والحمد لله ربِّ العالمين الشيخ محمد صنقور
وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (146) ( وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) قال ابن مسعود ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ووهب بن منبه ، وهلال بن يساف وعبد الله بن طاوس ، والسدي ، وقتادة ، والضحاك ، وعطاء الخراساني وغير واحد قالوا كلهم: اليقطين هو القرع. وأنبتنا عليه شجرة من يقطين. وقال هشيم ، عن القاسم بن أبي أيوب ، عن سعيد بن جبير: كل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين. وفي رواية عنه: كل شجرة تهلك من عامها فهي من اليقطين. وذكر بعضهم في القرع فوائد ، منها: سرعة نباته ، وتظليل ورقه لكبره ، ونعومته ، وأنه لا يقربها الذباب ، وجودة أغذية ثمره ، وأنه يؤكل نيئا ومطبوخا بلبه وقشره أيضا. وقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحب الدباء ، ويتتبعه من حواشي الصحفة.
- قرع التزيين وهو محصول ينمو على نبتة معترشة متسلقة في المناطق المدارية ويزرع هذا النوع من أجل ثماره ذات القشرة الصلبة التي تستعمل في صناعة زجاجات المياه والغلايين والملاعق وحتى الأدوات الموسيقية. وتزرع شجرة قرع التزيين مثل الكوسة واليقطين، وتحتاج إلى موسم زراعي دافئ طويل لكي تنضج. وشجرة قرع التزيين دائمة الخضرة في المنطقة المدارية من أمريكا وتحمل ثماراً تشبه إلى حد ما الدباء الذي ينمو على النبتة المعترشة. * الدباء واليقطين: - الدباء اسم لمجموعة نباتات متدلية أو متسلقة تستعمل للزينة وهي من الخضروات قريب الشبه بالكوسا واليقطين. وتنمو الدباء طبيعياً في براري افريقيا والأمريكيتين وآسيا وجزر المحيط الهادئ ولها ثمار مختلفة الألوان والأشكال والأوراق عريضة بأجزاء بارزة وزهور صفراء. - أما اليقطين فهو نوع من الخضروات من فصيلة الكوسا ، ينتج النبات ثمرة مستديرة أو بيضية وهي ذات قشرة صلبة ولب قاسي الألياف. وبداخل الثمرة فجوة مركزية تحتفظ بالبذور. وانبتنا علية شجرة من يقطين ( القرع العسلي). وتزن معظم أنواع اليقطين من 7 - 10كجم، ولكن بعضها يبلغ 90كم ويغلب على معظم ثمار اليقطين اللون البرتقالي، ولكن بعضها أبيض أو ذو ألوان أخرى ويسمى اليقطين بالقرع العسلي.
الزجاج: اشتقاق اليقطين من قطن بالمكان إذا أقام به ، فهو يفعيل. وقيل: هو اسم أعجمي. وقيل: إنما خص اليقطين بالذكر ، لأنه لا ينزل عليه ذباب. وقيل: ما كان ثم يقطين فأنبته الله في الحال. ما هى شجرة اليقطين. القشيري: وفي الآية ما يدل على أنه كان مفروشا ليكون له ظل. الثعلبي: كانت تظله فرأى خضرتها فأعجبته ، فيبست فجعل يتحزن عليها ، فقيل له: يا يونس أنت الذي لم تخلق ولم تسق ولم تنبت تحزن على شجيرة ، فأنا الذي خلقت مائة ألف من الناس أو يزيدون تريد مني أن أستأصلهم في ساعة واحدة ، وقد تابوا وتبت عليهم ، فأين رحمتي يا يونس ؟ أنا أرحم الراحمين. وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يأكل الثريد باللحم والقرع ، وكان يحب القرع ويقول: إنها شجرة أخي يونس وقال أنس: قدم للنبي - صلى الله عليه وسلم - مرق فيه دباء وقديد فجعل يتبع الدباء حوالي القصعة. قال أنس: فلم أزل أحب الدباء من يومئذ. أخرجه الأئمة. قوله تعالى: وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون قد تقدم عن ابن عباس أن رسالة يونس - عليه السلام - إنما كانت بعد ما نبذه الحوت. وليس له طريق إلا عن شهر بن حوشب.
