تاريخ النشر: السبت 13 صفر 1433 هـ - 7-1-2012 م التقييم: رقم الفتوى: 170917 56074 0 310 السؤال لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ـ رواه الإمام مسلم، فما معنى هذا الحديث؟ وما الفرق بين العادة والخلق؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فمعنى لا يفرك: لا يبغض، قال النووي في شرح صحيح مسلم: قوله صلى الله عليه و سلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر ـ يفرك بفتح الياء والراء وإسكان الفاء بينهما: قال أهل اللغة فركه بكسر الراء يفركه بفتحها إذا أبغضه والفرك بفتح الفاء وإسكان الراء البغض. اهـ. والخلق والعادة معناهما واحد، قال أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية: والخلق العادة التي يعتادها الإنسان ويأخذ نفسه بها على مقدار بعينه. اهـ. وفي تاج العروس: والخلق: العادة، ومنه قوله تعالى: إن هذا إلا خلق الأولين. اهـ. والله أعلم.
وخلال هذه الفترة ومع طول المعاشرة تبدأ عيوب الطرف الآخر بالظهور، فما كان مخفياً صار اليوم ظاهراً، وما كان يُبرر له أصبح اليوم يُعاقب عليه! فتبدأ المشاكل والمنغصات من حينٍ لآخر، وتُكرر الأخطاء إذ كل منهما قد طُبع على نقصٍ يجاهد نفسه على تركه ولكنه لا يلبث أن يعود إليه، فهاهنا يأتي التوجيه النبوي الذي يريد للعباد خيراً ولحياتهم أمناً، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" [رواه مسلم]. فلا ينبغي للزوج أن يبغض زوجته لطبعٍ كرهه فيها، بل يغض الطرف عنه مصوباً بصره نحو طباعها الحسنة، ورغم أن الحديث موجه للزوج إلّا أنه يشمل كلا الزوجين، ونعتقد أنه جاء بهذه الصياغة لأن كره الزوج قد يؤدي إلى الإضرار بها بتنغيصٍ أو شتمٍ أو ضربٍ أو طلاقٍ، ولأن الرجل يحكمه عقله أكثر من عاطفته فلا تشفع لها محبتها في قلبه لتجاوز أخطائها، بينما تغلب على المرأة عاطفتها فتشفع له محبته في قلبها لتجاوز أخطائه. ومن لطائف الحديث أنه وصف الزوج والزوجة بالإيمان، وكأن في ذلك تنبيه للزوج بأنه يكفي الزوجة إيمانها لترضى عنها وتصبر على هفواتها وتعينها على تصحيح أخطائها، فتسيرا معاً في طريق الإيمان متحابين في الله تجاهدان نفسيكما على رعاية حق الله فيكما، فجاءت هذه الكلمة في هذا الموضع مهدئةً للنفس مريحةً للبال مطفئةً للغضب.
جمال القد مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس ولا شك أن الرجل قد يبغض المرأة لقصور في بعض مناحي الجمال فيها فلا ينبغي أن يتمادى في هذا البغض حتى تظهر آثاره في أقواله وأفعاله، فإنه إن كره منها ناحية رضي منها بناحية جمالية أخرى، وذلك مفهوم من فحوى الحديث وسياقه. ويلاحظ أيضاً أن المؤمنة لا ينبغي لزوجها أن يبغضها لعيب في خُلُقها أو خلقها لأن إيمانها يشفع لها، والمؤمنات بالنسبة للمؤمنين قليل. فمن ظفر بذات الدين فقد نال منتهى البغية، ويكفي أنه إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في ماله وعرضه. قال تعالى: { فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} (سورة النساء: 34). والمخاطب في هذا الحديث هو المؤمن؛ لأنه هو الذي ينتفع بالذكرى وتؤثر فيه الموعظة، وهو الذي يستجيب لله وللرسول لما فيه سعادته في الدنيا والآخرة. ولذا لم يقل رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لا يفرك رجل امرأة، بل قال: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً". وهذا الحديث تفسير وبيان لقوله تعالى: { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء: 19).
أي وعاشروهن حال كون المعاشرة قائمة على المعروف ومبنية عليه. وقوله – جلا وعلا -: { فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ} معناه. إن كرهتم شيئاً فيهن يتعلق بأوصافهن الخلقية والخلقية { فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}. وهو وعد مؤكد لا شك فيه، فإن "عسى" في جانب الله ليست للرجاء فحسب وإنما هي للترجية، والترجية من الله وعد، والله لا يخلف الميعاد، وكذلك "لعل" فإنها في جانب الله للتحقيق أيضاً. كقوله تعالى: { لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} (سورة الطلاق:1). والخير كلمة واسعة الدلالة في حصول منتهى البغية، فهو من الألفاظ التي لا تقف معانيها عند حد كالإحسان والبر والتعاون ونحوها من الكلمات المبسوطة في القرآن والسنة وكتب اللغة. وانظر كيف وصف الله "الخير" في الآية بالكثرة، فإن هذا الوصف توكيد لحصول الخيرية، وتعميق لمفهومهما. والمعنى: - أنه ما عاشر امرأته بالمعروف، وعاشرته بالمعروف، وكره أحد الزوجين من الآخر شيئاً فصبر واحتسب أجره على الله – تعالى – فإن الله – جلت قدرته – سيجعل لمن صبر واحتسب منهما خيراً يلقاه في الدنيا، ويلقاه في الآخرة. ولو فهم الناس هذه الآية على هذا الوجه الذي ذكرته ما وسعهم إلا أن يصبروا على ما ابتلاهم الله به، ويرضوا كل الرضى بقضائه وقدره، ويشكروه ما استطاعوا على وافر نعمه وواسع فضله.
