سورة التكوير من الآية (1) إلى الآية (18) وعدد آيات السورة كاملة (29) آية كريمة. التفسير حرفياً: " والمراد بقوله تعالى: "و الصبح إذا تنفس" إدبار الليل. وقيل: المراد بها إقبال الليل: و هو بعيد لما عرفت. ما هو الشي الذي لا يتنفس ولا روح له ؟ | المرسال. قال تعالى: "و الصبح إذا تنفس" أي عطف على الخنس، وقوله "إذا تنفس" قيد للصبح، و كذلك عد الصبح متنفسا ، وهذا بسبب انبساط ضوئه على الأفق ، و دفعه الظلمة التي غشيته نوع من الاستعارة بتشبيه الصبح، و قد طلع بعد غشيان الظلام للآفاق ، بمن أحاطت به متاعب أعمال شاقة ثم وجد خلاء من الزمان فاستراح فيه، و تنفس ، فعد إضاءته للأفق تنفسا منه كذا يستفاد من بعضهم". أما الزمخشري فقد ذكر فيه وجها آخر فقال في الكشاف: " فإن قلت: ما معنى تنفس الصبح؟ قلت: إذا أقبل الصبح أقبل بإقباله روح و نسيم فجعل ذلك نفسا له على المجاز".
[١٢] وقيل أيضاً إنَّ الشَّبه بين لفظ "تنفّس" الوارد في الآية الكريمة وبين التَّنفّس لما يُرافق الصُّبح من هواءٍ عليلٍ ونسيمٍ لطيف، فأشبه هذا النَّسيم الأنفاس، وأشبه الصَّباح الكائن الذي يتنفَّس هذه الأنفاس. سورة التكوير - أحد التلاوات النادرة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد بدون أصوات الحضور - YouTube. والحكمة من إيراد هذا القسم هو تشبيه خُروج الضِّياء من العتمة كخروج الأموات من قبورهم ونُشورهم بعد الموت. [١٢] ولم يقتصر قَسم الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم على الصُّبح؛ بل يحقُّ لله -سبحانه وتعالى- أن يُقسم بما شاء من مخلوقاته، وبالفعل أقسم الله تعالى بالعديد من الأمور، وكلُّ هذه الأمور التي أقسم الله -تعالى- بها تشترك بأنهَّا دالَّةٌ على قدرته، ووحدانيَّته، وحكمته، ويُقيم بها الله -تعالى- الحُجَّة على من أنكر وجوده أو وحدانيَّته. [١٣] [١٤] والقَسم بالصُّبح أيضاً فيه إيذان بقدومِ يومٍ جديد مع ما يحَمله من فُرصٍ جديدةٍ، وآمالٍ عديدة، وفي هذا إحياء للأمل في النُّفوس. [١٣] [١٤] وتجدر الإشارة إلى أنَّ القَسم الوارد في الآية الكريمة: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) ، [١] يتكوَّن من أجزاءٍ عِدَّة، أوَّلها حرف الواو: وهو حرف القَسم، وكلمة الصُّبح: مُقسم به مَجرور بواو القَسم، وإذا: ظَرفٌ لما يُستقبل من الزَّمان مُجرَّد عن معنى الشَّرط، وكلمة تنفُّس: فعلٌ ماضٍ، والفاعل ضمير عائد على "والصُّبح"، والجُملة في محل الجرِّ بإضافة "إذا" لها، والظَّرف مُتعلِّقٌ بفعل القَسم المحذوف؛ أي أنَّ الله -سبحانه وتعالى- أقسم بالصُّبح وقت تنفُّسه.
والليل إذا عسعس 17 وقوله والليل إذا عسعس فيه قولان. والصبح إذا تنفس 18 قال الضحاك.
اللفظ "تنفس" لوحده فيه جمالية آسرة؛ إذ يرسم صورة فنية حركية في منتهى الجمال التصويري، بما يحمله من رشاقة ملائمة لرقة الصبح، وإن توالي أحرف هذا اللفظ يكشف عن لؤلؤ مكنون بين ثناياه، ندرك ذلك في همس التاء والسين وذلاقة النون والفاء، فجاء اللفظ "تنفس" موحيا بدلالته وجرسه وظله على هذا المعنى الجميل، حيث اليقظة التي شملت الطبيعة. وفي الآية الكريمة (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) فن بلاغي، وهو الاستعارة، يتجلى في استعارة محسوس لمحسوس بوجه محسوس، حيث استعير خروج النفس شيئًا فشيئًا لخروج النور من المشرق عند انبلاج الفجر، على نحو التتابع وبشكل تدريجي. إن هذهِ المفردة القرآنية "تنفس"، تبعث في الخيال صورة معنوية تتسم بالحس والتجسيم، يدرك جمالها من وقف عند هذا اللفظ القرآني متأملا معاني الجمال المبثوث في أجواء آي الذكر الحكيم. [ مقتبس بتصرف]. ويا لروعة هذا التركيب: (أقلعي عن هذا الخوف العصري)، بما يحويه من ألفاظ دالّة. واذا الصبح تنفس شکمی. فالإقلاع يكون عن عادةٍ سيئة متأصلةٍ في النفس والمجتمع لعهود طويلة، ووصف الخوف بالعصري، للدلالة على توظيف آلة العصر وتقنياته في بث الرعب في النفوس والقلوب والمجتمعات، حتى وصل إلى درجة عولمته؛ أقصد عولمة الخوف.
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وقوله ( والليل إذا عسعس) فيه قولان أحدهما إقباله بظلامه قال مجاهد أظلم.