليه السلام: (من دخلَ دارَ أبي سفيانَ فَهوَ آمِنٌ) [صحيح أبي داوود]، عدا عن موقف عفوه عن المرأة اليهودية التي أهدته الشاة المسمومة. التبسّم في وجه المسلمين، وممازحتهم من ذلك أن عجوزاً أتت إليه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالتْ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أن يُدخلَني الجنَّةَ فقال: ( يا أمَّ فلانٍ إنَّ الجنَّةَ لا تدخُلها عجوزٌ قال فولَّتْ تَبكي فقال أخبِروها أنها لا تدخلُها وهي عجوزٌ إنَّ اللهَ تعالى يقول: ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا) [الواقعة: 36،35]) [ السلسلة الصحيحة]. أخلاق أخرى التكلم على قدر الحاجة، فكان لا يطيل الحديث بما لا فائدة فيه ولا يقصره. خدمة نفسه بنفسه: فقد كان يذهب إلى الأسواق ويحمل بضاعته بيده، ويخصف نعله، ويكنس داره، ويعقل بعيره. الكرم: فكان يكرم ضيفه، ويطعمه، فإذا جاءه رجل يطلب بردته التي كان يلبسها، فإنه يعطيه إياها. صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الأخلاقية - مقال. الصبر: فكان يصبر على الشدة والبلاء، فقد صبر على أذى قومه له في بداية دعوته إلى الله.
كما قال جابر بن سمرة: وَكانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ. طول القامة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متوسط القامة، ليس بالقصير ولا شديد الطول، فقط كان متوسطاً في القامة، وهذا ما قاله البراء بن عازب رضي الله عنه أنه: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مربوعًا، بعيدَ ما بينَ المنكبينِ، له شعرٌ يبلغُ شحمة أُذُنَيهِ، رأيتُه في حُلَّةٍ حمراءَ لم أرَ شَيئاً قطُّ أحسن منه. شعر الرسول صلى الله عليه وسلم: أما شعره الكريم عليه الصلاة والسلام، فكان لونه شديد السواد وليس بالجعد القطط، ولا الناعم المسترسل، وكان طوله يبلغ شحمة الأذنين، وهذا ما وصفه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: ليسَ بجَعْدٍ قَطَطٍ، ولَا سَبْطٍ رَجِلٍ. خاتم النبوة: كان هناك ما يعرف بخاتم النبوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الخاتم بين كتفيه وكأنه شامة بارزة، فقد روي عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه قال: ورأيتُ الخاتمَ عند كتفِه مثلَ بيضةِ الحمامةِ، يُشبِهُ جسدَه. طيب الرائحة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصف بطيب الرائحة، وهذا ما رواه بعض الصحابة الكرام الذين خالطوه كثيراً ومنهم أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أزهرَ اللونِ، كأنَّ عرقَه اللؤلؤُ، إذا مشى تكفَّأَ، ولا مسستُ ديباجةً ولا حريرةً ألينَ من كفِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
تعامل الرسول مع زوجاته فيما يأتي صور مشرقة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته [٤]: تتمثّل معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم في علاقته مع زوجاته بالمواساة، وتقدير المشاعر والتخفيف من الأحزان، إذ يسمع شكواهنّ ولا يهزأ بكلماتهنّ مطلقًا، فعن أنس أنه قال: (بلَغَ صَفيَّةَ أنَّ حَفصةَ قالتْ: بِنتُ يَهوديٍّ. فبكَتْ، فدخَلَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهي تَبكي، فقال: ما يُبكيكِ؟ فقالتْ: قالتْ لي حَفصةُ: إنِّي بِنتُ يَهوديٍّ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّكِ لابنةُ نَبيٍّ، وإنَّ عَمَّكِ لنَبيٌّ، وإنَّكَ لتَحتَ نَبيٍّ، ففيمَ تَفخَرُ عليكِ؟ ثُمَّ قال: اتَّقي اللهَ يا حَفصةُ) [تخريج سير أعلام النبلاء|خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]. كان الرسول عليه الصلاة والسلام رحيمًا ومحبًّا، إذ كان يخصف نعله، ويرقّع ثوبه بنفسه كما وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها. كان الرسول عليه الصلاة والسلام يشارك زوجاته المشرب والمأكل من الإناء نفسه مما دلّ على عظيم محبته لهنّ، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كنتُ أشربُ منَ القدَحِ وأنا حائضٌ فأناولُهُ النَّبيَّ فيضعُ فاهُ على موضعِ فيَّ فيشربُ منْهُ وأتعرَّقُ منَ العرقِ وأنا حائضٌ فأناولَهُ النَّبيَّ فيضعُ فاهُ على موضعِ فيَّ) [صحيح النسائي|خلاصة حكم المحدث: صحيح].