وجملة تقيمها في موضع النصب على الحال، وفي الرواية الرابعة إن ذهبت تقيمه كسرته بتذكير الضمير، فهو عائد على الضلع. (وإن تركتها) دون تقويم وكسر استمتعت بها وبالنواحي الحسنة فيها، وفيها عوج. (من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر) فعل كان لا دلالة له في الأصل على غير الوجود في الماضي، من غير دلالة على انقطاع أو دوام، وتستعمل للأزلية، كما في صفاته تعالى، وقد تستعمل للزوم الشيء، وعدم انفكاكه، نحو قوله تعالى {{ وكان الإنسان عجولا}}[الإسراء: 11]. والمراد بالإيمان الإيمان الكامل، فلا يفهم منه أن من لم يتكلم بخير لا يكون مؤمنًا. وذكر هذه العبارة للحض على الطاعة، وخصه بالله واليوم الآخر إشارة إلى المبدأ والمعاد، أي من آمن بالذي خلقه، وآمن بأنه سيجازيه بعمله فعل ما أمر به، وكف عما نهى عنه. (واستوصوا بالنساء) السين والتاء للقبول والمطاوعة، مثلهما في قولنا: أقمته فاستقام، أي اقبلوا وصيتي، واعملوا بها، وقيل: السين والتاء للطلب، جيء بهما للمبالغة، أي اطلبوا من أنفسكم الوصية بهن، أو ليطلب الوصية بهن بعضكم من بعض، ويلزم من ذلك أن تحافظوا، لأن من وصى غيره بشيء كان أحرص عليه. والنساء اسم جمع، لا واحد له من لفظه، وواحده من معناه امرأة، وخيرًا المذكور في آخر الرواية منصوب على أنه صفة لمصدر محذوف، والتقدير: استوصوا استيصاء خيرًا، أو على أنه مفعول لفعل محذوف، والتقدير: استوصوا وافعلوا خيرًا، أو على أنه خبر يكن المحذوفة مع اسمها، والتقدير: استوصوا بالنساء يكن الاستيصاء خيرًا، ذكر ذلك النحاة في قوله تعالى: {{ وأنفقوا خيرًا لأنفسكم}}[التغابن: 16].
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي). 3 وكان من أخلاقه -صلى الله عليه وسلم- أنه جَمِيل العِشْرَة دائم البِشْرِ، يُداعِبُ أهلَه، ويَتَلَطَّفُ بهم، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته، ويُضاحِك نساءَه، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين يَتَوَدَّدُ إليها بذلك. قالت: سَابَقَنِي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فَسَبَقْتُهُ، وذلك قبل أن أحملَ اللحم، ثم سابقته بعد ما حملتُ اللحمَ فسبقني، فقال: ( هذِهِ بتلْك). 4 ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها. وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد، يضع عن كَتِفَيْه الرِّداء وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يَسْمُر مع أهله قليلاً قبل أن ينام، يُؤانسهم بذلك -صلى الله عليه وسلم- وقد قال الله تعالى: ** لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ** (21) سورة الأحزاب. " 5 وللقرطبي كلمات نضيفها في تفسير هذه الآية.. يقول في شأن المعاشرة بالمعروف: " أي على ما أمر الله به من حسن المعاشرة والخطاب للجميع... وذلك توفيه حقها من المهر والنفقة وألا يعبس في وجهها بغير ذنب، وأن يكون منطلقاً في القول لا فظاً ولا غليظاً ولا مظهراً ميلاً إلى غيرها" 6 "حتى عبوس الوجه لا ينبغي أن يكون... إنه ليس من العشرة بالمعروف، إن انبساط الوجه وتبسمك في وجه أخيك صدقة، فكيف بزوجك؟!
