وفي كلمته أمام الجمعية قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية:"يسعدني أن التقى بكم اليوم في لقاء الجمعية العمومية للجنة أصدقاء المرضى، وهو لقاء لأجل عمل من أعمال الخير، ونشر البر، ليكون تجسيدا لتوجهات هذه اللجنة ورسالتها في خدمة مجتمع المنطقة، وترجمة لأدائها الإنساني والاجتماعي النبيل، عبر سنوات طوال من العمل المخلص والأمين في خدمة أبناء وأهالي المنطقة، في مجال العمل التطوعي الذي يحتاج إليه مجتمعنا، كما يحتاج إليه كل مجتمع إنساني ويعكس الدور الكبير الذي يقدمه رجال الأعمال في هذا المجال النبيل.
[2] تقديم العلاج مجانًا هذا الأمر يكون من اختصاص بعض الأطباء أو المتخصصين بهذه الأمراض لمساعدة الغير قادرين على تكاليف العلاج، من خلال تقديم خدماتهم الطبية بأجر رمزي مثلاً أو مجانا لغير القادرين، أو المساعدة في إمداد الغير قادرين على شراء الأدوية من خلال دعمهم بالأدوية التي يحتاجونها بسعر رمزي أو مجاناً وفق قدرة المريض. منصة العمل التطوعي الصحي. [3] تقديم الدعم النفسي والاقتصادي والاجتماعي هذه الطريقة من الممكن أن تناسب كل فئات المجتمع سواء المتخصصين في المجال الطبي أو لا، فمن الممكن من خلال هذا النشاط أن تقوم مجموعة من الأشخاص بتقدم الدعم النفسي إلي المرضي حتى يهونوا عليهم المرض، وهذا الفعل نجده بشكل كبير مع مرض السرطان. بالفعل تقوم العديد من المؤسسات بعمل بعض الحفلات لمرضى السرطان وخصوصاً الأطفال حتى يدخلوا إلى قلبهم السرور، ويهونوا عليهم المرض وصعوبته، ونجد العديد من المشاهير يقومون بهذا العمل بشكل كبير حتى يرفعوا من الروح المعنوية لمرضى السرطان، وكذلك تقديم الدعم النفسي لمرضى الإدمان لمساعدتهم على الخروج من تلك البؤرة، وكذلك دعم المصابين بالاكتئاب والوقوف معهم حتى يتخطوا محنتهم النفسية. [4]
د - إشباع الحاجة إلى الانتماء والحب: حينما يُشبِع الفرد حاجاتِه الفيزيولوجية وحاجاته الأمنية بصفة أساسية وطبيعية، تظهر له الحاجات الاجتماعية كدافع رئيس يوجِّه سلوكه. وهذه الحاجات الاجتماعية تتعلق برغبة الفرد في أن يشعر بالانتماء للآخرين، وبقبول الآخرين له، وبالصداقة والمودَّة. وفي الوقت نفسه يرغب أيضاً بأن يعطي هو نفسه الصداقة والمودَّة للآخرين»[2]. و - إشباع الحاجة إلى المسؤولية: من الحاجات الملِحَّة للإنسان الحاجة للمسؤولية؛ حيث تُشْعِرُه بأنه بلغَ مصافَّ الرجال الكبار ومنزلتهم، إضافة إلى أنها تصرِفُه عن كثير من مظاهر العبث واللهو، وتُشعِرُه أنه فوق ذلك كلِّه. وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يدرِّب أصحابه على حَمْل المسؤولية في شتى المناسبات؛ ليضطلعوا بأعباء القيادة من بعده؛ فكان يستشيرهم في كل مناسبة، وكثيراً ما يعدل عن رأيه إلى رأيهم[3]، وهذا ما تبنيه المؤسسات التطوعية الخيرية في نفوس أبنائها؛ فهي تزيد الثقة بالنفس والقدرة على تحمُّل المسؤولية. أمير الشرقية: "اصدقاء المرضي" خطوة رائدة في العمل التطوعي - صحيفة المختصر الإخبارية. 2 - توجيه الانفعالات وضبطها: عرَّف علماء النفس الانفعالات بتعريفات عدة، منها: أنها تغيُّر مفاجئ يشمل الفرد كلَّه (نفساً وجسماً). والممارس للعمل التطوعي، هو مِن أقدر الناس على توجيه انفعالاته وضَبْطها؛ وذلك لأنه تمرَّس من خلال المواقف التي يشارك فيها عبر مجالات التطوع على كيفية التعامل مع تلك الانفعالات.
