[٦] كتاب المساواة: يتحدث الكتاب عن مفهوم المساواة مشيرًا إلى مصطلحات كثيرة مثل الحكم والسلطة، ويتناول الحديث عن طبقات المجتمع وعن الأستقراطية، ويناقش مفهوم الديمقراطية إضافة إلىمفهوم والعبودية، ويتطرق إلى مصطلح الفوضوضة في تاريخ أوربا، وقد ظهرإيمان مي بالاشتراكية واضحًا في هذا الكتاب. [٧] سوانح فتاة: كانت مي زيادة من الأصوات الشجية والمؤثرة والجريئة في العالم العربي في القرن العشرين، وحملت فكرًا لامعًا دعت من خلاله إلى التقدم والحرية، وجمعت في هذا الكتاب عدد من الخواطر والآراء التي كتبت فيها عن الحياة والناس. [٨] ظلمات وأشعة: ظهرت مي في هذا الكتاب بوصفها رائدة في النسويات في القرن الماضي، وقد أعطت لقضايا المرأة اهتمامًا كبيرًا من كتاباتها وحياتها، وقد دعا كتاب ظلمات وأشعة إلى تسليط الضوء على قضايا المرأة في الشرق والاهتمام بها. [٩] رجوع الموجة: هذا الكتاب عبارة عن رواية تجسِّد فيها الكاتبة المشاعرالإنسانية الجياشة، من خلال أحداث زاخمة، ويظهر فيها إبداع مي القصصي المثير والمدهش في آن واحد، ويعدُّ الكتاب من الكتب الخالدة لها، وقد وصف بأنه قطعة من روحها، يمثِّل عبقريتها ويجعلها رائدة من روائد الفن بالإضافة إلى بقية مؤلفاتها.
مي زيادة امرأة شامية متحررة متعلمة تجيد عددا من اللغات تفتح بيتها للمثقفين لتناقشهم في صالونها الأسبوعي في مجتمع الرجل فيه رقم واحد تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتبة اللبنانية مي زيادة، التي ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1886، وغيرت عبر مسيرتها صورة المرأة العربية وخلقت لها صورة جديدة تتقاطع مع عنوان أحد أشهر كتبها وهو "بين الجزر والمد "، وكذلك كانت حياتها. عاشت مي زيادة وماتت وهي تشغل الناس، وبعد سنوات من وفاتها لا تزال امرأة تنتج الأساطير، حيث لا تخلو مجلة أو صحيفة عربية من تناول سيرتها المطرزة بعشرات الرجال الذين عاشوا معها المزيد من قصص الحب التي انتهت بها امرأة وحيدة. قالت مي عن نفسها: "ولدت في بلد، وأبي من بلد، وأمي من بلد، وسكني من بلد، وأشباح نفسي تنتقل من بلد إلى بلد، فلأي هذه البلدان أنتمي، وعن أي هذه البلدان أدافع". ولدت في الناصرة، لأب لبناني وأم فلسطينية، واسمها الحقيقي ماري إلياس زيادة، عاشت بين والديها في لبنان، ثم انتقلت إلى القاهرة، للإقامة بها، لتدرس في كلية الآداب. وقعت كتاباتها الأولى التي كتبتها بالفرنسية باسم إيزيس كوبيا، وكعادة نساء عصرها بدأت الكتابة باسم مستعار تحت عنوان "عايدة" ثم ظهر اسم "الآنسة مي" الذي رافقها، واختار لها أشهر أدباء عصرها جبران خليل جبران اسم "مريم" بعد أن أحبها وظل يكتب لها رسائل حب دون أن يلتقي بها أبدا طوال 20 عاما.
وقد سمع أهلها بحالتها المتردية، فجاء قريبها الدكتور جوزيف زيادة وصحبها معه إلى بيروت، وهناك أدخلوها مستشفى (العصفورية)، وهو مستشفى للأمراض العقلية. واندلعت الحرب العالمية الثانية، وشغل الناس بأخبارها، وفي العشرين من شهر أكتوبر عام 1941 ماتت (مي زيادة) وحيدة، مكسورة الجناح والمشاعر. وقد أقيم لها حفل تأبين شاركت فيه صفوة من الأدباء، كان منهم العقاد الذي رثاها بقصيدة قال في بعض أبياتها: أين في المحفل مي يا صحب عودتنا ها هنا فصل الخطاب عرشها المنبر مرفوع الجناب مستجيب حين يدعى.. مستجاب خلّفت (مي) وراءها 15 كتاباً تدور كلها حول خواطر منثورة أقرب إلى روح الشعر إن لم تكنه، وأحاديث ومقالات تتناول قضية المرأة العربية وتحرّرها. وقد كانت صاحبة أسلوب شاعري شفّاف.. ولعلّنا نلمس هذه الصفة فيه حين نقرأ قولها في رثاء عصفور من عصافير الكناري: "طائر صغير نسجت أشعة الشمس ذهب جناحيه، وانحنى الليل عليه فترك من سواده قبلة في عينيه، ثم سطت عليه يد الإنسان، فضيّقت من دائرة فضائه وسجنته في قفص كان بيته في حياته، ونعشه في مماته. طائر صغير أحببته شهوراً طوالاً، غرّد لكآبتي فأطربها، ناجى وحشتي فآنسها، غنّى لقلبي فأرقصه، ونادم وحدتي فملأها حناناً".
وشغل والدها منصب رئيس التحرير لهذه الصحيفة وشرعت في نشر مقالاتها. تعرفت بأمين الريحاني في عام 1911 ميلاديًا والذي قدم لها كثير من الدعم. من خلال تأسيسها صالونها الأدبي الذي لاقت به شهرة واسعة كونت صداقات كبيرة بعدد من الأدباء والشعراء الذين بزغ نجمهم في تلك الفترة، ومن أبرزهم: العقاد. مصطفي صادق الرافعي. احمد شوقي. طه حسين. أمطرها الأدباء بوايل من عبارات الغزل والإطراء وكانوا يتسابقون لحضور الصالون الثقافي. وتشير التحليلات لانجذاب كل هؤلاء بمي، نظرًا لعقليتها المتحررة والمنفتحة في ظل وجود نماذج نسائية معدودة على الساحة. فلم يكن مجال أن تختلط أخريات بالرجال وتجالسهم وتتقبل منهم عبارات المديح. طبيعة المرأة في ذلك الوقت كانت محددة ولها خصوصية وكانت لا تختلط بالرجال. 300 يوم هم فترة عصيبة عاشتها مي داخل مستشفي نفسية في بلدها لبنان وبالتحديد في العصفورية بعد أن تعمد أحد أفراد أسرتها في السيطرة على ميراثها. وطالب أمين الريحاني أحد الأدباء المجلس النيابي في لبنان بالتدخل لحمايتها. بعدها تم إطلاق صراحها ثم عادت لمصر حتى وافتها المنية، ثم دفنت في مقابر مصر القديمة مع والديها في عام 1941. مي زيادة والعقاد دارت في أروقة الفن والأدب أحاديث جانبية عن حب مي زيادة والعقاد: وعرف عن عباس العقاد غيرته الشديدة عليها ولكن العلاقة لم تفضي لزواج، رغم تصريح معظم الأدباء بعد مدة كبيرة بهذا العشق الكبير.
وحاولت مي أن تسكب أحزانها على أوراقها وبين كتبها.. فلم يشفها ذلك من آلام الفقد الرهيب لكل أحبابها دفعة واحدة.