مجلة الرسالة/العدد 757/من آثار الإسلام في الهند تاج محل للدكتور عبد الوهاب عزام بك وزير مصر المفوض في المملكة السعودية ملنا عن الجادة الكبرى في أكرا صوب المشرق فرأينا حجرات وقباباً متفرقة ثم دخلنا ساحة واسعة في جانبها من الشرق والجنوب رواقان كبيران كأنهما أعدا لإيواء الزائرين والحراس. والى الشمال مدخل المزار وهو كالمداخل الأخرى، عقد رفيع تتصل به حجرات في طبقتين. وهو أصغر من مدخل مزار جلال الدين أكبر الذي وصفناه قبلاً؛ ولكن فيه من الضخامة والعلاء والجمال ما يؤهله أن يكون مطلعاً للقصيدة الرائعة التي وراءه. شركة تنسيق حدائق في راس الخيمة - : generalmaintence1. وعلى طاق المدخل الداخلي كتبت سور من القرآن: الضحى، وألم نشرح، والتين. وقد خطت الآيات بخط يختلف كبراً وصغراً على نسبة بعده عن الناظر فيرى القارئ ما بعد منه وما قرب بمقدار واحد. فإذا التفت القارئ إلى الحديقة وأحواضها ونافوراتها وهذا الهيكل الجميل المائل في وسطها، ازدحمت على بصره وعقله وقلبه مناظر وأفكار وعواطف تقفه معجباً مرتاعاً. حديقة فسيحة ناضرة يزدحم فيها الشجر، وتتشابك الأغصان والتاج في الوسط، وفي أقصى الحديقة إلى اليمين والشمال بناءان تطفو قبابهما من بعيد على هذه اللجة الخضراء، وسنذكرهما بعد.
مجلة المقتبس/العدد 19/خرائب مدينة بمبي كان اسم بمبي يطلق في القرون الخالية على مدينة أنشأها الرومأن في سفح جبل يزوف (في إيطاليا) مدينة توفرت فيها دواعي الهناء فأحبها عظماء البلاد وأصحاب الوظائف العليا فكانت مباءتهم في تلك الجنة. شادوا قصورا يختلفون إليها في الأحايين ليسروا عن أنفسهم الهموم ويجددوا ما فقدوا من قومهم في مشاغل السياسة. ومما كان يزيد جمال تلك المدينة أنهم كانوا يزينون جدران بيوتها ومنازلها بأنواع النقوش الملونة بالأنواع السبعة المعروفة وفي آخر كل الشوارع كان نبع يجلس بجانبه المرء وأمامه الحدائق الغناء يشرف على بحر الروم وتتجلى له المناظر البديعة فيخال أنه في جنأن السماء ويتمنى لو يبقى هناك أبد الدهر. إلى هناك كان الناس يتقاطرون فرادى وأزواجا فيفرح المكروب كربته ويتناسى المنكوب نكبته ويزيد عدد المتنزهين يوم تروق السماء فيجتمعون على تباين المشرب وقد تحلى بعضهم بالملابس الأرجوانية وجلس الآخر على مقاعد الرخام يستظلون فكان البيت في تلك المدينة كقصر صغير لا يقل في فخامته عن القصور هذا الزمان أو هياكل أسلافنا الأولين. كانت مساكن عظماء الرومأن في بمبي مثال الرونق والجمال ونموذج الأبهة والكمال على أحد تلك القصور زائر فيجتاز المدخل المزين بالعمد الكثيرة ثم يأتي الردهة العظمى التي كان صاحب المنزل يستقبل الضيوف فيها بالحفاوة والإكرام ويصغي إلى شكاوي المظلومين ويسمع مصانعات المنأفقين وفيها كان يودع ماله يضعه في صناديق الحديد ويكل أمره إلى رب المنزل.