[٢] أمّا الحاجة الثالثة التي يشبعها التطوّع فهي: إشباع الحاجة إلى احترام وتقدير الذّات: فدائمًا ما يسعى الإنسانُ إلى كسب الاحترام والتقدير من ذاته أوّلًا، والآخرين ثانيًا، والشعورُ بعكس ذلك يوّلد في النّفس الإحساسَ بالعجز والضّعف والشعورِ بالفشل وضعفِ العزيمة وقِلّةِ الشّغف؛ لذلك يحتاج دائمًا إلى ما يبعث في نفسه وفي نفس الآخرين التقديرَ والاحترام لذاته، والعملُ التطوّعيّ من أبرز ما يصقل ويُشبع تلك الحاجة؛ لما لها من نتائجَ عظيمةٍ تستدعي كلَّ الاحترام. [٢] وكذلك إشباعُ الحاجة إلى الانتماء والحبّ: وفيما يتعلّق بالحاجات الاجتماعية بعد إشباع الحاجات الفيسيولوجيّة الذّاتيّة؛ فمن أولى الحاجات الاجتماعيّة للإنسان حاجتُه للشعور بالقَبول من قِبَل الآخرين وبالانتماء الدّائم إليهم؛ على أن يكون ذلك الشعورُ متبادَلًا؛ فكما يحبّ أن ينتميَ إليهم، لا بدّ أيضًا من شعورهم بالانتماء إليه، وأخيرًا إشباعُ الحاجة إلى المسؤولية: تبقى الحاجةُ إلى الشّعور بالمسؤوليّة من الحاجات المُلحّة في النفس البشريّة، والتّي تحتاج إلى الإشباع أيضًا؛ وذلك ما تسعى إليه المؤسساتُ الخيريّة؛ حيث تزرع في نفس المتطوّعين الثّقةَ بالنّفس وتزيد شعورَ تحمّل المسؤوليّة لديهم.
[٢] تعبئة أوقات الفراغ من أكثر الأشياء ضررًا على الإنسان كثرة أوقات الفراغ ؛ فيسعى في ذلك إلى ملئها بشتّى الوسائل، والتي قد تكون غير نافعة، بل قد تكونُ في بعض الأحيان مُحرّمةً وهنا الطّامةُ الكبرى، وبذلك يكون العملُ التّطوعيّ من أبرز الأمور التي تملأ أوقات الفراغ بما يعود بالنّفع على الفرد والمجتمع، وذلك باختياره للعمل الذي يحبّ ويناسبُ ميوله، فيكون العملُ بذلك مفيدًا وممتعًا في الوقت ذاته، ويشغل تفكيره بكيفيّة تنظيم العمل والفعاليات التي يمكن أن يقوم بها لتغطية تلك الأعمال التطوّعية؛ فيبتعد بذلك عن كلّ ما لا يحمل فائدةً أو يودي بالإنسان إلى المحرّمات. [٢] الرّضا عن النفس من أبرز النعم التي قد يهبها الله للإنسان الرضا عن النّفس؛ فالإنسانُ الرّاضي إنسانٌ سعيدٌ متوازنٌ قادرٌ على اختيار ما يناسبه في الحياة، ورفضِ ما لا يناسبه بكلّ رضىً وقبول، والعملُ التطوعيّ يجعل الإنسان راضيًا مطمئنَّ النّفس؛ وذلك نتيجة إحسانه للآخرين على اختلاف نوع الإحسان، إن كان إحسانًا بالكلمة الطّيبة أو بالفعل كتفريج كُربة، فيشعر بالرضا نتيجة مساعدته للآخرين وقدرتِه على إدخال ورسم البسمة على وجه أحدهم. [٢] توجيه العواطف وضَبْطها وذلك ما يقوم به العملُ الخيريّ؛ حيث يوجّه العواطفَ ويقودها؛ ففي نفس كلّ إنسانٍ عواطفُ تحتاج إلى توجيهٍ وضبط، فإمّا تُوجَّه بإدارةٍ من العقل، وذلك ما يقوم به العملُ التطوّعيّ، فتثمر تلك العواطفُ الخير الوفير، وإمّا توّجَه بتغييب العقل وذلك يؤدي إلى فعل ما لا يحمدُ عقباه؛ لذلك لا بدّ من اعتماد العمل التطوّعيّ كوسيلةٍ وأداةٍ لتوجيه العواطف نحو الاتجاه الصحيح الآمن، فمن الممكن استخدامُها مع المراهقين؛ حيث يتميّز سنّ المراهقة بوفرة العواطف التي تحتاج إلى توجيهٍ دقيق؛ فبذلك تُوجَّه بالطريق الصحيح وبأسلوبٍ مُحبّبٍ تفاديًا لحصول عكسِ ذلك.