لكن معرفتي الأهم بمحمد عبده كانت بالسفر, أبي لا يستمع إلى الأغاني إلا في السفر الطويل.. وبطبيعته الأصيلة لا يحب إلا الاغاني ذات الكلمات العميقة التي يفهمها وحده. لذلك " يقول من عدى على راس عالي " لاتزال ترنّ في أذني حتى الآن, كذلك المعاناة, كان مهماً أبو نورة في السفر.. أعود إلى تنشد عن الحال, تقريباً من بعد حفلات لندن بدأت أحب محمد عبده, وبدأت أبحث عن قديمه حتى وصلت إلى تنشد عن الحال ؛ تعرفون ذلك الشعور حينما يتلبسكم شيئ ولا تنفكون عنه ؟ كنت كذلك إلى الدرجة التي أنام وأنا أستمع إليها, وسماعات الواكمان ( أيام الكاسيتات) تلتفّ حول عنقي حتى يوقظني أبي صباحاً وينقذني منها! وعلى الرغم من ذلك لم أكن أفهم كلماتها أو بالأحرى ماذا يقصد من وراءها, بالذات أجنبّك مايحسك لو حياتي به. تمرّ السنوات إلى أيام قليلة مضت, بدأت أحن إلى هذه الأغنية.. يمكن بسبب ما مررت وأمرّ فيه, يمكن بسبب ( الهم الجديد اللي على الأول تحملته) لكن عدت إليها, وبدأت أفهم الأغنية ولماذا كتبها خالد الفيصل.. وفهمت للمرة الأولى" في خاطري لك كلامٍ مير ماقلته.. أجنّبك مايحسّك لو حياتي به " والآسى بـ " رحت أتمثل بطبعٍ لك تعلمته.. تنشد عن الحال ؟ « L A M E N T. لي صار لك غاليٍ ليّاك تشقي به ".
تنشد عن الحال, هذه الأغنية تملأني حنيناً, هي قطعاً من أجمل ماغنى محمد عبده. أذكر المرة الأولى التي تعرفت فيها على هذه الأغنية أو القصيدة بالأحرى ؛ إحدى عماتي إنسانة طربية من الدرجة الأولى, حينما كنا نزور بيت جدي كان شعوراً لا يضاهى الدخول إلى غرفتها التي لا تدخلها الشمس نهائياً استمع هناك إلى ماتقوم بتسجيله من الإف إم على مسجلها الأسود الخطير, وأتمدد على سريرها الذي يغوص بك إلى الأسفل, واتأمل قصاصات القصائد والكتابات على الدواليب, وبما أملكه من حب استطلاع بدأت بقراءة كل القصاصات الملصقة هناك حتى قرأت على كارد جميل ( في خاطري لك كلامٍ مير ماقلته.. تنشد عن الحال .. هذا هو الحال !. أجنبك مايحسك لو حياتي به) ولم أفهم ماذا يعني هذا الكلام, ثم سألتها وأخبرتني أنها أغنية لمحمد عبده. طبعاً في تلك الأيام لا يوجد انترنت ولا قوقل ولا حتى نعرف أن هناك شيئاً اسمه كمبيوتر, بإستثناء كمبيوتر صخر الشهير. المهم أن هذا المقطع ( المعجز) رسخ في بالي طويلاً. حينما كبرت وتجرأت على شراء كاسيتات أغاني, وهي بالمناسبة دائماً ما كانت نسخاً مسجلة وليست أصلية, مررت بعدة فنانين قبل أن أصل إلى محمد عبده, كنت أعرفه بالتأكيد, أمي تحب حفلة جنيف 88 وجميع أغانيها, وكثيراً ماتردد المعازيم و العقد وأنا حبيبي بسمته تخجله الضيّ وغيرها.
كنت دائماً ما اقرأ قصائد كثيرة للبدر وأقول هنا كتبني. لكنها المرة الأولى التي أقول أن خالد الفيصل كتبنا معاً قبل حتى أن أولد. وهذا هو الحال! مها, للحين طربية والا خلاص ؟ This entry was posted on الثلاثاء, يناير 5th, 2010 at 12:37 ص and is filed under صباح و مسا. You can follow any responses to this entry through the RSS 2. 0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.