وروى ابن خزيمة في التوحيد عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ينزلُ اللهُ تبارك وتعالَى إلى سماءِ الدُّنيا كلَّ ليلةٍ فيقولُ: هل من داعٍ فأستجيبَ له ؟ هل من سائلٍ فأُعطيَه ؟ هل من مستغفرٍ فأغفرَ له؟ ". وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ". (الترمذي وغيره وصححه الألباني). 2- في السجود: قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِن (أي جدير) أن يستجاب لكم ". (مسلم). اداب الدعاء , ما هي اداب الدعاء - بنات كول. 3- أن يبيت طاهرا على ذكر فيتعار من الليل فيدعو: قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً فيتعار من الليل(أي يتقلب ويستيقظ) فيسأل الله تعالى خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه " (أحمد وغيره). 4- عند الأذان: قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء " (صححه الألباني في صحيح الجامع). وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا نودي بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء " (صححه الألباني).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، وما يسمع لهم صوت، أي: ما كانت إلا همسًا بينهم وبين ربهم -عزَّ وجل-، وذلك أنَّ الله –عزَّ وجلّ- يقول: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ﴾ [الأعراف: 55] [9] ، ثم ذكر شيخ الإسلام رحمه الله فوائد عديدة لإخفاء الدعاء، يحسن بالمسلم أن يرجع إليها. ومما يُنهى عنه في هذا الباب: الاعتداء بالدعاء، والتكلف والسجع فيه، واستعجال الإجابة، والدعاء بإثم، أو قطيعة الرحم، وأكل مال الحرام يمنع الإجابة، والتردد بالدعاء، وقرن الدعاء بالمشيئة. اداب الدعاء , ما هي اداب الدعاء - المميز. فائدة: ربما يسأل البعض: ماذا أقول في دعائي؟ فالجواب: ادع بما تريده من أمور الدنيا والآخرة، واحرص في دعائك على جوامع الكَلِم، وهي الأدعية الواردة في الكتاب والسُّنَّة، ففيها سؤال خيري الدنيا والآخرة، وتأمل هذا السؤال حين عُرض على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فأجاب بكلمات عظيمات، تجمع للمسلم الدنيا والآخرة، فما أعظمها من بشارة، وما أجزلها من عطيَّة، فتمسك بهن وتدبرهن. عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه: «أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي»، وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلاَّ الإِبْهَامَ: «فَإِنَّ هؤُلاَءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ» [10].
د- البدء بالثناء على الله عز وجل، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم. لِمَا رواه الترمذي، عن فَضَالَةَ بن عُبَيْد رضي الله عنه قال: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ، ثُمَّ ادْعُهُ» [3]. وفي رواية له: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ» [4]. ما هي آداب الدعاء - Layalina. هـ- دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى. فيختار من أسماء الله الحسنى ما يلائم دعاءه ويوافقه؛ فإذا سأل الله - سبحانه- الرزق، قال: «يا رزاق»، وإذا سأله الرحمة، قال: «يا رحمن يا رحيم»، وإذا سأله العِزَّة، قال: «يا عزيز»، وإذا سأله المغفرة، قال «يا غفور»، وإذا سأله شفاء قال: «يا شافي». وهكذا يدعو بما يناسب دعاءه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180].
الحرص على التأدب في الحديث مع الله من خلال اختيار أفضل الكلام وأحسنه، مع خفض الصوت وخشوع القلب. الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى. إبداء الحاجة والتذلل والافتقار إلى الله جل وعلا والبكاء من القلب خلال الدعاء. استشعار الرهبة من الله والرغبة في التقرب منه واستحضار مدى عظمته. الثناء على الله جل وعلا والإكثار من الصلاة على الحبيب المصطفى قبل البدء في طلب الدعاء وبعد الانتهاء منه. فضل الدعاء الدعاء من أفضل العبادات وأعظمها التي يمكن أن يتقرب بها إلى العبد إلى الله تعالى حيث يتوجه المسلمون إلى ربهم بالدعاء بملأ إرادته وهي أحد أهم الوسائل التي يتصل بها العبد إلى ربه وهو ما ورد في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والنصوص الشرعية، كما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ)، كما قال صلى الله عليه وسلم (سلُوا اللهَ مِنْ فضْلِهِ، فإِنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ يُسْأَلَ، وأفضلُ العبادَةِ انتظارُ الفرَجِ). [2] فهو عبادة حقيقة لما به من الإقبال على الله سبحانه وحده دون أحد من العباد فلا يرجو سواه ولا يخاف من أحد غيره فهو إقرار واعتراف بالعبودية إلا الله والتذلل إليه وهو ما قال فيه رسول الله صلى عليه وسلم (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ ثمَّ قال وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، كما تبين فضل الدعاء في قول النبي الحبيب (الدُّعاءُ ينفع مما نزل ومما لم ينزِلْ، فعليكم عبادَ اللهِ بالدُّعاءِ).
أخطاء تقع في الدعاء الدعاء بالموت، وسؤال الله ذلك. الدعاء على النفس، والأهل، والأموال. الدعاء بتسريع العقوبة. الدعاء بقطع الأرحام. حصر الرحمة، كالقول: اللهم ارزقني وحدي، أو اللهم اشفني وحدي. اليأس، وعدم اليقين بإجابة الدعاء. رفع الصوت بشكل مُبالغ به. دعاء الله بأسماء لم ترِد في القرآن، ولا في السنة. أن يكون مقصد الداعي فاسداً.