فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) ( فانظر إلى آثار رحمة الله) يعني المطر ( كيف يحيي الأرض بعد موتها). ثم نبه بذلك على إحياء الأجساد بعد موتها وتفرقها وتمزقها ، فقال: ( إن ذلك لمحيي الموتى) أي: إن الذي فعل ذلك لقادر على إحياء الأموات ، ( إنه على كل شيء قدير).
وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة: (فَانْظُرْ إلى آثارِ رَحْمَةِ اللهِ) على الجماع، بمعنى: فانظر إلى آثاء الغيث الذي أصاب الله به من أصاب، كيف يحيي الأرض بعد موتها. دينا النجار تكتب … فإنظر إلى آثار رحمة اللّه – جريدة الحياة نيوز. والصواب من القول فى ذلك، أنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار، متقاربتا المعنى، وذلك أن الله إذا أحيا الأرض بغيث أنـزله عليها، فإن الغيث أحياها بإحياء الله إياها به، وإذا أحياها الغيث، فإن الله هو المحيي به، فبأي القراءتين قرأ القارئ فمصيب. فتأويل الكلام إذًا: فانظر يا محمد، إلى آثار الغيث الذي ينـزل الله من السحاب، كيف يحيي بها الأرض الميتة، فينبتها ويعشبها، من بعد موتها ودثورها، (إنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتَى). يقول جلّ ذكره: إن الذي يحيي هذه الأرض بعد موتها بهذا الغيث، لمحيي الموتى من بعد موتهم، وهو على كلّ شيء مع قدرته على إحياء الموتى قدير، لا يعزّ عليه شيء أراده، ولا يمتنع عليه فعل شيء شاءه سبحانه.
وموقفِ التيمُّنِ والتطلُّعِ؛ إلى بركات الله القادمة بسبب نزول الغيث في المياه والزروع والأنعام. حقًّا.. حُقّ لهم أن يستبشروا {وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} حقًّا.. حُقّ لهم أن يستبشروا ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ المَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾ حُقَّ لهم أن يستبشروا... فانظر الى اثار رحمة ه. فمن عَرف القحطَ، ونضُوبَ الآبار، ويُبسَ الأشجارِ، وقِلةَ الثمارِ، وموتَ الزرع، وجفافَ الضرع، ويأسَ القلوب.. ثم وهو على هذه الحال.. يرى رحمةَ الله تنزل، والأرضَ تَرْوَى، والأوديةَ تَجري، والآبارَ تَمتلئ، والسدودَ تَفيض... فحُقَّ له أن يستبشر. ما بين طرفة عين وانتباهتها **** يغير الله من حال إلى حال عَنْ أَنَسِ بْن مَالِكٍ؛ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْو دَارِ الْقَضَاءِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُغِثْنَا.