يوم عرفة يوم عظيم, وهو من أيام اللقاءات العظمى مع الله سبحانه وتعالى. إنه يوم تقف الأقلام عاجزة عن وصف ما أعد الله فيها من الرحمات العظيمة, وهو فرصة ذهبية لمن أراد أن يطهر روحه من أدران المعاصي, ففرص الإجابة فيه عالية جدا جدا. يقول زينة العلماء الربانيين السيد الجليل ابن طاووس في الإقبال: اعلم ان يوم عرفة من افضل أيام أعياد العباد، وإن لم يظهر اسمه بأنه يوم عيد، فقد ظهر أنه يوم سعيد، دعا الله جل جلاله عباده فيه إلى تحميده وتمجيده، ووعدهم بإطلاق عام لجوده وإنجاز وعوده، ووعد فيه بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب، وأذن للمقبل عليه والمعرض عنه في الطلب منه. وقدمنا أن كل وقت اختاره الله جل جلاله لمناجاته وإطلاق مواهبه وصلاته، فينبغي أن يعرف جليل قدره، ويقام لله جل جلاله بما يقدر العبد عليه من حمده وشكره، وهذا اليوم كالمتعين للحاج إلى الله جل جلاله بقصد بيته الحرام. وإ نما روينا عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، أن الحضور عند الحسين عليه السلام للزيارة والدعاء في اليوم المذكور يقوم مقام الدعاء بعرفة مع تعذر ذلك الحضور ، وعرفنا رواية وعملا بفضل الله جل جلاله بإطلاق عباده في طلب إرفاده أين كانوا من بلاده.
ـــــــــــ ( 1) أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام) خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام). ( 2) يراجع: الاستبصار: 2 / 134 ، للشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة: 385 هجرية ، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة: 460 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة: 1390 هجرية ، طهران / إيران ، و التهذيب: 4 / 299 للشيخ الطوسي ، المولود بخراسان سنة: 385 هجرية ، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة: 460 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة: 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران. [ 13855] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى وعلي بن الحكم جميعا ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما ( عليهما السلام) ، أنه سئل عن صوم يوم عرفة ؟ فقال: أنا أصومه اليوم وهو يوم دعاء ومسألة 1 ـ الكافي 4: 145 | 1. محمد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام) يقول: كان أبي ( عليه السلام) يصوم يوم عرفة في اليوم الحار في الموقف ، ويأمر بظل مرتفع فيضرب له فيغتسل مما يبلغ منه (1) الحر. التهذيب 4: 298 | 901 ، والاستبصار 2: 133 | 433 ، وأورد صدره في الحديث 3 من الباب 12 من أبواب من يصح منه الصوم.
وقال السيد ابن طاووس: أقول: فينبغي ان تبالغ فيهما في الإخلاص وعوائد أهل الاختصاص، لتكون هاتان الركعتان فاتحة للأبواب بين يديك، ومقدمة إلى مولاك الذى أنت مضطر الى إقباله عليك. وذكر الشيخ عباس القمي في المفاتيح: قال الكفعمي في المصباح: يستحبّ صوم يوم عرفة لمن لا يضعف عن الدّعاء والاغتسال قبل الزّوال وزيارة الحُسين صلوات الله عليه فيه وفي ليلته، فاذا زالت الشّمس فأبرز تحت السّماء وصلّ الظّهرين تحسن ركوعهما وسجودهما، فاذا فرغت فصلّ ركعتين في الاولى بعد الحمد التّوحيد وفي الثّانية بعد الحمد سورة قُلْ يا أيُّها الْكافِرُونَ ثمّ صلّ أربعاً اخرى في كلّ ركعة الحمد والتّوحيد خمسون مرّة. من أدعية يوم عرفة كما ذكر السيد في الإقبال: اعلم أننى وجدت في الروايات اختلافا فيما نذكره قبل الشروع في الدعوات. فقال جدى أبو جعفر الطوسى: فإذا وقفت للدعاء فعليك بالسكينة والوقار واحمد الله تعالى وهلله ومجده، وكبره مائة تكبيرة، واحمده مائة مرة، وسبحه مائة واقرء (قل هو الله حد) مائة مرة. وقال محمد بن على الطرازى في كتابه بإسناده عن الصادق عليه السلام مثل هذا العدد في التكبير والتحميد والتسبيح، مائة مرة كما قدمناه، ثم قال: وان أحببت ان تزيد على ذلك فزد واقرء سورة القدر مائة مرة.
11-09-2011 11:01 PM #31 عضو الحالة: رقم العضوية: 9362 تاريخ التسجيل: Jun 2011 المشاركات: 376 المذهب: إمامي التقييم: 10 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموخ الأصيلة صحيح السيستاني ما حرمة لكن فصل صيامه على هواه ، حيث جعل من صيام هذا إحياءً للتراث وليس طلباً للأجر واقتداءً بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. اقرأ هذه الوثيقة. الرسول مايقلد اليهود وهدي بدعه.