مازال العلماء مختلفين حول حدود حرم المدينة المنورة منذ أكثر من 600 عام عندما أنكر بعض العلماء، دون وجه حق، وجود جبل ثور في المدينة المنورة، كما يقول الباحث في تاريخ المدينة المنورة الدكتور سليمان الرحيلي. والاختلاف الذي يتواصل بين العلماء والباحثين يتركز أوله في الحدود الشرقية والغربية للحرم، ثم تطور كما يقول الرحيلي إلى «الاختلاف بين النصوص الصحيحة في هذا المجال، وبين الأعلام التي عملت في السنوات الأخيرة في تلك الجهتين». وتتواصل في المدينة المنورة حاليا اللقاءات بين الباحثين والدارسين، التي بدأت الاثنين الماضي محاولة لحسم الجدل القائم حول الحدود، حيث كلفت اللجنة الفرعية المشكلة من هيئة كبار العلماء في اجتماعها في المدينة المنورة نهاية محرم الماضي مركز دراسات وبحوث المدينة المنورة بجمع آراء الباحثين المختلفة في حدود الحرم ودراستها وتدقيقها، للخروج بتصور نهائي يتم الاعتماد عليه.
الملف الصحفي عنوان الخبر: حدود حرم المدينة المنورة الجهة المعنية: مقالات أعضاء هيئة التدريس المصدر: جريدة المدينة رابط الخبر: أضغط هنا تاريخ الخبر: 01/02/1431 نص الخبر: السبت, 16 يناير 2010 د. محمود إبراهيم الدوعان أتابع باهتمام ما يكتب على صفحات الجرائد من مساجلات بين العلماء حول حدود حرم مدينة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وحدوده التي أشار إليها النبي –صلى الله عليه وسلم- وحددها بمظاهر طبيعية. حدود حرم المدينة. ولما كانت مظاهر السطح وأشكاله في المدينة المنورة أحد اهتماماتي البحثية فقد كتبت بحثا عن «الأودية الداخلة إلى منطقة الحرم بالمدينة المنورة» عام 1420هـ، وهو من إصدارات الجمعية الجغرافية السعودية، ومن خلال ذلك البحث وما قمت به من عدة زيارات ميدانية لطيبة الطيبة وحرارها وجبالها وسهولها ووهادها، فقد تعلمت من ذلك الشيء الكثير عن المدينة النبوية ومظاهر سطحها الطبيعية. وقد كانت أحد أهداف ذلك البحث هو دراسة الأودية الداخلة إلى حرم المدينة المنورة، وقد وجدت من خلال تلك الدراسة إن أودية الحل لا تدخل منطقة الحرم، وإن حرم المدينة نفسها لا تدخله إلا ستة أودية فقط: ثلاثة منها رئيسة وثلاثة فرعية، أما الرئيسة فهي: وادي قناة (العاقول) في شرق المدينة، ووادي العقيق (المبارك) ويقع في غرب المدينة، ووادي بُطحان فيما بينهما ويقع في جنوب شرق المدينة.
ويركز الدكتور الرحيلي على المفهوم الشرعي المعهود، ويرى أن تحديد حدود المدينتين المقدستين، وهما الوحيدتان في العالم اللتين حددهما الشرع، له حكمة نعرفها أو عرفنا بعضا منها، إضافة إلى أهمية النظر إلى حدود الحرم وحماه بمفهوم مدني وحضاري راق جدا في الحفاظ على المدن وتنظيمها وحمايتها من التلوث والحفاظ على الحياة الفطرية في محيطها. ويؤكد الدكتور الرحيلي ذلك حيث يقول: «إعادة دراسة حدود الحرم علمية بحتة تهدف إلى الملاءمة بين تحقيق النصوص الصحيحة فيها، وتلافي اللبس أو القصور عند تنفيذ أعلامها على الطبيعة، لاسيما في الشرق والغرب والحق أحق أن يتبع علماً وتطبيقياً بعيداً جداً عن أي اعتبارات أو تأثيرات أخرى». مصالح شخصية بالعودة إلى عالم الآثار الدكتور عبدالرحمن الأنصاري فإنه يرى أن لإعادة الجدل في هذا الموضوع مصالح شخصية «أعتقد أن هذا الجدل لن ينتهي لأنه قد تكون هناك مصالح في مد الجبل شمالا أو جنوبا، مثل إضافة أراض لتكون داخل حدود الحرم، لذلك أرى أن البقاء كما هو عليه الآن هو الأصلح». حدود حرم نة. شراء داخل الحدود ومن جانب آخر فإن بعض المواطنين وخصوصا من خارج المدينة المنورة عندما يرغبون في شراء أراض للسكن أو الاستثمار يفضلون أن تكون الأراضي المشتراة داخل حدود الحرم، ودلل على ذلك محسن الحربي (عقاري)، الذي يؤكد أن «أول سؤال يواجهنا من القادمين من خارج المدينة المنورة والراغبين في شراء أراض للسكن إن كانت داخل أو خارج حدود المدينة، وبالتالي فالأسعار تختلف تماما بين داخل وخارج المدينة».
