عندما تقرأ كلمات محمود درويش، في قصيدته "تنسى… كأنك لم تكن"، من ديوانه "لا تعتذر عمّا فعلت": "تُنسى، كأنك لم تكن، تُنسى كمصرع طائر، ككنيسة مهجورة تُنسى، كحب عابر، وكوردة في الليل، أنا للطريق، هناك من سبقت خُطاه خطاي، هناك من نثر الكلام، على سجيته ليدخل في الحكاية، تنسى". عندما تستمع لها بغناء الفنان السوري سميح شقير، هذه الأغنية تشعر كم يمكن أن تجتمع القسوة والجمال معًا. أكاد أهرب من الأغنية لقسوة الكلمات، وكثيرا ما انتقل للأغنية التالية لوجع هذه الأغنية، فكم صعبٌ أن تُنسى، كما لو لم تكن! الشاعر محمود درويش في قصيدة "تنسى كانك لم تكن" وإشكالية الابداع. ولكن التعبير قوي للغاية وموسيقى شقير تقدّمه بأداء جميل وموسيقى أخاذة يدفع للاستماع والتأمّل. تساءلت يوما، ربما بسذاجة يغفرها لي عدم تخصصي بالأدب: هل للقصيدة علاقة بزواجَي محمود درويش القصيرين؟! قبل أيّام وأنا أرى أجزاء جديدة من فلسطين لم أرها في حياتي، خطرت خواطر كثيرة كانت القصيدة تقفز لها! فمدن فلسطين الساحلية جميلة جدا حدّ البهاء ولكن حقيقة أنّها محتلة ومستعمرة من عنصريين إقصائيين أمر قاس جدّا، وحقيقة أنّ كل الحلول السياسية، سواء ما ادّعينا أنّها مؤقتة مرحلية تكتيكية، أو استراتيجية حقيقية دائمة تدور حول الضفة الغربية وقطاع غزة.
تُنسى' كأنَّكَ لم تَكُنْ تُنْسَى كمصرع طائرٍ ككنيسةٍ مهجورةٍ تُنْسَى' كحبّ عابرٍ وكوردةٍ في الليل.... تُنْ… | Arabic love quotes, Aesthetic art, Quotations
صيفٌ وعَرَقٌ, وخيال يعجز عن رؤية ما وراء الأفق. واليوم أفضلُ من الغد. لكنَّ القتلى هم الذين يتجدّدون. يُولَدُون كُلَّ يوم. وحين يحاولون النوم يأخذهم القتلُ من نعاسهم إلى نومٍ بلا أحلام. لا قيمة للعدد. ولا أَحد يطلب عوناً من أحد. أصوات تبحث عن كلمات في البرية ، فيعود الصدى واضحاً جارحاً: لا أَحد. لكن ثمَّـةَ من يقول: ((من حق القاتل أن يدافع عن غريزة القتل. أمَّا القتلى فيقولون متأخرين: من حق الضحية أن تدافع عن حَـقِّها في الصراخ)). يعلو الأذان صاعداً من وقت الصلاة إلي جنازات متشابهة: توابيتُ مرفوعةٌ على عجل ، تدفن علي عجل… إذ لا وقت لإكمال الطقوس ، فإنَّ قتلي آخرين قادمون ، مسرعين ، من غاراتٍ أخرى. قادمون فُرَادي أو جماعات… أو عائلةً واحدةً لا تترك وراءها أيتاماً وثكالي. تنسى كأنك لم تكن. السماء رماديَّةٌ رصاصية ، والبحر رماديٌّ أزرق. أَمَّا لون الدم فقد حَجَبَتْهُ عن الكاميرا أَسرابٌ من ذباب أَخضر! للمزيد يمكنك قراءة: بحث عن اشعار محمود درويش كلمات ليتني حجر: لا أَحنُّ إلى أيِّ شيءٍ فلا أَمس يمضي, ولا الغَدُ يأتي ولا حاضري يتقدِّمُ أَو يتراجَعُ لا شيء يحدث لي! ليتني حَجَرٌ ـ قُلْتُ ـ يا ليتني حَجَرٌ ما ليصقُلَني الماءُ أَخضرُّ ، أَصفَرُّ … أُوضَعُ في حُجْرَة مثلَ مَنْحُوتةٍ ، أَو تماريـنَ في النحت… أو مادَّةً لانبثاق الضروريِّ من عبث اللا ضروريّ … يا ليتني حجرٌ كي أَحنَّ إلي أيِّ شيء!