المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب {طسٓۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡقُرۡءَانِ وَكِتَابٖ مُّبِينٍ} (1) مقدمة السورة: النمل مكية ، وعدد آياتها ثلاث وتسعون آية. وقد ابتدأت بالحروف الصوتية تنبيها لمنزلة القرآن الذي يجانس كلام العرب ، ومع ذلك أعجزهم ، وهي فوق ذلك تنبيه لمن يتغافل عن الاستماع ، وجاءت بعد ذلك بقصة موسى ، وذكر بعض معجزاته عليه السلام وقصة داود عليه السلام ووراثة ولده سليمان لملكه ، وحشر الجن والإنس والطير له ، وفهمه عليه السلام لكلام الحيوان ، وشكره هذه النعمة ، ثم غيبة الهدهد ، ومجيئه بقصة بلقيس ، وعبادتها وقومها للشمس ، وإرسال سليمان عليه السلام إليها كتابا ، وردها عليه بهدية بعد استشارتها قومها ، وإحضار عرشها عن طريق من عنده علم من الكتاب ، ودخولها قصر سليمان الذي أدهشها ، فأعلنت طاعتها وإيمانها به. 27. سورة النمل - Al Naml مصورة من المصحف الشريف. وقد ذكرت قصة صالح مع قومه وقصة لوط عليه السلام وقومه ، ونجاته وأهله وإهلاك الفاسقين ونبهت السورة الكريمة إلى ما في خلق السماوات والأرض من دلائل على قدرته ووحدانيته. وأشارت إلى مقام القرآن الكريم في الدعوة ، وإعراض المشركين عنه مع كمال إعجازه وذكرت ما سيكون من خروج دابة تكلم الناس أنهم كانوا بآياتنا لا يوقنون.
أو مُنقادين مستسلمين 32 تشهدونِ تحضرون. أو تشيروا عليّ 33 أولوا بأس أصحاب نجدة وبلاءٍ في الحرب 37 لا قِبَل لهم بها طاقة لهم بمقاومتها هم صاغرون ذليلون بالأسر والإستعباد 40 الذي عنده علم آصَـفُ أو جبريل أو ملك آخر طرْفك نظرك. أو جفن عينك بعد فتحه ليبلُوَني لِيخْـتبرني ويمتحنني 41 نكّروا غيّروا 44 ادخلي الصّرح القصر. سورة النحل من المصحف المعلم المصور المرمز بالألوان بصوت الشيخ محمود خليل الحصري - YouTube. أو ساحته أو بركته حسبته لُجّة ظنّـتـه ماءً غزيرا صرح ممرّد مُمَـلّس مُسوّى من قوارير زجاج شفّاف 47 اطّيّرنا تشاءمنا حيث أصبنا بالشّداد طائركم عند الله شؤمكم عملكم المكتوب عليكم عنده تعالى قوم تُفتنون يفتنكم الشّيطان بوسوسته 48 تسعة رهط أشخاص من الرّؤساء مع كلّ رهط 49 تقاسموا بالله تحالفوا بالله.
وفي صحيح مسلم: " يقول الله تعالى: يا عبادي لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، كانوا على أفجر قلب رجل منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا. يا عبادي ، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم [ ثم أوفيكم إياها] { [22050]} فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " { [22051]}.
وضرب حكمة خُلقية دينية وهي: { من شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كَفر فإن ربي غني كريم} ؛ فكل متقرب إلى الله بعمل صالح يجب أن يستحضر أن عمله إنما هو لنفسه يرجو به ثواب الله ورضاه في الآخرة ويرجو دوام التفضل من الله عليه في الدنيا ، فالنفع حاصل له في الدارين ولا ينتفع الله بشيء من ذلك. فالكلام في قوله: { يشكر لنفسه} لام الأجْل وليست اللام التي يُعدى بها فعل الشكر في نحو { واشكُروا لي} [ البقرة: 152]. والمراد ب { من كفر} من كفر فضل الله عليه بأن عبَد غير الله ، فإن الله غني عن شكره وهو كريم في إمهاله ورزقه في هذه الدنيا. سورة النمل من المصحف. وقد تقدم عند قوله فيما تقدم: { قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك} [ النمل: 19]. والعدول عن الإضمار إلى الإظهار في قوله: { فإن ربي غني كريم} دون أن يقول: فإنه غني كريم ، تأكيد للاعتراف بتمحض الفضل المستفاد من قوله: { فضل ربي}.