[٩] قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ... } [١٠] نزلت في ثابت بن قيس حيث أنّه كان في أذنيه وقر، فكان إذا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أوسعوا له حتى يجلس بجنبه، وفي يوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يقول تفسحوا تفسحوا، فقال له رجل قد أصبت مجلسا فاجلس، فجلس وهو غضبان، فسأل ثابت عن الرجل فقيل له فلان، فقال ابن فلانه، وذكر اسماً لأمه كان يعيّر بها في الجاهلية، فاستحيا الرجل، فنزلت الآية. سبب نزول سورة الحجرات. [١١] المواضيع التي تناولتها سورة الحجرات بعد التعرف على سبب نزول سورة الحجرات، وبعض المعلومات عن السورة الكريمة، لا بد من ذكر المواضيع التي تناولتها السورة الكريمة، فقد تناولت العديد من الآداب، ومن هذه الآداب ما يأتي: [١٢] الأدب مع الله تعالى، والأدب تجاه شريعته، وتجاه أمر رسوله صلى الله عليه وسلم. أدب خفض الصوت إذا تحدث المؤمنون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيماً لقدره. عدم سماع الشائعات دون التثبت من الأخبار التي يتم نقلها. الإصلاح بين المتخاصمين. التحذير من السخرية من الآخرين، ومن الهمز واللمز، والتحذير من الغيبة والنميمة، والحث على مكارم الأخلاق.
[1] "إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" سبب نزول هذه الآية أنّه جاء جماعة من العرب فقالوا هيا بنا نذهب ونسمع من ذلك الرجل يقصدون رسول الله -عليه الصّلاة والسلام-)، فإن كان نبيّاً فرحنا به، وإن كان مَلَكا أخَذَنا تحت جناحه. سبب نزول سورة الحجرات والتعريف بالسورة الكريمة - موقع محتويات. وقد ورد هذا الحديث عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قَالَ: "اجْتَمَعَ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ يَكُ نَبِيًّا فَنَحْنُ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ يَكُ مَلِكًا نَعِشْ بِجَنَاحِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بما قالوا فجاؤوا إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فَجَعَلُوا يُنَادُونَهُ وَهُوَ فِي حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ يا محمد، فأنزل الله تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي، فَمَدَّهَا فَجَعَلَ يَقُولُ "لقد صدق الله تعالى قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لِقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ". [2] "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" سبب نزول هذه الآية أنّ الحارث بن ضرار من بني المصطلق (وهو والد زوجة الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-) قَدِمَ على رسول الله فدعاه إلى الإسلام فأسلم، ودعاه إلى الزكاة فأقرّ بها، وقال: يا رسول الله، أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام ودفع الزكاة، فمن استجاب وأسلم جمعت زكاته.
ثم تأتي خاتمة السورة لإقرار وتأكيد أنّ الله سبحانه وتعالى يعلم غيب السموات والأرض، والله سبحانه وتعالى بصير ومُطّلع على جميع البشر وما يعلمون.
[٣] قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ... } [٤] نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس بن شماس، فقد كان جهوري الصوت، وكان في أذنيه وقر وكان إذا تكلم مع أحد رفع صوته، فربما رفع صوته عندما يتكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت هذه الآية. [٥] قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [٦] نزلت في ناس من بني تميم جاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فنادوا عليه وهو في حجرته: أن اخرج إلينا يا محمد فتأذى النبي- صلى الله عليه وسلم- من صياحهم، فنزلت هذه الآية.
كيفيّة التّعامل مع الفاسقين، وتقصّي صحّة الأخبار قبل تناقلها وتداولها. الإصلاح بين المسلمين، ووأد الفتنة التي يُمكن أن تأثّر على لُحمة المسلمين، واتّ؛ادهم. تجنّب السّخرية من خلق الله -عزّ وجلّ-، فقد يكون من تسخر منه، أو من تسخر منها أفضل عند الله منك. تجنّب الهمز واللمز، والتنابز بالألقاب. تجنّب الظن السيّء، فإن بعض الظنّ إثم، وتجنّب التجسُّس. تجنّب الغيبة والنميمة، وشبّه الله -عزّ وجلّ- من يُمارسها بأنه كالذي يأكل لحم أخيه ميتا. أساس القبول عند الله هو التّقوى والعمل الصالح، فلا تفاضل لأحد النّاس على الآخر إلا بالتّقوى.