فاتقوا الله عباد الله ، واحذروا سائر البدع والمخالفات ، واحذروا الهوى والتقليد الأعمى ، وكونوا من أمركم على بينة وهدى ، قال جل في علاه: أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ كَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ وَاتَّبَعُواْ أَهْوَاءهُمْ محمد/ 14. نسأل الله أن يجعلنا من الهداة المهتدين، المتبعين لسنة سيد المرسلين.
ب- وعن عائشة أيضاً أن أم حبيبة و أم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة) أخرجه مسلم. ج- وعن جابر رضي الله عنه قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه) أخرجه مسلم. د- وعن أبي مرثد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها) أخرجه مسلم. أما وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد، وإنما دفن في حجرة عائشة رضي الله عنها، وكانت حجرتها خارج المسجد، واستمر الأمر على ذلك إلى أن انقرض عصر الصحابة بالمدينة. ثم وسع المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك وأدخلت فيه الحجرة (انظر مجموعة فتاوى ابن تيمية: 27/323). زيارة المسجد النبوي .. فضائل وآداب - موقع مقالات إسلام ويب. وكان الواجب ألا تكون التوسعة من جهة قبر النبي ، وإنما تكون من الجهات الثلاث الأخرى، فيبقى القبر خارج المسجد، كما حصل في توسعة عمر و عثمان رضي الله عنهما للمسجد. أخطاء وتنبيهات: 1- يسافر كثير من الناس إلى المدينة بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا العمل لا يجوز.
4- ثم يصلي ركعتين تحية المسجد. 5- وبعد الصلاة يستحب أن يذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبري صاحبيه أبي بكر و عمر رضي الله عنهما ويسلم عليهم، فيقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا عمر ، ثم ينصرف ولا يقفل، كما كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل إذا قدم من سفر، فإن زاد شيئاً يسيرًا من الدعاء لهم دون أن يلتزمه فلا بأس إن شاء تعالى. زيارة الرسول في المسجد النبوي في. 6- ويستحب لمن كان بالمدينة أن يتطهر في بيته ثم يأتي مسجد قباء ويصلي فيه ركعتين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان له كأجر عمرة) حديث صحيح أخرجه أحمد و النسائي وغيرهما. 7- ويستحب أن يزور مقبرة البقيع وقبور شهداء أحد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم؛ ولعموم قوله: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها) أخرجه مسلم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية) أخرجه مسلم. 8- ومما يجب معرفته أن البناء على القبور من قباب وغيرها أو بناء المساجد على القبور، أو دفن الموتى في المساجد من أعظم المحرمات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير في نصوص كثيرة منها: أ- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) متفق عليه.
وفي كتاب الجامع للبيان لابن رشد: " سئل مالك رحمه الله تعالى عن الغريب يأتي قبر النبي كل يوم ، فقال: ما هذا من الأمر ، وذكر حديث: ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد) صححه الألباني في: تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد (ص24-26). قال ابن رشد: فيُكره أن يُكثر المرور به والسلام عليه ، والإتيان كل يوم إليه لئلا يُجعل القبر كالمسجد الذي يؤتى كل يوم للصلاة فيه ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا) " انظر البيان والتحصيل لابن رشد (18/444-445). انتهى كلامه رحمه الله. زياره الرسول في المسجد النبوي تعدل. وسئل القاضي عياض عن أناس من أهل المدينة يقفون على القبر في اليوم مرة أو أكثر ، ويسلمون ويدعون ساعة ، فقال: " لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ، ولا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولَها ، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك " الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/676). المخالفة السابعة: التوجه إلى قبره الشريف من كل نواحي المسجد ، واستقباله له كلما دخل المسجد أو كلما فرغ من الصلاة ، ووضع اليدين على الجنبين ، وتنكيس الرؤوس والأذقان أثناء السلام عليه في تلك الحال ، وهذه من البدع المنتشرة ، والمخالفات المشتهرة.
ومن ثم فمن باب أوْلى أن لا يُسْأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - قضاء حاجة ، أو تفريج كربة ، أو شفاء مريض ونحو ذلك ، لأن ذلك كله لا يطلب إلا من الله سبحانه ، وطلبه من الأموات شرك بالله وعبادة لغيره ، ودين الإسلام مبني على أصلين: أحدهما: ألا يعبد إلا الله وحده ، والثاني: ألا يعبد إلا بما شرعه الله والرسول - صلى الله عليه وسلم -.