وفي البجيرمي -الشَّافعي- في حاشيته على الخطيب: "وصوتُها ليس بعورةٍ على الأصحّ، لكنْ يَحرُم الإصغاءُ إليه عند خوفِ الفتنة ، وإذا قرَعَ بابَ المرأة أحدٌ فلا تُجيبُه بصوتٍ رخيمٍ، بلْ تغلِّظ صوتَها بأنْ تَأْخُذَ طرف كفَّيْها بفِيها وتُجيب". قال ابْنُ مُفلح -الحنبليّ- في "الفروع": "ولَيْسَ صَوْتُ الأَجْنَبِيَّةِ عَوْرَةً، على الأَصَحِّ، ويَحْرُمُ التَّلَذُّذُ بِسَمَاعِهِ ولو بقِرَاءَةٍ" اهـ. هل صوت المرأة عورة مع الدليل – أخبار عربي نت. ومِمَّا سبقَ يتبيَّنُ أنَّ صوتَ المرأةِ بِالنِّسبة لِلرجال الأجانبِ عنْها ليسَ بِعورة، إن كان يَخرُج طبيعيًّا لا نغمة فيه ولا تَمطيط ولا تَليين ولا تَكسُّر، ولا حَرَجَ عليْها في مُحادثتِها وكلامِها، كما لا حَرَجَ على الرَّجُل في الإصْغاءِ إليها بِالضوابط الشرعيَّة. أمَّا إنْ كان فيه نغمةٌ وتَمطيطٌ فلا يَجوزُ بِحضرةِ الأجنَبِيّ، كما لا يَجوزُ لِلرَّجُل قصدُ التلذُّذ بِسماع صوتِها، والإصْغاء إليْها. وللمزيدِ راجِعْ: " حكم صوت المرأة فيما يسمى بالنشيد الإسلامي " على موقِعِنا،، والله أعلم. 11 0 75, 010
قال النووي في "شرح مسلم": "وفيه أنَّ كلام الأجنبيَّة يُباح سَماعُه عند الحاجة، وأنَّ صوتَها ليس بِعورة". وهو قولُ جُمهورِ أهْلِ العِلم من الأئمَّة الأربعة وغيْرِهم: قال صاحب "مراقي الفلاح" –الحنفيّ-: "وتقدَّم في الأذان أنَّ صوتَها عورةٌ، وليسَ المُراد كلامَها بل ما يَحصُل من تَليينِه وتَمطيطِه".
وُلدت "أم السعد" في 11 يوليو/تموز عام 1925 في قرية البندارية مركز تلا بمحافظة المنوفية، لم تشهد هذه السيدة عصر تلاوة السيدات للقرآن في الإذاعة المصرية، ولكنها ساهمت في تعليم الكثيرين من كل الدول ومنحهم إجازة التلاوة. فقدت أم السعد بصرها في عامها الأول نتيجة الوصفات الطبية الخاطئة، ولم تتعلم إلا تلاوة القرآن على يد "نفيسة أبو العلا" المرأة التي لم تتزوج طوال سنوات عمرها الثمانين لأنها نذرت حياتها للقرآن! في عمر الخامسة عشرة أتمت أم السعد حفظ القرآن في مدرسة "حسن صبح" بالإسكندرية وحينما ذهبت إلى نفيسة أبو العلا لتمنحها الإجازة اشترطت عليها أن تعدّها بأن لا تتزوج لأنها لا تقوم بتعليم النساء لأنهن ينشغلن عن القرآن بالزواج، وحينما وافقت أم السعد علی هذا الطلب بدأت في تعلم التلاوة بالقراءات العشر التي أتمَّتها في سن الثالثة والعشرين، ولكنها لم تتمكن من الوفاء بوعدها للشيخة نفسية، لأنها وقعت في حب أول مَن منحت له الإجازة الشيخ "محمد فريد نُعمان" أحد أشهر قراء إذاعة الإسكندرية. كان الشيخ محمد فريد ضريراً هو الآخر وتم تعليمه على يد أم السعد خلال خمس سنوات، وبعدما منحت له الإجازة طلب يديها ووافقت واستمر زواجهما 40 سنة بلا أطفال حتى وفاتها في 9 أكتوبر/تشرين الأول في 2006.