ذات صلة معنى الذوق العام ما معنى الذوق الفني عند العرب الذوق يتمتع كل إنسان بمجموعة من الصفات المهمّة التي تُنظّم أفعاله، وتضيف لها الجمال والوقار، وصفة الذوق هي واحدة من تلك الخصائص المحبب توفرها لدى الإنسان عند تعامله مع نفسه ومع الآخرين، كأن يكون الشخص ذوّاقاً في اختيار ملابسه وطريقة ارتدائها، حيث يُقال أنّ فلاناً لديه ذوق عالٍ في التعامل مع الناس، فدعونا نتعرّف في هذا المقال على تعريف كلمة الذوق، وأساليب تنميتها، وكيف تجلّت عند العرب. تعريف الذوق تعني كلمة الذوق احترام الإنسان لمفهوم مُعيّن أو مبدأٍ ما، وأن يتصرّف ببالغ الاحترام والأدب تجاه نفسه وتجاه الناس، ويُقصد به أيضاً مراعاة أدق التفاصيل في سلوك الشخص، وفعله، وقوله، وعندما نتحدث عن الذوق في اختيار المظهر مثلاً فلا بد من معرفة أساليب الموضة. تعريف الذوق العام القبول. يُشير المصُطلح الفرنسي الشهير بـ(إتيكيت) إلى التمتع بالذوق، وتعني هذه الكلمة المستخدمة على نطاقٍ واسع في العالم حرفياً: اللباقة وفنّ التصرف. يُعتبر التمتع بالذوق أيضاً، جزءاً من ثقافة الإنسان؛ فالشخص الذي يراعي الأدب، ويلتزم بالمعايير الأخلاقية؛ هو بالضرورة يُعبّر عن مدى رقيّه المعنوي؛ ويمكن لأي شخص اختبار ذوق آخر؛ عبر معاشرته والاختلاط به، ويُطلق على من يتمتع بالذوق، ويجعله منهجاً في حياته وجميع تصرفاته؛ لقب الذّواق.
مظاهر التمتع بالذوق الاستئذان في فعل أمرٍ ما، أو طلب غرض يخص الآخر. المصافحة عند لقاء الناس والاجتماع بهم. خفص الصوت عند مخاطبة الآخر، أو الحديث في الأماكن العامّة. التبسم في وجه الآخرين، وحسن التعامل معهم. المحافظة على النظافة في الأماكن العامّة. عدم السخرية من مظاهر الناس وأشكالها الخارجيّة. أساليب تنمية الذوق معرفة القواعد الأساسيّة الضابطة للسلوك البشري: وفهم ما يصح من الأمور وما لا يصح منها، وذلك يتمثل باتّباع الآداب العامّة، واحترام حاجات الآخرين، وأوضاعهم والهيئات التي خلقهم الله عليها. تدريب الأحاسيس الإنسانية: على الاتصال بمعاني الجمال المادي والمعنوي. الالتزام المتواصل بالآداب: سوف ينمّي الشعور التلقائي بالذوق، ويفتح سُبلاً كثيرة أمام الشخص لتطوير ذوقه تجاه معظم الأمور الحياتيّة. تعريف الذوق العام 1443. تطوير الإبداعات الشخصيّة: سواء في مجال العمل، أو في طريقة ترتيب المنزل، أو أسلوب الحياة عموماً، فالبحث عن الإبداع سيرافقه تطوير المدارك الحسيّة بالجمال. الذوق عند العرب قديماً تميّز العربي البدوي بكرمه العالي عند حضور الضيف، فكان يذبح الشاه أو الغنم، ويخصص له التعاليل والترحيب، ويأتي بعازف الربابة إلى خيمة الشيخ أو رئيس القبيلة، ويرحب به دون الاستفسار عن حاجته، أو غرض زيارته، وحتّى اسمه، ومن أيّة عشيرةٍ أتى، إلا بعد مرور ثلاثة أيام؛ حتى يرتاح فيها من تعب السفر والترحال.
() الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المكان ليست من آداب الذوق العام. () الجلوس أو الوقوف في الأماكن المخصصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من آداب الذوق العام. () تشويه المرافق العامة والمتنزهات ليست من آداب الذوق العام. () يذكر الطلبة أربعة من الممارسات المخالفة لآداب الذوق العام في الأماكن العامة. لأهمية حماية الذوق العام وتوعية الناس بذلك، يقترح الطلبة ثلاث عبارات مناسبة للنشر كتغريدات في (تويتر). تعريف الذوق العام الدراسي. يصف الطلبة أثر السلوك الخطأ على الآخرين.
أقرأ ايضاً: بَحث عن دور المواطن في المحافظة على الامن المظاهر الدالة على الذوق العام الاستئذان قبل دخول أي مكان مملوك للآخرين ، يقول تعالى: (لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا)" سورة النور -27″ ، وبالتالى فالإستئذان يعتبر من أهم الأخلاق الحميدة. إفشاء السلام على كل الناس: إلقاء السلام على كل الناس حتى ولم نكن نعرفهم والمصافحة بالأيدى يعد من مظاهر الذوق العام ويعد سبيلا لدعم المحبة والود بين الناس. الإبتسامة وبشاشة الوجه: إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ). الذوق العام ص 87. تعمد التحدث بصوت معتدل: يعتبر مظهر للذوق العام إذ أن رفع الصوت بدون فائدة أمر غير مقبول اجتماعيا. المحافظة على خصوصيات الناس وشعورهم: فهو شكل من أشكال الذوق العام بالإضافة لتجنب إطالة النظر في أشكال الناس بدون مبرر. المحافظة على نظافة المظهر والمكان: من أهم مظاهر الذوق هى الحفاظ على النظافة وتجنب إلقاء القمامة في الأماكن العامة. أقرأ ايضاً: بَحث عن الفرزدق كيفية التحلى بالذوق العام ديمومة قراءة القرآن الكريم لأنه مصدر من مصادر اكتساب الآداب والذوق العام.