جَزَاءً وِفَاقًا (26): هذا العذاب الذي سيرونه في الآخرة هو نتيجة و جزاء لأعمالهم الْفَاسِدَة الَّتِي كَانُوا يَعْمَلُونَهَا فِي الدُّنْيَا إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27): أَيْ لَمْ يَكُونُوا يَعْتَقِدُونَ أنّ هناك مكانا سيُجَازَوْنَ فِيه أو يُحَاسَبُونَ. وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28): كانوا في الدنيا يكذّبون الرّسل و يعاندون في كذبهم فينكرون آيات الله و دلائل قدرته و عظمته. وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29): لكلّ انسان ملك عن اليمين وملك عن الشمال يكتبون أفعاله وسيجزي الله عباده فإن كانت أعماهم خَيْرًا فَجزاءهم خَيْر وَإِنْ كانت شَرًّا فَجزاءهم شَرّ. فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30): يُقَال لِأَهْلِ النَّار ذُوقُوا مَا أَنْتُمْ فِيهِ فَلَنْ نَزِيدكُمْ إِلَّا عَذَابًا فلا راحة و لا هدنة و لا استكانة بل هو عذاب مستمرّ. تفسير سورة النبأ كامله (1-40) - YouTube. إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31): مفازا: المفاز: فوز بالنعيم و الثواب. يفوز المتّقون بما يكرمهم به الله سبحانه من النَّعِيم. حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32): " حَدَائِق " وَالْحَدَائِق الْبَسَاتِين مِنْ النَّخِيل وَغَيْرهَا.
[١٤] قال تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا* فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا) ، [١٥] وكل شيء من قليلٍ وكثيرٍ، وخير وشر في اللوح المحفوظ كتبناه، فذوقوا أيها المكذبون هذا العذاب الأليم والخزي الدائم، وفي كل وقت وحين يزداد عذابهم. [١٤] قال تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا* حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا* وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا* وَكَأْسًا دِهَاقًا* لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا)، [١٦] إنّ للذين يخافون ربهم ويعملون صالحًا فوزًا بدخولهم الجنة، وحصولهم على البساتين العظيمة والأعناب، ولهم فيها أيضاً زوجات حديثات السن، نواهد مستويات في سن واحدة، ولهم كؤوس مملوءة خمرًا، لا يسمعون في هذه الجنة باطلاً من القول، ولا يُكذّب بعضهم بعضًا. [١٧] قال تعالى: (جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا* رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا) ، [١٨] لهم كل ذلك جزاء من الله وعطاءً كثيرًا كافيًا لهم، ربِّ السموات والأرض وما بينهما، رحمنِ الدنيا والآخرة، لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه، يوم يقوم جبريل عليه السلام والملائكة مصطفِّين، لا يشفعون إلا لمن أذن له الرحمن في الشفاعة، وقال حقًا وسدادًا.
يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا (40) [ ص: 3800] هذا الجزء كله - ومنه هذه السورة - ذو طابع غالب.. سوره مكية فيما عدا سورتي "البينة" و "النصر" وكلها من قصار السور على تفاوت في القصر. والأهم من هذا هو طابعها الخاص الذي يجعلها وحدة - على وجه التقريب - في موضوعها واتجاهها، وإيقاعها، وصورها وظلالها، وأسلوبها العام. إنها طرقات متوالية على الحس. طرقات عنيفة قوية عالية. وصيحات. صيحات بنوم غارقين في النوم! نومهم ثقيل! أو بسكارى مخمورين ثقل حسهم الخمار! أو بلاهين في سامر راقصين في ضجة وتصدية ومكاء! تتوالى على حسهم تلك الطرقات والصيحات المنبثقة من سور هذا الجزء كله بإيقاع واحد ونذير واحد: اصحوا. استيقظوا. انظروا. تلفتوا. تفكروا. تدبروا.. إن هنالك إلها. وإن هنالك تدبيرا. وإن هنالك تقديرا. وإن هنالك ابتلاء. وإن هنالك تبعة. وإن هنالك حسابا. وإن هنالك جزاء. وإن هنالك عذابا شديدا. ونعيما كبيرا.. اصحوا. تدبروا... تفسير سورة النبأ ( عم يتسآءلون ) - YouTube. وهكذا مرة أخرى. وثالثة ورابعة. وخامسة... وعاشرة... ومع الطرقات والصيحات يد قوية تهز النائمين المخمورين السادرين هزا عنيفا.. وهم كأنما يفتحون أعينهم وينظرون في خمار مرة، ثم يعودون لما كانوا فيه!
سورة النبأ الشَّرح: "عَمّ يَتَسَاءَلُونَ" (1) أَيْ عَنْ أَيّ شَيْء يَتَسَاءَلُ المشركون مِنْ أَمْر الْقِيَامَة إِنْكَارًا لِوُقُوعِهَا عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) النَّبأ: الخَبَرُ ، الْعَظِيم يَعْنِي الْخَبَر الْهَائِل الْبَاهِر و المقصودُ بقولهِ تَعَالَى: " النَّبَأُ العظيمُ " هو البعثُ بعدَ الموتِ. الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) يَعْنِي النَّاس فِيهِ مختلفون عَلَى قَوْلَيْنِ فمنهم من يصدّق وقوعه و منهم من يُنكره. كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) هَذَا تَهْدِيد شَدِيد من الله سبحانه. ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) تأكيد على التهديد والوعيد. أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6): مِهَادَا: مهادا: فراشاً موطَّأ للاستقرار عليها و المِهاد: المكان المُمَهَّدُ. تفسير سوره النبا للاطفال. يُبَيِّن الله سبحانهُ وتعالى قُدْرَته الْعَظِيمَة عَلَى خَلْق الْأَشْيَاء فَقَالَ أَلَمْ نَجْعَل الْأَرْض مِهَادًا أَيْ مُمَهَّدَة للمخلوقات مذلّلة لَهُمْ فالإنسان يستغلّ خيرات الطّبيعة كيفما يشاء لفائدته و لصالحه بفضل من الله. وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) تُمَثِّلُ الجِبالُ أوتادًا للأرض تثبّتها و تدعمها و تجعلها قارّة ساكنةً لا تَضطَربُ بِمَنْ عَلَيْهَا.