"وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الأنعام:155) "وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ"(الأنبياء:50) والبركة من الكلمات الحبيبة التي تنشرح لها قلوب العباد ، فإنَّها مرتبطة في وعيهم بالنماء والزيادة ، وقد يغفلون عن معنى الثبات والدوام الذي تتضمنه الكلمة ، فقرر بهذه الكلمة نَعْتينِ للكتاب: تجدد عطائه ودوام نفعه.
فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وجاء في تفسير الطبري: فكيف لا يعلم حالهم إذا توفتهم الملائكة، وهم يضربون وجوههم وأدبارهم، يقول: فحالهم أيضا لا يخفى عليه في ذلك الوقت ويعني بالأدبار: الأعجاز، وقد ذكرنا الرواية في ذلك فيما مضى قبل.
(الترمذي) [6] ، فنسأل الله دائماً الثبات والطاعة، فقال عز وجل: (يُثّبتُ اللهُ الذين آمنوا بالقَول ِالثّابت في الحياةِ الدّنيا و فِي الآخِرةِ و يُضِلُ اللهُ الظّالمينَ ويَفعلُ اللهُ ما يشاء ( (سورة ابراهيم (27)) [7]. وبعد هذه الكلمات المُطَولة والحروف التي حاولت جاهدة إصابة المُرام الذي كان مفاده أن " لا مندوحة من التسليم بأن الكفار والمشركين والمنافقين والظالمين والمكذبين لا تلحق بهم شفاعة، ولا يكون لهم عفو، لما أكّده القرآن من وعد ووعيد.