وهي غنية بالسكريات _ الكربوهيدرات _ [تبلغ نسبتها 6. 5%،, يحتوي بروتينات 1. 1%، ودسم 0. 02% وماء 91%] والفيتامين " آ " و" ب ". ويحتوي على الحديد والكلس. ويحتوي على عناصر فعالة كالقرعين Cucurbitin والبيبورزين وعلى حوامض أمينية مثل التيروزين واللوسين. فوائده: و من خواصه الغذائية أنه غير مهيج ومسكن ومرطب وملين ومدر للبول، لذا فهو يؤكل لطرد السوائل من الجسم في الوذمات والأنصبابات، كما أنه مطهر للصدر والمجاري البولية يفيد في معالجة التهابات المجاري البولية والبواسير والإمساك والأسر البولي والوهن وعسر الهضم والتهابات الأمعاء. كما يفيد المصابين بالعلل القلبية والأرق ومرضى السكري. و يؤخذ من عصيره مقدار كأس على الريق كمسهل حسن كما يطبق العصير خارجياً ضد الحروق والالتهابات الجلدية والخراجات على شكل كمادة، أو تصنع الكمادة من مسحوق بذوره لنفس الغاية. وعلى هذا فالقرع سهل الهضم جيد الغذاء لا يجهد المعدة ولا الأمعاء في هضمه يصفه الأطباء في الحمية عندما يريدون تغذية المريض محافظين على جهازه الهضمي وإعطاءه الراحة الكافية لا سيما المصابون بآفات في القولونات. أما بذور القرع فيستخرج منها زيت يصلح الطعام إذ هي غنية بالفيتامينات والدهون وهي تملح وتحمص وتؤكل كنقولات رائجة.
وردت في سورة الصافات قصة سيدنا يونس عليه السلام الذي ابتلعه الحوت فقال تعالى ﴿فالتقمه الحوت وهو مُليم * فنبذناه بالعراء وهو سقيم * وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ﴾ {الصافات: 142-145-146} إن من يتأمل هذه الآيات الكريمة قد يتبادر إلى ذهنه سؤال وهو: لماذا اختار الله تعالى "شجرة من يقطين" ولم يختر غيرها؟ والسبب - والله أعلم أن اليقطين - كما يحتوي أثبتت الدراسات العلمية - على مركبات كيميائية مهمة تساهم في علاج العديد من الأمراض، ومنها علاج الالتهابات الجلدية وتقرحاتها، وهنا تتضح حكمة الله سبحانه وتعالى في اختياره اليقطين ليكون العلاج لنبي الله يونس عليه السلام. فيونس عليه السلام عندما نبذه الحوت على الشاطىء ربما عانى من مرض جلدي سببه حموضة معدة الحوت والخمائر الهاضمة التي تقوم معدته بإفرازها لهضم ما بلعه من أسماك وغيرها من الكائنات؛ وزهر اليقطين الأصفر ربما كان بالنسبة لنبي الله يونس عليه السلام بمثابة المعقم لجروحاته وتقرحات جلده كما كان ورق اليقطين الكبير بمثابة الشاش المضمد لجروحه والحامي من تأثير أشعة الشمس والله أعلم. المصدر: منبر الداعيات
قال ابن الجوزي في تفسيره للآية: قال ابن عباس: اليقطين هو القرع. فإن قيل فما الفائدة من إنبات شجرة اليقطين دون غيرها؟ فالجواب أنه خرج كالفرخ وجلده قد ذاب فأدنى شيء يمر به يؤذيه، وفي ورق اليقطين خاصية أنه إذا تُرك على شيء لم يقربه الذباب فأنبته الله عليه ليقيه ورقها ويمنع الذباب ريحه أن يسقط عليه فيؤذيه. و قال ابن كثير: وقد ذكر بعضهم في القرع فوائد منها سرعة نباته وتظليل ورقه لكبره ونعومته وأنه لا يقربها الذباب، وجودة تغذية ثمره وأنه يؤكل نيئاً ومطبوخاً. قال ابن القيم: اليقطين وهو الدباء والقرع،, هو بارد رطب، ماؤه يقطع العطش ويذهب الصداع الحار. و هو ملين للبطن، وشديد النفع للمحمومين. وبالجملة فهو من ألطف الأغذية وأسرعها انفعالاً. أنواعه: و لليقطين نوعان: قرع اليقطين الكبير المضلع،, القرع الطويل أو قرع الكوسا. القرع الكبير أو القرع العسلي وهو الدباء Cucurbita maximas أو The Gourd وهو نبات عشبي حولي مدّاد من الفصيلة القرعية Cucurbitacae أي فصيلة الكوستا نفسها لكنه يفوقها في القيمة الغذائية. وموطن زراعته حوض البحر الأبيض المتوسط. تطبخ ثماره كخضر مسلوقة أو مقلية ويمكن أن تصنع منها مربيات لذيذة.