أما من سوّدَ كتابَه بالشركِ والبدعِ والذنوبِ وأخذَ كتابَه بشماله من وراء ظهره، فلا تَسَلْ عن حالهِ من الحسرةِ والندامة، والخزيِ والهوانِ يومَ القيامة، أعاذني اللهُ وإياكم ووالدِينا، قال تعالى (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ) _أي قراءةَ سرورٍ وبهجةٍ، على ما يرون فيها مما يُفْرِحُهُم ويَسُرُّهمْ_ (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) أي مما عملوه من الحسنات.
إن الأمة الإسلامية في حاجة ماسة إلى العلم، فما سادت أمة إلا به، ولا تقدم شعب إلا بنشره وحض الجيل على تعلمه،وشتان بين مجتمع يربي ناشئته على محبة العلم وتقديره، ومجتمع لا يلقي لذلك بالاً. والعلم يشمل كل ما يجب على المسلم المكلف تعلمه ليعرف كيف يعبد ربه، وكيف يتعامل مع الناس بيعاً وشراء، أخذاً وإعطاءً، ويأخذ بأسباب المعرفة والإدراك لجميع مناشط الحياة وأنواع علومها المختلفة، وكيفية التعامل مع الآلة الحديثة التي لا تستغني عنها المجتمعات الآن وعن كيفية تعاطيها واستعمالها. ولو تعاملنا مع أجواء الدراسة بهذه النظرة الشمولية للعلم ومسيس الحاجة إليه لتغيرت مفاهيم كثيرة لدى الطلاب وأولياء أمورهم، ولدى المدرسة ومعلميها. في جنة عالية قطوفها دانية حروف واسماء. فوصيتي لطلابنا وطالباتنا أن يخلصوا نياتهم، ويشدوا من عزمهم، ويصدقوا في طلبهم، وأن يجدوا ويجتهدوا من أجل الوصول إلى غايتهم، ولا يكون هم أحدهم الحصول على الشهادة من أجل عرض دنيوي، إنما يكون همهم أسمى من ذلك، فيطلبون العلم من أجل نفع أنفسهم ومجتمعهم وأمتهم، وكلما صدق الطلاب في ذلك كلما حصل لهم التوفيق والإعانة. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} (فاطر:32ـ 35).
اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام، وسيئ الأسقام. ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
شاب عمره سبعة عشر عاماً يشم رائحة الجنة وهو مازال في إسعاف المستشفى العسكري ، سئل أباه على أي شيء ابنك هذا ؟ قال ابني هذا منذ بلغ فهو متعهدنا لصلاة الفجر ، ومنذ بلغ فهو صاحب قيام ليل ، ومنذ بلغ فهو في الصلاة في الروضة ، ومنذ بلغ فهو محافظ على تحفيظ القرآن ، وهو من الأوائل في الصف الثاني ثانوي علمي. إخواني هذه القصة لا تحتاج إلى شرح وإنما تحتاج إلى همة و غبطة وغيرة ثم عمل و إجتهاد ، فقط لنغار من هذا الشاب نحن من تعدينا السنوات ، تلك الصلوات وحالنا في الصلوات يعلم به الله. وهنا أقول أسأل نفسي وأسأل منتفوته صلاة الفجر ، أو من يضع ساعة على الدوام ، أو على المدرسة لأولاده. وقفات مع نتائج الثانوية العامة - هبة حلمي الجابري - طريق الإسلام. جهز جوابك للعزيز الرحمن ذي الطول شديد العقاب إذا سألك على الصراط لماذالم تضع ساعتك لصلاة الفجر لتصلي؟ لن يكون لديك جواب! ولكن جهز الجواب ، وإن أنت تعلم أن ليس لديك جواباً فاتق الله وصل الفجر في جماعة.
وإِذَنْ: فالحياةُ التي يقطع المؤمنُ أشواطَها في الاستزادة من صالح القول والعمل، خيرٌ يُرغَب فيه، ويُحرَص عليه، والموتُ راحةٌ له من الفتن والشرور والآثام، بالسلامة من غوائلها، والتردِّي في وَهْدَتِها، ولاسيما مع استحكام العلة، وغلبة الضَّعْف، وندرة الْمُعِين؛ ولهذا جاء في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا: " وإذا أردتَ في قومٍ فتنةً فاقْبِضْنِي إليكَ غيرَ مفتونٍ... " الحديثَ. صلاح الدنيا والدين - ملتقى الخطباء. فاتقوا الله -عباد الله-، وليكن لكم في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حسن التأسِّي والاتباع، وكمال الاقتداء به، في دوام التطلُّع إلى الله -تعالى- بصلاح الدين والدنيا والآخرة، فهو منتهى الأمل، وغاية الرجاء، لكل مَنْ عاش على الغبراء من عباد الله البررة الأتقياء. نفعني الله وإيَّاكم بهدي كتابه، وبسُنَّة نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولكافَّة المسلمين من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله، واسع العطاء والجود، أحمده -سبحانه-، وأشهد أن لَا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وهو الربُّ الإلهُ المعبودُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا، عبدُ اللهِ ورسولُه، صاحبُ الحوضِ المورودِ، والمقامِ المحمودِ، اللهم صلِّ وسلِّم، على عبدِكَ ورسولِكَ محمد، وعلى آله وصحبه.
