إرشاد السّاري شرح صحيح البخاري كتاب الغسل إرشاد السّاري لشرح صحيح البخاري: كِتَابُ الغُسْلِ. وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: ٦]. احتلم ولم يستطع الغسل فتوضأ وصلى - الإسلام سؤال وجواب. وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: ٤٣]. الشرح: (بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الغسل) هو بفتح الغين أفصح وأشهر من ضمها مصدر غسل وبمعنى الاغتسال، وبكسرها اسم لما يغسل به من سدر وخطمي ونحوهما، وبالضم اسم للماء الذي يغتسل به، وهو بالمعنيين الأولين لغة سيلان الماء على الشيء وشرعًا سيلانه على جميع البدن، مع تمييز ما للعبادة عن العادة بالنيّة، ووقع في رواية الأكثر: تأخير البسملة عن كتاب الغسل، وسقطت من رواية الأصيلي، وعنده "باب" بدل كتاب وهو أولى؛ لأن الكتاب يجمع أنواعًا، والغسل نوع واحد من أنواع الطهارة وإن كان في نفسه يتعدد.
الحمد لله رب العالمين اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال مواضيع ذات صلة
ثم إن المؤلف افتتح كتاب الغسل بآيتي النساء والمائدة إشعارًا بأن وجوب الغسل على الجنب بنص القرآن فقال: (وقول الله تعالى) وللأصيلي: عز وجل { وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} أي: فاغتسلوا، والجنب الذي أصابته الجنابة يستوي فيه المذكر والمؤنث والواحد والجمع؛ لأنه يجري مجرى المصدر { وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} مرضًا يخاف معه من استعمال الماء فإن الواجد له كالفاقد أو مرضًا يمنعه من الوصول إليه. قال مجاهد فيما رواه ابن أبي حاتم: نزلت في مريض من الأنصار لم يكن له خادم ولم يستطع أن يقوم ويتوضأ، { أَوْ عَلَى سَفَرٍ} طويلاً كان أو قصيرًا لا تجدونه فيه { أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِط} فأحدث بخروج الخارج من أحد السبيلين، وأصل الغائط المطمئن من الأرض { أَوْ لاَمَسْتُمُ} أي: ماسستم بشرتهن ببشرتكم، وبه استدل الشافعي على أن اللمس ينقض الوضوء وهو قول ابن مسعود وابن عمر وبعض التابعين، وقيل: أو جامعتموهن وهو قول عليّ، والثابت عن ابن عباس وعن أكثر الصحابة والتابعين.
وعلى هذا فلا حاجة إلى التكلف في بيان وجه ارتباط الآية بما قبلها، وارتباط ما بعدها بها، على أن القرآن إنما نزل نجوما، ولا موجب لهذا الارتباط إلا في السور النازلة دفعة أو الآيات الواضحة الاتصال الكاشف ذلك عن الارتباط بينها.
قائمة بأكثر القراء إستماعاً المزيد من القراء 119218 726531 77869 687786 72041 656414 74978 647743 67747 632240 59264 606199 استمع بالقراءات الآية رقم ( 81) من سورة الأنعام برواية: جميع الحقوق محفوظة لموقع ن للقرآن وعلومه ( 2022 - 2005) اتفاقية الخدمة وثيقة الخصوصية