سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل وعلى كلٍّ؛ فقد اهتمَّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بسَلِّ ما في صدور أهل دومة الجندل من ضغائن، واهتمَّ بإقرار السلام بينه وبينهم منذ وقت مبكِّر، فأرسل –صلى الله عليه وسلم- عبدَ الرحمن بن عوف –رضي الله عنه- في العام السادس من الهجرة على رأس سريَّة إلى دُومة الجندل؛ ليدعو فرع «بني كلب» إلى الإسلام، وهي السريَّة التي انتهت بإسلام ملكهم الأصبغ بن عمرو الكلبي مع خَلْقٍ كثير من قومه، وبقاء طائفة منهم على النصرانيَّة مع الرضا بالجزية، كما تزوَّج عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- تماضر بنت الأصبغ عملاً بوصية النبي –صلى الله عليه وسلم (2). وهنا يبدو لنا الرسول –صلى الله عليه وسلم- حريصًا على إحلال السلام والوئام مع هذه القبيلة وغيرها من قبائل العرب، فهو يُرسل إليهم مَنْ يدعوهم، لا مَنْ يسفك دماءهم، وعندما أسلم ملكهم، عمِل على تقوية أواصر الصداقة بينه وبين المسلمين من خلال نصيحته –صلى الله عليه وسلم- لعبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- بأن يتزوَّج ابنة سيِّد القوم؛ ليعلم الرجل أن إسلامه لم يزده إلاَّ عزًّا، بمصاهرته لقائد الجيش الذي هو من المقرَّبين للرسول –صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المُبَشَّرين بالجنَّة، وهذه الطريقة تفتح الباب أمام كل الزعامات النصرانية للتفكير في الإسلام، أو على الأقلِّ في مسالمة المسلمين.
ما هي طبيعة علاقة الرسول مع دومة الجندل ؟| قصة الإسلام
كتاب: فتوح البلدان (نسخة منقحة)
وأما الفواطم، فقال الهروي والأزهري والجمهور: إنهن ثلاث: فاطمة بنت رسول الله –رضي الله عنها، وفاطمة بنت أسد -وهي أم علي بن أبي طالب –رضي الله عنه، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي- وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب. انظر: النووي: المنهاج 7/152.