ويؤكد زميله المتدرب حسن حميتو من المغرب: إنَّ شعور زيارة مكة المكرمة في هذه المناسبة القرآنية لا يوصف، فأنت في أطهر البقاع وبجانب البيت الحرام الذي يتمنى الإنسان النظر إليه، وقد حقق الله هذه الأمنية، وأسأل الله عز وجل أن يجزي المسؤولين خير الجزاء ويثيبهم وكل من سعى لتحقيق هذه الأمنية. ويقول واصفاً مشاركته في فعاليات المسابقة: المشاركة في هذه المسابقة شعور بالاعتزاز والفخر، فهي رأس المسابقات القرآنية العالمية، فالكل يتمنى أن يشارك فيها وأن يكون له إسهام فيها، ولو بالحضور في هذه المسابقة؛ لأنها في مهبط القرآن في مكة المكرمة مما يزيد المسابقة علواً وشأناً ورفعةً ويجعل كل إنسان يتمنى المشاركة فيها. أما المتسابق أحمد فارس حسن الفيومي من الأردن فيصف رحلته للديار المقدسة: الحمد لله أن وفقنا وجئنا إلى بلده، وليس هناك بالنسبة لي أعظم من المجيء إلى بلد الله في ظل كتاب الله وفي رحلة قرآنية، والشيء يشرُف إذا نسب إلى عظيم فالحمد لله أولاً أن شرفنا بحمل كتابه وجاء بنا إلى بلده. كلمات شوق لبيت الله الحرام قصة عشق. محمد فاروق شعيب من لبنان مشارك في الدورة التدريبية يعبر عن مشاعره إزاء هذه الرحلة القرآنية المقدسة فيقول: شعور رائع جداً زيارة بلاد الحرمين، جئنا لنعتمر ولنجلس مع أهل القرآن الكريم مع أهل الله وخاصته، هؤلاء الناس الطيبون الذين يخدمون أهل القرآن الكريم.
اللهم ارزقنا حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وسعياً مشكوراً وتجارةً لن تبور
ولبلدنا واقتصاده نور الله صدرك ، كلما غربت الشمس والقمر ، وأزاح الله همك كلما حج فوج واعتمر ، وجعل الله ذريتك كأبي بكر وعمر وغفر الله لوالديك على مد البصر وأكثر الله من أحبابك بعدد مخلوقاته من أجناس البشر اللهم سلم الحجاج والمعتمرين في برك وبحرك وجوك اللهم أعدهم إلى أهليهم سالمين غانمين. بشراكم يا حجيج بيت الله وهنيئا ً لكم. بشراكم إجابة الدعوة ، وهنيئا ً لكم سقوط الذنوب دنت شمس العشر وكتب لك الأجر وبلغك يوم النحر وبيض وجهك يوم الحشر.
قال تعالى: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، قال ابن سيده في المحكم والمحيط الأعظم: (الفرح نقيض الحزن، وقال ثعلب: هو أنْ يجد في قلبه خفَّة،... وقوله تعالى: ﴿ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ قال الزجاج: معناه - والله أعلم - لا تفرح بكثرة المال في الدنيا؛ لأنَّ الذي يفرَحُ بالمال يصرفه في غير أمر الآخرة" [1].
السؤال: السؤال الثالث والأخير في رسالة الأخ صالح سعد العوفي من المدينة المنورة، يقول فيه: ما تفسير قول الله : إِِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص:76] الآية، أفيدونا أفادكم الله؟ الجواب: هذه الآية في قصة قارون ، قال له قومه: لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص:76] المراد بذلك: الفرح الذي يصحبه الكبر، والبغي على الناس، والعدوان، والبطر، هذا المنهي عنه فرح البطر والكبر. أما الفرح بفضل الله وبرحمته ونعمه وإحسانه، هذا مشروع، كما قال الله : قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58] فالمؤمن يفرح أن الله هداه للإسلام، وأن الله أعانه على صلاة الجماعة، وأن الله أعانه على بر والديه، وصلة أرحامه، وأعانه على فعل الخير، هذا مشروع، ينبغي له أن يفرح بذلك، وأن يسر، بل يجب عليه أن يفرح بذلك، ويغتبط بهذا، ويحمد الله على ذلك. أما الفرح المذموم، فهو الفرح الذي يصحبه الكبر والتعاظم، والبطر، واحتقار الناس، هذا هو المذموم. قارون الوهمي.. لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ. نعم. المقدم: أحسن الله إليكم. فتاوى ذات صلة
ولقد كان فرح قارون من النوع السلبي المذموم، وسار به الفرحُ لمنزلقٍ خطير، هو منزلق الكبر والفخر والعجب، فوقع في براثن هذه الآفات فخسر محبة الله - جل جلاله - التي معها الفوز والنجاة، ولم تسعفه قرابته من موسى عليه السلام، ولم يسعفه كثرة تلاوته للتوراة، لقد ذهب كل ذلك هباءً عندما فرح قارون فرح المغرور المخدوع، فخرج من نطاق محبة الله - جل جلاله - فخسر كل شيء. [1] المحكم والمحيط الأعظم؛ ابن سيده (3 / 311). [2] انظر: تفسير الكشف والبيان؛ للنيسابوري (7 / 269). [3] تفسير القرآن العظيم؛ ابن كثير (6 / 253). [4] الدر المنثور؛ جلال الدين السيوطي (6 / 479). [5] جامع البيان في تأويل القرآن؛ ابن جرير الطبري (15 / 105). [6] سنن ابن ماجه، باب فضل الشهادة في سبيل الله (2 / 935)، حديث: 2799. [7] تفسير البحر المحيط؛ أبو حيان الأندلسي (3 / 32). تفسير قوله تعالى ..إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِين - إسلام ويب - مركز الفتوى. [8] أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير؛ أبو بكر الجزائري (3 / 26). [9] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن؛ محمد الأمين الشنقيطي (7 / 549). [10] أيسر التفاسير؛ أسعد حومد ( 1 / 481). [11] صحيح البخاري، باب: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا ﴾ (4 / 1664، حديث: 4291).
بينما يُحذِّر القرآن الكريم المؤمنينَ من الفرح الذي يؤدي إلى البطر ونسيان حقوق الله - جل جلاله - قال تعالى: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 23]، جاء في تفسير الشنقيطي: "ولا تفرَحوا بما آتاكم؛ لأنكم إذا علمتم أنَّ ما كتب لكم من الرزق والخير لا بدَّ أنْ يأتيكم قَلَّ فرحكم به" [9].
كن مِن هؤلاء: حبيبي الغالي، مِن حقك أن تفرح بطاعة الله من حجٍّ وصلاة، من صيام وزكاة، من الوقوف مع الحق، وحسن الجوار، وطاعة الوالدين، وصلة الأرحام وغيرها كثير؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].
جمال الصوت، وصفاء النفس، وروعة القرآن، وبركة الزمان، وهدوء المكان يُشعِرُك وكأن كلماتِ الله تتنَزَّل على قلبك الآن، وأنت وحْدَك المعنيُّ بها دون بني الإنسان، إنَّها روح جديدة تأتي مع بزوغ كل فجر جديد، إنَّها حياة جديدة تولد مع ميلاد كل يوم جديد، حياة جديدة تَمُرُّ على القلب المكدود، تجري فيه الدِّماء، وتبعث فيه الرُّوح، وتُجدد فيه الحياة، وتشعل فيه الأمل.