الثقافية - المدينة المنورة: استأنف صالون أسرة الوادي المبارك في نادي المدينة المنورة الأدبي نشاطه بمحاضرة لعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور محمد بن حسين الجيزاني بعنوان: (جبل ثور.. الحقيقة الغائبة) الذي أكدَّ أن ثمة حقائق غابت على عدد من أهل العلم والباحثين والمؤرخين في تحديد موقع جبل ثور بالمدينة والتبست عليهم الكثير من الأمور بشأنه حتى أن منهم من نفى وجوده في المدينة، وأشار الجيزاني أن الخلاف حول تحديد جبل ثور التاريخي ظهر عام 1374هـ. فاز بها مهندس سعودي. وقال: أنه لم يرد بين أهل العلم والمؤرخين خلاف على موقع جبل ثور التاريخي وهو جبل صغير يقع في محاذاة جبل أحد من جهته الشمالية إلا قبل خمسة عقود عندما شكك إبراهيم العياشي وتردد في كتابه: (المدينة بين الماضي والحاضر) بينه وبين جبل صغير آخر يقع على طريق المطار حالياً يعرف بجبل الخزان. مشيراً إلى أن رأي العياشي تلقاه من بعده جملة من المؤرخين بالإذعان والقبول نظراً لمكانة العياشي العلمية في ذلك الزمان، وبحسب المحاضر أن العياشي فتح باب الاجتهاد حتى وصلت المواقع المختلف عليها لحد حرم المدينة الشمالي 4 مواقع.
وأبدوا استغرابهم من صمت الأمانة تجاه هذه المخالفات البيئية والصحية والدينية والاجتماعية، مؤكدين أنهم تقدموا لها بشكاوى عدة، مطالبين إياها بإعادة تأهيل العلامات الحدودية وإزلة المباني المهجورة وإعادة التربة التي تنظم تصريف مياه الأمطار.
وهذا والله سر من أسرار المدينة المنورة. أما الحرة الغربية فالوضع مغاير فيها لأنها أقل امتدادا من الشرقية وتصل إلى مناطق وتنقطع في أخرى، ولكن الذي حجب أودية الجهة الغربية هو مجرى وادي العقيق، وكما ذكر المؤرخون والباحثون والشارحون لأحاديث النبي –صلى الله عليه وسلم- أن للمدينة حرمين: حرم الصيد وحرم الشجر أو (حمى الشجر) وهو أوسع من حرم الصيد، وأشاروا إلى حديث النبي –صلى الله عليه وسلم – «حرم المدينة بريد ببريد» أو كما قال. حدود المدينة المنورة تنبش خلافات 600عام - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. «المدينة كلها حرم: فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». ولقد توقفت عن الخوض في هذا الموضوع لأني أعلم بأن هناك لجنة على مستوى عالٍ من العلماء البارزين مصحوبين بثلة من العلماء المتخصصين في دراسات المدينة المنورة، لوضع حدود الحرم في مواقعها ومواضعها الصحيحة، فنسأل الله لهم التوفيق والنجاح في إنجاز المهمة الموكلة إليهم، وأن يرشدهم الله إلى طريق الصواب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأبدى خشيته وسكان الحي من انهيارها في أي لحظة، لافتا إلى أن الشركات جرفت الرمال من سفوح الجبال والأراضي الفضاء وتركت المبانى والمجسمات الحدودية للحرم آيلة للسقوط. وأكد أنهم يحسون بعدم الأمان على أرواحهم وممتلكاتهم، مطالبا المسؤولين بالتدخل الفوري تجنبا لوقوع حوادث بشرية، إذا ما استمرت الشركات في عملها. وقال على الرغم من ترك تلك الشركات لعلامات الأرض الفضاء لتحديد مساحتها إلا أنها تعدت على العلامات الحدودية والمجسمات البنائية التي وضعتها أمانة المنطقة لتحديد حرم المدينة. وأكد أهمية تلك العلامات للسكان والقادمين من خارج المدينة، خاصة أنها تتعلق – بحسب قوله - بأحكام شرعية مثل الحل والحرم في قتل الصيد وقطع الشجار ونحوه. وأشار عدد من سكان حي باعقيل إلى أنهم رفعوا شكواهم للمسؤولين عما تقوم به شركات البناء في التسابق بسحب الرمال من سفوح الجبال داخل المدينة، لافتين إلى أنهم لم يجدوا تجاوبا منهم. وبينوا أن الأتربة والغبار الناتجة عن أعمال جرف التربة اليومي تؤثر على صحتهم وجعلتهم هدفا مباشرا لأضرار السيول المنحدرة من الجبال، كون التربة كانت تمثل حائط صد لمياه الأمطار وتنظم سيرها للمجرى المعد لتصريفها.