رابعهم: " رَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ "؛ تحابا في الله, تجمعهم المحبة في الله ويتفرقون وهم كذلك, يجتمعون وهم متحابون في الله ويتفرقون وهم متحابون في الله, إذا اجتمعوا اجتمعوا على الطاعة وعلى الخير, وعلى البر وعلى قول المعروف, لا غيبة ولا نميمة ولا معصية ولا فتنة, ولا غدر ولا مخدرات ولا قنوات ولا مواقع, إنما اجتمعوا على طاعة الله ومحبة في الله, ويتفرقون وهم كذلك. شرح لحديث رااائع ((السبعة الذين يظلهم الله في ظله )) - عالم حواء. متحابون في الله, لا أحد يمكر بالآخر ولا يغتابه ولا يغدر به ولا يغشه, لا يتكلم في قفاه, ولا ينم عليه, يحفظ مودته وصداقته وكأنه حاضر معه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ مِن عبادِ اللهِ لَأُناسًا ما هم بأنبياءَ ولا شُهداءَ، يغبِطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم مِن اللهِ -تعالى- "، قالوا: يا رسولَ اللهِ! تُخبِرُنا مَن هم؟! قال: " هم قومٌ تحابُّوا برُوحِ اللهِ على غيرِ أرحامٍ بَيْنَهم، ولا أموالٍ يتعاطَوْنَها، فواللهِ إنَّ وجوهَهم لَنُورٌ، وإنَّهم على نُورٍ، لا يخافونَ إذا خاف النَّاسُ، ولا يحزَنونَ إذا حزِن النَّاسُ، وقرَأ هذه الآيةَ: ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)[يونس: 62]"( صحيح أبي داود للألباني).
سبعة أصناف من أمته -صلى الله عليه وسلم- بشرهم بهذه البشارة العظيمة, من جاء بواحدة يوم القيامة جعله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظل الله؛ لأن يوم القيامة ليس فيه ظل إلا ظل الله, لا أشجار لا غرف نوم, لا استراحات لا صالات لا مكيفات لا كهوف, كلها لا وجود لها يوم القيامة, الشمس دانية من الرؤوس, بيننا وبينها مقدار ميل, وراوي الحديث لا يدري هل هو ميل المسافة أم ميل المكحلة؟! والناس حفاة عراة في صعيد واحد, ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي, كلهم جميعاً أولهم وآخرهم, وصغيرهم وكبيرهم, وذكرهم وأنثاهم, الأنبياء والرسل, الملوك والوزراء, والأغنياء والفقراء, والضعفاء والأقوياء, والكفار والمنافقون, والمسلمون والمؤمنون كلهم جميعاً, ( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ)[التغابن: 9], يوم العرق, يوم الرشح, يبلغ العرق من الناس على قدر أعمالهم, وهؤلاء السبعة الأصناف يأتي بهم الله -تعالى- ثم يجعلهم في ظله, حتى يحكم بين العباد, ثم يدخلون الجنة بحمده وفضله. أولهم: " إمَامٌ عَادِلٌ "؛ إمام المسلمين الذي يوليه الله عليهم, ثم يحكم بين رعيته بالعدل, يعدل في العطاء, يعدل في القسمة, يعدل في الأحكام, يعدل في المعاملة, يحكم شرع الله ويتبع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-, يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر, ويرعى حرمة الاسلام؛ ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)[الحج: 41].