نشيد أمام البحر الصف الثالث ابتدائي الفصل الثالث المنهج الجديد 1443هـ - YouTube
ومضى قائلا "من المفترض أن يبحث السودان عن مصالحه، وما هي مصلحته في وجود قاعدة عسكرية، وماذا يريد الشعب السوداني". وصدق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 على إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان قادرة على استيعاب سفن تعمل بالطاقة النووية. ومن المفترض أن تضم القاعدة نحو 300 فرد من عسكريين ومدنيين، ويمكن استخدامها في عمليات الإصلاح والتموين وإعادة الإمداد لأفراد أطقم السفن الروسية، ويحق للجانب السوداني استخدام منطقة الإرساء، بالاتفاق مع الجهة المختصة من الجانب الروسي. امام البحر قد وقف كلمات – بطولات. وتحدد الاتفاقية إمكانية بقاء 4 سفن حربية كحد أقصى في القاعدة البحرية، ويحق لروسيا أن تنقل عبر مرافئ ومطارات السودان أسلحة وذخائر ومعدات ضرورية لتشغيل تلك القاعدة. إلا أن السودان قرر في أبريل/نيسان 2021 تجميد الاتفاق مع روسيا، وفق تصريحات مصدر سوداني رفيع المستوى لمراسل الأناضول. وفي الثاني من يونيو/حزيران الماضي، أعلن رئيس أركان الجيش السوداني محمد عثمان الحسين أن بلاده بصدد مراجعة الاتفاقية العسكرية مع روسيا بما فيها القاعدة على البحر الأحمر. كما أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن الخرطوم لديها ملاحظات على الاتفاق مع روسيا لإنشاء القاعدة البحرية.
فرص الوساطة أبدت أوكرانيا موافقتها منذ اللحظة الأولى لعرض الوساطة التركية بما في ذلك عقد قمة تجمع الرئيسين بوتين وزيلينسكي، لكن روسيا لم تُبْدِ نفس الحماسة، ورغم أن بوتين أعلن نيته زيارة أنقرة إلا أنه كان أقرب إلى الاعتذار اللبق منه إلى نية حقيقية للزيارة في ذلك الوقت إذ علق الكرملين الأمر بـ"ظروف عمل الرئيس وظروف جائحة كورونا". ورغم ذلك، فقد ساعدت العوامل سالفة الذكر والتفصيل، إضافة لإبقاء تركيا قنوات التواصل مع روسيا مفتوحة وفاعلة، على فرصة قائمة ولو لاحقاً للوساطة التركية، وهو ما حدث. امام البحر قد وقفا. ذلك أن عدم حسم روسيا الحرب بالسرعة التي كانت تخطط لها وتتوقعها، والعقوبات الاقتصادية الشاملة التي تعرضت لها، والمقاومة التي أبدتها أوكرانيا مع الدعم العسكري الذي قدم لها، رغم محدوديته، أسهمت كلها في تليين الموقف الروسي برأينا، ما دفع موسكو للتجاوب مع مبادرة أنقرة، حتى ولو من باب مواجهة البروباغندا الغربية التي أظهرتها متعنتة ورافضة للحلول السلمية. وعلى هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الأسبوع الماضي، نجحت أنقرة في جمع وزيري خارجية البلدين مع وزير خارجيتها، وهو الذي عُدَّ الاختراق الأهم منذ اندلاع الحرب. ورغم أن اللقاء خرج دون اتفاق ما، وهو ما كان متوقعاً بالتأكيد، فإن تصريحات لافروف وكوليبا الإيجابية بعد اللقاء الثلاثي أوحت بإمكانية البناء عليه.
كما أن أي وساطات أخرى قد تنشأ، من قبل طرف مثل الصين مثلاً، لن تنهي الوساطة التركية بل يمكن أن تتزامن الوساطات والمبادرات وتتوازى. وبغض النظر عن النتيجة النهائية لهذه الجهود، إلا أن موقف تركيا في الأزمة حتى اللحظة يحظى برضى كل من روسيا وأوكرانيا، وكذلك بعض الدول الداعمة لأوكرانيا في الحرب من باب أنها تبقي مساراً للحديث مع موسكو والتأثير عليها، بل إن المعارضة التركية في مجملها تمتدح أداء حكومة بلادها في الأزمة منذ بدايتها حتى الآن، وهو أمر نادر الحدوث في تركيا مؤخراً.