الخطبة الأولى: الحمد لله رب العالمين، خلق الإنسان وعلمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له امتن على أمة الإسلام بنعمة العلم والإيمان، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله أعلم الناس برب العالمين، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي وصية الله تعالى للأولين والآخرين، {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ.. }(النساء:131). عباد الله: ها هي الأيام والشهور تمضي سريعاً، فبعد أن كان الناس ينتظرون الإجازة ليلقوا عن أنفسهم عناء الجد والاجتهاد، وليجددوا نشاطهم وحيويتهم، ها هم اليوم يستعدون لاستقبال عام دراسي جديد، وتلك آية عظيمة من آيات الله جل وعلا ليبين للخلائق حقارة الدنيا، وسرعة انقضائها، ولكي يستعد المرء لما بعدها من شدائد وكربات، وحساب وجزاء. عباد الله: انقضت الإجازة، وطُويت معها صحائف أعمالنا في تلك الفترة، فمن تزود فيها بالحسنات فهو الرابح يوم يقف بين يدي رب العباد، فيأخذ كتابه بيمينه {.. فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}(الحاقة:19ـ24).
ويخطئ من يتخذ مهنة التعليم والتربية على أنها مصدر رزق ودخل فحسب، لكن الأمر أعظم من ذلك، فكلما أخلص المعلم في نيته وصدق في تعليم الطلاب والطالبات، وبذل الأسباب الموجبة لتفوقهم نال الخير العظيم والثواب الجزيل.
Aug 19 2020 صيام يوم عاشوراء له فضل عظيم وحرمة قديمة وصومه لفضله كان معروفا بين الأنبياء عليهم السلام وقد صام نوح وموسى عليهما السلام يوم عاشوراء فقد جاء عن أبى هريرة – رضى الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال. هل يثبت أجر عاشوراء لمن نوى صيامه أثناء اليوم - الإسلام سؤال وجواب. محمد العريفي قصة عاشوراء. ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل صيام يوم عاشوراء أنه يكفر ذنوب سنة ماضية وكان النبي -عليه السلام- يتحرى صيامه دائما وقال ابن عباس-رضي الله عنه- في ذلك. صيام عاشوراء من الأحكام الفقهية التي اختلف فيها وذلك لأنها من الأحكام المنسوخة أي التي كان لها حكم معين ثم غير حكمها بتشريع آخر وقد كان صيام يوم عاشوراء أول ما كان فرض ولكن حكمه تغير بعد فرض صيام شهر رمضان حيث خرج من الفرضية إلى الاستحباب.
في الحديثِ: فضلُ صومِ يومِ الاثنينِ. وفيه: فضلُ صومِ يومِ عاشوراءَ. وفيه: فضلُ صومِ يومِ عرَفةَ. وفيه: فضلُ صومِ شهرِ رمضانَ. وفيه: لُطفُ اللهِ عزَّ وجلَّ بعبادِه، والتَّيسيرُ عليهم، ورفعُ المشقَّةِ والحرَجِ عنهم. مصدر الشرح:
- هل يمكن الجمع في النية بين صيام الثلاثة أيام من الشهر وصيام يوم عرفة؟ قال ابن عثيمين: «صوم يوم عرفة المقصود أن يأتي عليك هذا اليوم وأنت صائم، سواء كنت نويته من الأيام الثلاثة التي تصام من كل شهر، أو نويته ليوم عرفة، لكن إذا نويته ليوم عرفة لم يجزىء عن صيام الأيام الثلاثة، وإن نويته يوما من الأيام الثلاثة أجزأ عن يوم عرفة، وإن نويت الجميع كان أفضل». يكفر السنة التي قبله صيام - كنز الحلول. - هل يجوز صوم يوم الجمعة منفردا، إن وافق يوم عرفة؟ «شرع صوم يوم عرفة إذا صادف يوم جمعة ولو بدون صوم يوم قبله». - هل يجوز صوم يوم السبت منفردا، إن وافق يوم عرفة؟ «يجوز صيام يوم عرفة مستقلا سواء وافق يوم السبت أو غيره من أيام الأسبوع لأنه لا فرق بينها؛ لأن صوم يوم عرفة سنة مستقلة وحديث النهي عن يوم السبت ضعيف لاضطرابه». - ما حكم من صام يوم عرفة بقصد التطوع وعليه أيام من رمضان؟ «من صام يوم عرفة بقصد التطوع وعليه أيام من رمضان فصيامه صحيح، والمشروع له أن لا يؤخر القضاء». - هل يجزيء صيام يوم عرفة وستة من شوال عن صيام الكفارة؟ «لا يجزئ صيام يوم عاشوراء وعرفة وستة من شوال عن كفارة اليمين إلا إذا نوى بصيامها أنه عن الكفارة لا التطوع».
وفي هذا الحَديثِ مِن رِوَايَةِ شُعْبَةَ قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ؟ فَسَكَتْنَا عن ذِكْرِ الخَمِيسِ لَمَّا نُرَاهُ وَهْمًا. [وفي رواية]: بمِثْلِ حَديثِ شُعْبَةَ غيرَ أنَّهُ ذَكَرَ فيه الاثْنَيْنِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الخَمِيسَ.
وعسى الله أن يجعل في فوات مثل هذا الأجر الخاص عنك وعمَّن هم مثلك في الحرص خيراً ، وذلك بما يقوم في القلب من الإحساس بفوات هذا الأجر فيدعو الإنسان للاجتهاد في العمل الصالح مما يورث طاعات عديدة قد يكون أثرها على القلب أبلغ مما قد يحصل للإنسان من الطاعة المعينة التي قد يركن إليها بعض الناس فتكون سبباً في تكاسلهم عن الطاعات وقد تكون سبباً في عجبه بنفسه وامتنانه على الله بهذه الطاعة. نسأل الله أن يرزقنا من فضله وأجره ، وأن يعيننا على ذكره وشكره.